حمل شعار «بيئتي حياتي»

مهرجان البيئة يحث على الرسكلة لحماية المحيط

مهرجان البيئة يحث على الرسكلة لحماية المحيط
  • القراءات: 2538
رشيدة بلال رشيدة بلال

نظمت بلدية الأبيار كعادتها للمرة الثالثة على التوالي، المهرجان البلدي للبيئة الذي عرف، على خلاف باقي السنوات الماضية، اهتماما كبيرا من المواطنين الذين توافدوا عليه بالمركز الثقافي للاطلاع على ما يعرضه المشاركون من إبداعات في مجال الرسكلة وطرق استرجاع النفايات المنزلية وفرزها، فيما اعتبره البعض الآخر محطة لتقديم بعض الشكاوى حول انتشار النفايات التي لا تزال تشكل نقاطا سوداء بعدد من أحياء الأبيار.

حمل المهرجان البيئي هذه السنة شعار «بيئتي حياتي» الذي عمل المنظمون للتظاهرة على جعله عاما، ليشمل كل ما يخص البيئة والناشطين بها من الذين يجتهدون في كل مرة من أجل تغيير سبل التواصل لتمكين المواطنين من فهم أهمية الحفاظ على البيئة، عن طريق تبني بعض السلوكات التي رغم بساطتها، تساهم إلى حد كبير في اكتساب الوعي بأهمية الحفاظ على نظافة المحيط، كالتقيد مثلا بإخراج النفايات في موعدها المحدد، وهو السلوك الذي لا يزال عدد كبير من المواطنين يغضون الطرف عنه، رغم التأكيد عليه بالمناسبة أو بغيرها. وحسب راضية حمينة مفتشة رئيسية في النظافة  والنقاوة العمومية والبيئة، فإن الهدف من تبني سنة إحياء اليوم العالمي للبيئة بتنظيم معرض مفتوح لعدة أيام، هو جعل العمل التحسيسي مستمرا للتأكيد في كل مرة على فكرة الرسكلة التي لا تزال تبدو غريبة وغير مفهومة عند المواطنين، وتحديدا فيما يتعلق بأهميتها في الحفاظ على نظافة البيئة.

عرفت التظاهرة مشاركة مميزة لعدد من الفاعلين في مجال الحفاظ على البيئة، حيث حضرت مؤسسة «ناتكوم» التي أبدع موظفوها في جناحهم بعرض مختلف العتاد الذي تستخدمه هذه المؤسسة من أجل الحفاظ على النظافة، وتزامن تواجد «المساء» مع الزيارة التفقدية التي قام بها مدير عام مؤسسة «ناتكوم»، السيد أحمد بن عاليا الذي قال بأن المؤسسة دأبت على المشاركة مع بلدية الأبيار لتمكين المواطنين من الاطلاع على مختلف مهام القطاعات المعنية بالنظافة، ويعد الوقت مناسبا لأنه يتزامن وبداية العطلة، ومنه، نحن كمؤسسة نثمن مثل هذه المبادرات التي لا نتردد مطلقا في المشاركة فيها، لأنها تسمح لنا بالتواصل مباشرة مع المواطنين ونقل انشغالاتهم التي تجعلنا نتدارك النقائص.

إلى جانب مؤسسة «ناتكوم»، برع فوج محمد إقبال لجمعية قدماء الكشافة الإسلامية في تزيين جناحه بمختلف الأدوات المسترجعة، بالاعتماد على عملية الرسكلة، ولعل تواجد الأطفال في الجناح حفز المواطنين على التقرب منهم للتعرف على الأعمال التي قاموا بها، وفي حديث «المساء» إلى علاء الدين زبوش الذي أشرف على إعداد بحث شرح فيه لزوار المعرض جملة من أسباب ومسببات التلوث وكيفية الحد منها بالاعتماد على عمليات الرسكلة والاسترجاع، قال: «تعلمنا الكشافة الإسلامية أن الكشاف فرد مقتصد يحسن التدبير، ولعل الرسكلة واحدة من أهم مبادئ الفرد المقتصد، لذا عكفنا من خلال نشاطنا في الفوج، على ابتكار أفكار حوّلنا من خلالها بعض النفايات القابلة للاسترجاع إلى تحف تزيينية، وأخرى خاصة بالاستعمال اليومي ورغبنا من خلال مشاركتنا في المعرض في تمكين المواطنين من فهم آلية الرسكلة بتحويل مجرد أفكار بسيطة إلى أدوات قابلة للاستغلال حتى نقلل العبء على البيئة».

من جهته، عرض مكتب النقاوة والنظافة التابع لبلدية الأبيار مجموعة من المطويات التحسيسية، إلى جانب توزيع عدد من الإعلانات الخاصة بالتأكيد على مواعيد إخراج النفايات وإلحاقها بالعقوبات المقررة في حال المخالفة،

واعتبر عدد من زوار المعرض من سكان بلدية الأبيار المكتب مكانا لتقديم بعض البلاغات عن أماكن تتواجد فيها نفايات، فيما راح البعض الآخر يعبر عن امتعاضه بسبب تقصير مؤسسة «ناتكوم» في القيام بواجبها كما ينبغي لحفظ النظافة.

فحماية البيئة والحفاظ عليها أصبح بدوره من صميم اهتمام الحركة الجمعوية التي تولي اليوم أهمية لكل ما له علاقة بالمحيط والبيئة، وهو ما يعكسه تواجد جمعية حماية البيئة والمحيط ممثلة في فاتح بن محداب عضو في الجمعية، الذي أبى إلا أن يشارك في مهرجان البيئة بمجموعة من المطويات التي تؤكد على المساهمة في حماية المحيط، إلى جانب التواصل مع المواطنين من خلال الإشراف على تنشيط عروض الأفلام التي خصصت للأطفال والبالغين على حد سواء، للاطلاع بالصورة والصوت على مخاطر النفايات.