في ملتقى ولائي حول مهن الإعلام والاتصال

منصات التواصل الاجتماعي وسيلة لاستقطاب المهتمين بالتكوين المهنيّ

منصات التواصل الاجتماعي وسيلة لاستقطاب المهتمين بالتكوين المهنيّ
  • القراءات: 443
رشيدة بلال  رشيدة بلال

أجمع المشاركون في أشغال الملتقى الولائي الذي نُظم بالبليدة نهاية الأسبوع حول مهن الإعلام والاتصال والذي جاء تحت عنوان "تحديات الإعلام في عصر الرقمنة" ، على ضرورة مواكبة المكلفين بالاتصال على مستوى مديريات التكوين المهني، كل المستجدات الخاصة بالاتصال والتواصل مع الشباب المعنيين بقطاع التكوين المهني؛ لتغيير الصورة النمطية التي طالما ارتسمت في أذهان الشباب حول قطاع التكوين المهني والتمهين، على أنه وجهة الفاشلين في مشوارهم الدراسي؛ من خلال عرض الآفاق التكوينية المتاحة، والإمكانيات المتوفرة عبر كل الوسائط التكنولوجية والمنصات الرقمية، التي أصبح يعوَّل عليها في العملية التحسيسية.

أكد مدير التكوين المهني بالبليدة المكلف بالتسيير المالي والإداري، محمد عديد في كلمته  بمناسبة إشرافه على افتتاح أشغال الملتقى المنظم من طرف مديرية التكوين المهني والتعليم المهنيين بالبليدة، أن هذا القطاع أصبح يساهم في خلق الثروة؛ من خلال تكوين شباب قادرين على بناء الاقتصاد الوطني، مشيرا إلى أن مديرية التكوين المهني على مستوى ولاية البليدة، بادرت في إطار استراتيجية القطاع، بتعيين مكلفين بالإعلام على مستوى مختلف المعاهد ومراكز التكوين المهني، في مبادرة تُعد أولى من نوعها؛ من أجل ترقية العملية الإعلامية التحسيسية بالنظر إلى أهميتها في إيصال المعلومة الخاصة، بما يوفره قطاع التكوين المهني من امتيازات للشباب الباحثين عن تكوين؛ سواء من حيث نوعية التكوينات، أو التخصصات الجديدة، أو استقطاب المرأة الماكثة بالبيت، لافتا في السياق، إلى أن مهمة الإعلام والاتصال كُلف بها القائمون على قطاع التكوين المهني بما في ذلك مختلف الشركاء الفاعلين في العملية التكوينية.

وحسب المتحدث، فإن الاهتمام بالعملية الإعلامية ومواكبة مختلف التكنولوجيات المتاحة،  سمح على مستوى ولاية البليدة، باستقطاب أعداد كبيرة من الشباب الراغبين في التكوين،  وهو ما تعكسه الأرقام المسجلة في دورة أكتوبر، حيث تم، حسبه، فتح 10 آلاف منصب بيداغوجي، غير أن الإقبال فاق العدد المحدد، مشيرا في هذا السياق، إلى تسجيل 14 ألف وافد؛ ما يعني، حسب تأكيده، أن "ولاية البليدة لا تسجل عزوفا في قطاع التكوين المهني".

وقال إن المصالح تبنت حلولا جدية، مكنت من تلبية الطلب المتزايد، وذلك من خلال تنويع الأنماط التكوينية، وفتح الدروس المسائية، وفتح بعض الفروع المنتدبة عند وجود اكتظاظ في بعض المعاهد بالنظر إلى الطلب الكبير على بعض التخصصات، لافتا إلى أن الإشكال الوحيد الذي يُطرح بالنسبة لبعض التخصصات الجديدة، مسألة توظيف الأساتذة الجدد، مردفا: "مثلا، بناء على طلب مدير الثقافة تكوينَ اليد العاملة المكونة في مجال التراث المبني والترميم، تم فتح تخصص جديد خاص بترميم المباني القديمة، ولكن في المقابل، لا بد من توظيف أساتذة لسد العجز. ونفس الشيء بالنسبة لتخصص صيانة الطرقات، الذي يُعد من التخصصات الجديدة التي دعا إليها اقتصاديون، والتي تحتاج هي الأخرى، إلى توظيف مكونين جدد" .

تكوين مستشاري التوجيه ضرورة لمواكبة التكنولوجيا

من جهته، اقترح أستاذ التعليم العالي البروفيسور ربيع عبزوزي المختص في علم النفس الاجتماعي والإرشاد الأسري، ضرورة مواكبة مستشاري التكوين المهني والتمهين مختلف المستجدات في عالم التكنولوجيا والرقمنة، مؤكدا أن "مستشار التكوين المهني لا بد أن يفهم أن الوصول إلى شباب اليوم واطلاعه حول الآفاق التكوينية المتاحة والتخصصات الجديدة، يتطلب مخاطبته عبر اللغة الرقمية التي يستعين بفهمها ويتعامل بها"، مضيفا: "إن الذكاء الاصطناعي فرض حتمية اختفاء بعض المهن، وظهور مهن أخرى تتطلب، أيضا، من القائمين بالعملية الإعلامية، إدراك هذه المسالة إن أرادوا الترويج لمختلف الأنماط التكوينية المتاحة للشباب".

وحسبه، ينبغي وضع خلية عمل  لمواكبة المستجدات، تنطلق من التكوين الذاتي لمستشاري التكوين المهني وفق ما تتطلبه التكنولوجيا، اليوم، من تطورات، بدل توظيفهم من خارج القطاع، ليتمكنوا من تمثيل القطاع أفصل تمثيل، وينجحوا في استقطاب الشباب إلى هذا القطاع الهام.

وأشارت الدكتورة سعاد بلقرون من جامعة الجزائر، إلى أن قطاع التكوين المهني والتمهين مدعوّ، اليوم، لتغيير الطريقة التقليدية في الترويج لمختلف العروض التكوينية، في محاولة لاستقطاب الشباب، والسعي إلى استهداف مختلف وسائل التواصل في التوعية والتثقيف؛ الأمر الذي يفرض، حسب تأكيدها، "حتمية التعامل مع الإعلام الرقمي الإلكتروني"، مشيرة إلى أن النهوض بقطاع التكوين المهني يتطلب استحداث مواقع إلكترونية عبر مختلف المعاهد ومراكز التكوين المهني، التي تسمح للشباب بالوصول إلى المعلومة بسهولة.

وحسب المتحدثة، فإن أهمية الحملات الإعلامية الرقمية في التوعية والتحسيس حول كل ما يخص قطاع التكوين المهني والتمهين، تتوقف على ضبط استراتيجية إعلامية مبنية على تحديد أهداف الحملة، والإطار الزمني لإنجاح الحملة الرقمية، مع ضرورة الاستعانة بالجهات الإعلامية المعروفة وما يسمى بالصحافة المتخصصة؛ للمساهمة في إيصال المعلومة الرقمية حول قطاع التكوين المهني، إلى الفئة المستهدَفة الممثلة في الشباب، لافتة في السياق، إلى أن من أهم الطرق التي أثبت فعاليتها في العملية التحسيسية، المدونات الخاصة بكل مؤسسة تكوينية، والتي هي عبارة عن صفحات يتم إنشاؤها على الأنترنت، تحتوي على معلومات خاصة بقطاع التكوين المهني، تكون متوفرة للشباب؛ حتى يطلعوا عليها.

من جهته، حاول الأستاذ نور الدين أعراب رئيس جمعية الصحفيين والمراسلين لولاية البليدة، من خلال تدخله، أن يسلط الضوء على التداخل الموجود بين قطاع الإعلام وقطاع التكوين المهني؛ حيث قال: "إن المادة الإعلامية التي يعوَّل عليها لصناعة المحتوى، تحتاج  إلى مشاركة بعض القطاعات، ومنها قطاع التكوين المهني"، مشيرا إلى أن النوع الجديد في مجال الإعلام ممثل في الإعلام الإلكتروني الذي فرض مهنا جديدة، أصبح فيها تكوين إطارات ضروري من أجل الإشراف عليها، والتي تؤمّنها مراكز التكوين المهني والتمهين، لافتا في السياق، إلى أن الإعلام لم يعد بالشكل التقليدي الكلاسيكي، وإنما عرف تطورات كثيرة، أصبحت تفرض وجوب تكوين إطارات من خريجي بعض القطاعات خاصة قطاع التكوين المهني؛ ما يؤكد فرضية الترابط الكبير الموجود بين قطاعي الإعلام والتكوين المهني، حسب المتدخل.