الباحث في علم الفيروسات محمد ملهاق لـ"المساء":

"منتدى الأمن الصحي والبحث والتنمية"لدعم الصحة العمومية

"منتدى الأمن الصحي والبحث والتنمية"لدعم الصحة العمومية
الباحث في علم الفيروسات محمد ملهاق
  • القراءات: 858
رشيدة بلال رشيدة بلال

 شهدت الساحة الجمعوية مؤخرا، ميلاد منتدى الأمن الصحي.. البحث والتنمية، يضم ثلة من نخبة المجتمع في المجال الصحي، من خبراء ومختصين، جاء حسب محمد ملهاق، باحث في علم الفيروسات، ورئيس هذا التنظيم الجديد "استجابة للتغيرات الصحية الطارئة في العالم، وليكون بمثابة المكمل للقطاع الصحي حول كل ما يتعلق بالصحة العمومية، من حيث الوقاية والتثقيف الصحي ومحاربة مختلف الفيروسات. "المساء" تحدثت مع الباحث في علم الفيروسات محمد ملهاق، حول منتدى الأمن الصحي كحركة جمعوية، أهدافه والاستراتيجية الصحية التي يعول العمل عليها، للمساهمة في رفع الوعي الصحي ومحاربة مختلف الأمراض والفيروسات التي يشهدها العالم.

بداية، ما الداعي إلى إنشاء منتدى للأمن الصحي، في ظل التواجد الكبير للجمعيات؟

❊❊ ارتأينا من خلال التأسيس لـ"منتدى الأمن الصحي والبحث والتنمية"، الاستجابة للدستور الجديد الجزائري، الذي أعطى دفعة قوية للمجتمع المدني، انطلاقا من هذا، وتبعا لتوجهات السلطات العمومية، رغبنا كمختصين وباحثين في الصحة، المساهمة من خلال هذا المنتدى، في تعزيز منظومة الأمن الصحي في الجزائر بطرق علمية، بالاعتماد طبعا على خبرة، وبحث الأعضاء الذين يمثلون نخبة المجتمع.

ما الذي تقصده بعبارة الأمن الصحي؟

❊❊ الفكرة قديمة، تعود إلى سنوات التسعينات، حينما كنت أمارس التخصص في علم الفيروسات، وباحث في المخبر الوطني المرجعي لفيروس فقدان المناعة البشرية، وقتها، كان العالم كله خائفا من هذا الفيروس، وكانت فكرة الأمن الصحي أو الصحة العمومية تعرف تطورا، وبعد سنوات تبلورت الفكرة لدي مع جائحة "كورونا"، حيث تأكد لي ضرورة وجود تنظيمات وإجراءات لحماية البشرية من مختلف الفيروسات، ولعل ما عزز الفكرة؛ فيروس "كورونا"، حيث اتفقت مع عدد من المختصين والكفاءات من مختلف القطاعات، التي لها علاقة مباشرة، أو إسهام في الأمن الصحي، ومنهم العاملون في القطاع الصحي، وأشخاص لديهم تجارب في التسيير الإداري، وخبراء في المجال الفلاحي والتغذية، لارتباط الأمن الصحي بالغذاء ورؤساء لجان الصحة، وغيرهم من الكفاءات، إلى جانب خبرتي كمختص في علم الجراثيم، وعضو بالمجالس المنتخبة، بالإضافة إلى التكوينات الإدارية، رشحتني لأكون على رأس المنتدى الذي كنت آمل منذ سنوات تأسيسه.

ما هي أولى المشاريع التي ينتظر أن يعمل عليها المنتدى؟

❊❊ المنتدى في الوقت الراهن، بعد حصوله على الاعتماد، يعمل على هيكلة أعضائه، حتى يكون متواجدا في كل ولايات الوطن، حيث عرف خلال التأسيس مشاركة 25 ولاية، في انتظار استكمال باقي الولايات، ومن ثمة، يتم تنصيب المكاتب الولائية والبلدية، وبعدها ينتظر أن يتم التركيز على مستويين في العمل الميداني؛ المستوى الأول يجري التركيز فيه على الجانب الأكاديمي، من خلال تنظيم أيام دراسية وعلمية، والمستوى الثاني، من خلال الانتشار في الميدان للمساهمة في تفادي الأمراض والأخطار التي تهدد صحة المواطن، بالتالي يكون نشاط عمل المنتدى مكمل لنشاط قطاع الصحة، خاصة أن احتياجات المواطن الصحية تختلف من منطقة إلى أخرى. وعملنا سيكون منصبا على المساهمة في تجنب بعض الأمراض، حسب انتشارها في كل منطقة، إلى جانب تقديم مقترحات للسلطات العمومية فيما يخص الأمن الصحي.

كيف تقيم الوضع الصحي مع الانتشار الكبير لعدد من الفيروسات الشتوية؟

❊❊ نشهد خلال هذه الفترة، انتشارا كبيرا للفيروسات الشتوية التي تتشابه مع بعضها البعض في الأعراض، كالحمى والسعال، حيث نجد فيروس الرشح وفيروس الأنفلونزا وفيروس الغدة، والفيروس التنفسي الذي يمس بصفة كبيرة الرضع، والفيروسات التاجية، وتستقبل المستشفيات أعدادا كبيرة من المرضى، بينما يختار آخرون التداوي التلقائي، من خلال اقتناء الأدوية من الصيدليات أو من عند العشابين، وفي اعتقادي، وبناء على بعض الملاحظات، فإننا  لا زلنا في جائحة عالمية، وما أرغب في التنبيه إليه؛ ضرورة التقيد دائما بارتداء الكمامة عند الإصابة بالزكام، أيا كان الفيروس، لأنها من الفيروسات المعدية وسريعة الانتشار، خاصة بالنسبة للنساء المرضعات، لأن بعض الفيروسات تضر بالرضع. أما بالنسبة للجانب الثاني من الوقاية، فيجب الحرص على التلقيح، خاصة بالنسبة للفئات الهشة والمصابين بالأمراض المزمنة، دون أن ننسى بأننا في فترة التلقيح ضد الأنفلونزا الموسمية، التي يجب أن يحرص المعنيون بها، على ضرورة التلقيح لتفادي التعقيدات وتحقيق الأمن الصحي.

  هل من كلمة أخيرة؟

❊❊ نتطلع من خلال منتدى الأمن الصحي والبحث والتنمية، لأن نكون فاعلين في الميدان، من خلال تقديم خدمات صحية، ونرافق جهود الدولة في محاربة مختلف الأمراض والفيروسات.