تسبب اضطرابا في الغدة الدرقية

منتجات استهلاكية تهدد الصحة العمومية

منتجات استهلاكية تهدد الصحة العمومية
  • القراءات: 460
نور الهدى بوطيبة نور الهدى بوطيبة

حذرت الدكتورة فتحية فراج، الطبيبة المختصة في الغدد الصماء، من الاستهلاك المفرط لما يعرف بالمواد المسببة في اضطراب الغدد الصماء، والتي انتشر استعمالها واستهلاكها بشكل ملحوظ خلال السنوات الأخيرة، مشيرة إلى أن الكثير من تلك المنتجات تتسبب في الإصابة باضطراب الغدة الدرقية، واحدة من أكثر الأمراض انتشارا بين الرجال والنساء في السنوات الأخيرة، خاصة في الدول النامية، التي تعرف مستويات دخل منخفض، ومنها الجزائر، وأصبحت ـ حسبها ـ تمس جميع الفئات، حتى فئة الشباب والأطفال، لتعرضهم المستمر لتك المنتجات التي، أقل ما يمكن القول عنها إنها سامة.

أوضحت المختصة أن الكثير من الأشخاص أصبحوا يعانون من هذا الاضطراب، ويتلقون العلاج، لكن لا يدركون حقيقة هذا المرض وسبل الوقاية منه، وخاصة مسبباته، حيث قالت، بأنه نظرا لانتشاره الواسع في السنوات الأخيرة، أصبح تقريبا جميع الأطباء يطلبون مرضاهم بإجراء التحاليل للكشف عنه، كواحد من روتينات الاختبارات الكلاسيكية التي تجريها المخابر، موضحة أنه يعرف باختبار "TSH"، لكن أغلبية هؤلاء المصابين به، عند الكشف عنه، يتلقون العلاج دون وقف المسببات الرئيسية للإصابة به، وهذا ما يجدر،تسليط الضوء عليه، لحث المواطنين على سبل الوقاية منه وحماية الصحة من أكثر الأسباب التي تخلق حساسية للغدد الصماء.

وقالت فراج، إن أكثر المواد المسببة لاضطرابات الغدد الصماء، تختلف بين ما يتم استهلاكه من أطعمة ومنتجات غذائية وبين مواد ذات استعمال خارجي. وعن تلك المواد، قالت الطبيبة، إن أكثر المنتجات التي نستعملها ونستهلكها يوميا، قد تسبب اضطراب الغدد الصماء، خاصة بعد أن مست التكنولوجيا الكثير من المواد، خاصة الغذائية، وقالت إن بعض المواد الكيماوية التي تدخل في تركيبة موادنا الغذائية، تعتبر جد سامة للجسم، وإن لم تكن قاتلة، فهي تسبب مشاكل صحية، مثل الإصابة باضطراب الغدة الدرقية، كبعض الملونات الغذائية، مثل اللون الأزرق الذي يدخل في تركيبة الكثير من المواد، كالحلويات والسكاكر وحتى الأدوية.

إلى جانب المواد الحافظة والمنتجات المعلبة، فضلا على منتجات أخرى، كمواد التجميل، خاصة طلاء الأظافر وأحمر الشفاه، "البارابين" المتواجد في الشامبوهات وغسول الشعر، منتجات التنظيف، أكياس التغليف البلاستيكية، القارورات البلاستيكية، الأواني البلاستيكية المصنوعة من البلاستيك المرسكل، الألعاب البلاستيكية، أواني الطبخ الحديثة التي لها ميزة عدم التصاق الأكل، وبعض منتجات البناء، كالطلاء وغيرها من المواد التي  تعمل على خلق اضطرابات في الغدد الصماء، بالتالي الإصابة بالغدة الدرقية. أوضحت الطبيبة، أن التعرض المستمر لتلك المواد واستهلاكها، يعرض الشخص للإصابة باضطرابات على المدى القريب والمتوسط.

وهناك نوعان من الإصابة ، حيث قالت إن الغدة الدرقية، تفرز هرمونات تقع أسفل العنق، تلتصق بالقصبة الهوائية، كما أن كمية الهرمونات مختلفة، بين مرتفعة جدا أو منخفضة جدا، وتحدث فرطا في نشاط الغدة أو قصورها، بالتالي تنتج خللا في باقي وظائف الجسم، كما أنها تصل إلى التأثير على وزن المصاب.

وأبرزت الطبيبة، أن القلق والضغط النفسي قد يؤثر بدوره على العمل الطبيعي للغدة الدرقية، المشكل الذي لابد من ضبطه لتفادي الإصابة باضطراب الغدة الدرقية، موضحة أن مضاعفات هذا المشكل، قد تكون خطيرة، إذا لم يتم التكفل بها، وبلغت مراحل متقدمة من المرض، قد تصل إلى الإصابة بسرطان الغدة الدرقية، لذا فإن استشارة الطبيب والوقاية من المشكل أمران ضروريان لحماية الصحة. وفي الأخير، شددت المختصة على أهمية الاستهلاك المستمر والمعتدل لمادة "اليود"، لحماية الجسم من اضطراب الغدة وتضخمها.