بمناسبة اليوم العالمي للمعلم

مناقشة الحق في التعليم على ضوء القانون الدولي

مناقشة الحق في التعليم على ضوء القانون الدولي
  • القراءات: 1433
نور الهدى بوطيبة نور الهدى بوطيبة

ناقش مجموعة من الأساتذة من مختلف جامعات الجزائر، مؤخرا، خلال ندوة علمية بعنوان «الحق في التعليم على ضوء القانون الدولي لحقوق الإنسان»، واقع وتحديات التعليم في الجزائر، حسب مواقف وآراء مختصين وأساتذة جامعيين، في مبادرة ارتأى كرسي  اليونسكو الأمير عبد القادر لحقوق الإنسان وثقافة السلام وجامعة الجزائر «1» واللجنة الوطنية الجزائرية للتربية والثقافة والعلم، تنظيمها بمناسبة اليوم العالمي للمعلم، الموافق لـ 5 أكتوبر 2017.

يعتبر الحق في التعليم من الحقوق الأساسية التي كفلتها جميع المواثيق والمعاهدات الدولية والإقليمية، وقد وردت في ذلك عدة مواد في الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، والعهد الدولي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، واتفاقية حقوق الطفل، واتفاقية القضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة، وغيرها من مصادر القانون الدولي وقانون حقوق الإنسان.

ولعل أهمية الحق في التعليم تكمن في دور الحق في التعليم في سبيل تمكين وتقوية الحقوق الأخرى، فبدون التعليم الكافي والمناسب لا يستطيع الإنسان أن يعرف حقوقه الأخرى، ولا أن يميز حالات انتهاك حقوق الإنسان، ولا يمكنه أن يدافع عن تلك الحقوق، إلا أن خصوصية الحق في التعليم تتيح للشخص أو لأولياء أمره الحرية في اختيار نوع التعليم الذي يلائمه، وتتيح للأفراد والجماعات إنشاء مؤسسات تعليمية خاصة تتوافق مع توجهاتهم الدينية والفكرية، على أن تخضع لمعايير دنيا من الرقابة والمتابعة من قبل أجهزة الدولة، ومن هذا الأساس، ومن هذه القضايا جاء موضوع «الحق في التعليم» موضوع نقاش العديد من الندوات عبر مختلف دول العالم، واحتضنت الجزائر العديد من تلك الملتقيات الدولية على مدار السنوات لأهميته وكذا حساسيته في رصد مؤشرات ذلك الحق، لأنه ينظر للخاص والعام ويرصد الالتزامات الرسمية في ظل وجود خيارات شخصية، وأن اتخاذ موقف لأجل مهنة التدريس يعني توفير التدريب الملائم، والتنمية المهنية المستمرة وحماية حقوق المعلمين.

يكتسب الحق في التعليم أهمية كبيرة باعتباره تمرين لحقوق الإنسان، فالتمتع واستخدام الحقوق الأخرى وحتى التعرف على حقوق الإنسان المختلفة السياسية والمدنية، مثل الحق في الحصول على المعرفة وحق التعبير عن الرأي والتجمع وحق التصويت والانتخاب، وغيرها من الحقوق السياسية الأخرى، يتطلب حدودا دنيا من التعليم للاستفادة منها. تندرج هذه الندوة ضمن سلسلة من الندوات والملتقيات العلمية في حقوق الإنسان وثقافة السلام التي تشرف على تنظيمها اللجنة الجزائرية وكرسي اليونسكو خلال 2017 - 2018، وبخصوص عدد من المسؤولين الحكوميين والباحثين والأكاديميين المتخصصين في القانون الدولي والعلوم الإنسانية.

وقد تم خلال هذا اليوم مناقشة العديد من المحاور، أهمها تطور ظاهرة التعليم وموقعها ضمن قوانين الدول وتوصيات المنظمات الحقوقية، تم خلال هذا المحور التعريف بحق التعليم بأنه حق الأفراد في التعليم وتعليم غيرهم بما يعرفون أو يعتقدون، على لسان محمد كاكي أستاذ محاضر بجامعة الجلفة، كما تم الحديث عن موقع هذا الحق ضمن مختلف القوانين الدولية.

كما تم التطرق أيضا إلى محور لا يقل أهمية في هذا الموضوع، وهو المدرسة والجامعة بين المسار العام والقطاع الخاص، تم من خلاله الحديث عن الحق في التعليم بين الخصوصية الثقافية والتعليم المشترك، وكذا إشكالية حقوق الإنسان المتعلقة بخصخصة التعليم، وتحديات برامج التعليم العالي في الجزائر في ظل التنافسية العالمية لتحقيق التنمية المستدامة، إلى جانب مبدأ تكافؤ الفرص التعليمية في التعليم الجامعي.

الجدير بالذكر أنه يحتفل باليوم العالمي للمعلمين يوم ٥ أكتوبر سنويا منذ عام 1994، وهو بمثابة إحياء ذكرى توقيع التوصية المشتركة الصادرة عن منظمة العمل الدولية ومنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافية اليونسكو عام 1966، والمتعلقة بأوضاع المعلمين.