سد بني بـهـدل.. شاطئ البحيرة ووادي عبد الله بتلمسان

مناطق سياحية تعاني من غـياب المرافق والخدمات الضرورية

مناطق سياحية تعاني من غـياب المرافق والخدمات الضرورية
  • القراءات: 4294
ل.  عبد الـحلـيـم ل. عبد الـحلـيـم
تسـعـى العـديد من البلديات الساحلية بولاية تلمسان إلى التميز للحصول على لقب مدينة سياحـية بكل المقاييس، من خلال استغلال جميع إمكانياتها الطبيعية وتأهيل تلك التي كانت تواجه بعض المشاكل والنقائص، كما هو الشأن ببعض الشواطئ التي أعيد فتحها، إلى جانب توفير الأمن والنظافة وإعطاء أولوية للمهنيين وأصحاب الاختصاص لإنعاش السياحة، مع أن بوادر نجاح هذا الموسم بدأت تتجلى بإضافة شواطئ جديدة بمناطق وبلديات عديدة لا طالما عرفت شواطئها اكتظاظا خلال السنوات الماضية.
يعتبر شاطئ "وادي عبد الله" ببلدية الغزوات بتلمسان، الوحيد المعتمد والمحروس بهذه البلدية الساحلية، وقد تم فتحه للسباحة في بداية شهر أوت من السنة الفارطة بعد أن ظل مهملا منذ الاستقلال، إذ يبلغ طوله ما يقارب الكيلومتر. وحسب الروايات فإن شاطئ "وادي عبد الله" سمي نسبة إلى شخص كان يقوم بخدمة الأراضي المحاذية لهذا الشاطئ لعدة سنوات، حيث كانت هذه الأراضي عبارة عن وادي، وقد شهد هذه السنة توافـدا كبيرا للزائرين خاصة في شهر رمضان، حيث كانت تقام هناك حفلات وسهرات من طرف الجمعيات المحلية، ليصبح مكتظا عن آخره بعد عيد الفطر المبارك مباشرة بسبب الإقبال الكبير للعائلات والشباب من كل الدوائر المجاورة للغزوات والمغتربين، كونه يتوسط البساتين الزراعـية المحاذية له، كما يتوفر على واجهة بحرية رغم أنها ليست طويلة. وما زاد من جماله، حديقة التسلية التي أوجدتها السلطات المحلية منذ سنتين والتي تحفها الأشجار الغابية الوارفة الظلال التي تبسط الظل على كل المساحة، فضلا عن وجود طاولات وكراسي إسمنتية بمختلف الألوان، إضافة إلى مواقد خشبية كبيرة يستعملها الزائرون لشواء السمك. في حين يستمتع الصغار بالأراجيح والميزان المنصوبة هناك، ما جعل العائلات تقصدها للاستمتاع بهوائها المنعش وتناول الوجبات الغذائية سواء نهارا أوليلا، علما أن  الشاطئ تنعدم به المنازل أوالبنغالوهات، فهو مخصص لاستقبال المصطافين بمظلاتهم وكراسيهم وطاولاتهم وزرابيهم فقط، إلى جانب هذا يتوفر شاطئ "وادي عبد الله" عـلى حظيرة لتوقف السيارات مهيأة وكبيرة، وهو ما يمكن أصحاب المركبات من ركن سيارتهم بكل اطمئنان وارتياح. وحسب رئيس البلدية السيد "أحمد صالح"، فإن السلطات البلدية تعتزم على توسيع الشاطئ وتهيئته بإعادة تهيئة حديقة التسلية بمبلغ مالي يقدر بــ 400 مليون سنتيم.
ومن بين شواطئ تلمسان أيضا التي لازالت تعاني التهميش واللامبالاة، شاطىء أولاد سيدي عايد أو أولاد بن عايد والمعروف أيضا باسم "البحيرة"، والذي يشهد خلال السنوات الأخيرة هو الآخر ارتفاعا في عدد المصطافين، بعد ما كان وإلى وقت قريب منطقة لا يعرفها سوى سكان المناطق الغربية من ولاية تلمسان وخاصة من قاطني مناطق الغزوات والسواحلية وتونان وحتى باب العسة وندرومة والجهات المجاورة لها، رغم أن الشاطئ يتميز بموقع استراتيجي هام جدا ويتوسط سلسلة من الجبال والغابات من جهة والبحر من جهة أخرى، إلا أنه يفتقد إلى الهياكل القاعدية الضرورية لاسيما ذات الضرورة القصوى كالمطاعم وأكشاك الهاتف وأيضا محطات توقف السيارات والمقاهي وغيرها من الأمور التي يحتاجها المصطاف خلال فترة تواجده بالشاطئ لساعات أو لحظات أو حتى أيام عدة، مما يفتح المجال أمام الانتهازيين لتقديم خدمات في هذا المجال بأسعار باهظة وغير معقولة وبخدمات بسيطة وغير صحية وحتى أنها غير مرخصة، كبيع الفطائر والساندويتشات تحت درجات حرارة عالية وفي ظروف غير ملائمة تهدد صحة المصطاف، على الرغم من أن هذا الشاطئ تفضله الكثير من العائلات، باعتباره بعيدا عن الضجيج والحركة المكثفة، ناهيك عن أنه شاطئ نظيف بامتياز، ومؤهل قانونا للسباحة بترخيص من الجهات الوصية بموجب القرارات التنفيذية الرسمية، ويتم سنويا تنصيب فرقة للدرك الوطني وأخرى لوحدات الحماية المدنية للسهر على راحة المصطافين وأمنهم، إلا أن السياح يصطدمون دائما بغياب الخدمات، ومن جانب آخر يبقى شاطئ البحيرة وجهة مميزة للعائلات خاصة مع غروب الشمس حيث تصنع الطبيعة مناظر رائعة للغاية ويمكن للزائر الاستمتاع بها لعدة ساعات إلى وقت متأخر من الليل، ليبقى الاستثمار في البنية التحتية ضرورة لإنعاش القطاع السياحي بالنظر للامتيازات الطبيعية الهائلة التي يتوفر عليها شاطئ البحيرة الذي يشبه إلى حد كبير خليج صغـيـر.
جبال وشلالات "سـد بـنـي بـهـدل" ببني سنوس تستهوي العائلات والشباب
يعتبر سد بني بهدل الواقع في إقليم دائرة بني سنوس على بعد 45 كيلومتر جنوب غرب عاصمة الولاية تلمسان، واحدا من أكبر سدود الجهة الغربية من البلاد والممول الرئيسي لولايات وهران وعين تموشنت بالمياه الصالحة للشرب، فضلا عن ذلك فـقـد أصبح السد أيضا خلال السنوات الأخيرة وجهة سياحية مفضلة للعديد من العائلات التلمسانية وأخرى من ولايات مجاورة وحتى تلك القادمة من شرق ووسط وجنوب البلاد وأيضا المهاجرين الجزائريين خلال موسم الاصطياف، وقد اختارت العديد من العائلات الجزائرية القادمة من مختلف ولايات الوطن وحتى خارجها أيام العطل ونهاية الأسبوع وأيام الراحة لقضاء معظم الساعات بمحيط السد واستغلال أكبر فترة ممكنة قبل الدخول الاجتماعي بشكل عام والدراسي بشكل خاص، هروبا أيضا من ضجيج وصخب الشواطئ المكتظة بالمصطافين وطمعا في سويعات راحة لمحاكاة الطبيعة والاستمتاع بخصوصيته، كونه يضم مساحات كبيرة من النباتات الخضراء والأشجار الغابية كالصنوبر والبلوط والصفصاف والعرعار، وما زاد أيضا من اهتمام السياح وحتى القوافل الشبانية التي تزور الجهة على شكل وفود منظمة تمثل جمعيات ونواد علمية ورياضية واجتماعـية وثقافية باختياره وجهة رئيسية ومفضلة للراحة والاستجمام، هو ذلك الهدوء الذي يسود محيطه طيلة ساعات اليوم والذي يطبعه جو نظيف خال من التلوث البيئي، كما يهتم الكثير من المصطافين بممارسة العديد من الهوايات كالصيد، إضافة إلى الاستمتاع بالتنوع في التضاريس من جبال وهضاب ومرتفعات ووديان وشلالات، والتي يتخذها هـواة الرياضة كمسالك لتسلق الجبال، يضاف إلى ذلك تدفق منسوب المياه في السد والذي وصلت ضفافه إلى محاذاة الطريق الرئيسي الرابط بين تلمسان وبني سنوس ومغنية وكذا ارتباطه الطبيعي بالوادي الذي ينساب بين جنبات جبال تباين علوها من جهة لأخرى، وتحاذيها مسالك طبيعية ساهمت فيها بشكل كثير العوامل البشرية وفي مقدمتها تواجد العديد من الفلاحين بالجهة الذين يمارسون العديد من الأنشطة الفلاحية والرعوية ذات الطابع المعاشي وبطرق تقليدية مثيرة للاهتمام والإعجاب في آن واحد، والتي ساهمت في جعل المنطقة تعرف حيوية وديناميكية في الحركة السياحية بشكل غير معهود، تبدأ مع مطلع فصل الربيع من كل عام إلى غاية أواخر موسم الصيف وهي الحركة التي كانت لها انعكاسات إيجابية في الرفع من المستوى المعيشي لقاطني الأرياف المجاورة الذين يقبلون على بيع بعض التحف التقليدية والأكلات الشعبية المعروفة لدى أهالي بني سنوس وفي مقدمتها الخبز المحلي...وغـيرها.