يتوافد عليها نحو 20 ألف زائر سنويا

منارة رأس الحمراء بعنابة مقصد الشعراء والفنانين

منارة رأس الحمراء بعنابة مقصد الشعراء والفنانين
  • القراءات: 2977
 هبة أيوب هبة أيوب

يفضل العديد من زوار بونة، خاصة المصطافين والمغتربين منهم، التوجه نحو منارة رأس الحمراء التي تعتبر قبلة حقيقية لعشاق الطبيعة، على غرار الشعراء والفنانين والرسامين الذين أعطوا للمكان جمالا خاصا من خلال الإبداع بالريشة والقلم لتوقيع ما تتوفر عليه هذه المنطقة السياحية من عطاء رباني يتعانق والبحر وتلاطم أمواج منطقة فيفي الرائعة والفريدة بتضاريسها.

هذه المنارة يرتبط اسمها ببرج المراقبة بعنابة، أنشئ إبان الحقبة الاستعمارية سنة 1850 بموقع صخري تغطي فسيفساؤه التربة الحمراء،  لهذا سميت بمنطقة رأس الحمراء، كما تعلو المنارة في سماء عاصمة أبو مروان الشريف وهي قريبة من المحور البحري المؤدي إلى مخرج سرايدي، وهي اللوحة الفنية التي فتحت شهية المصطافين والسياح الذين يأتون من كل حدب وصوب لأخذ صور أمام المنارة، خاصة أنه تم بناء هذا الموقع السياحي وبرج المراقبة بالحجارة والغرانيت والآجر الأحمر، إلى جانب تجهيزها بمصباح ضوئي كبير يعكس البحر نوره، كما يكشف ويوجه البواخر الراسية والقادمة من بعيد، مع مساعدة أعوان البحرية على مراقبة أي تحرك للحراقة، حيث يتم الاعتماد على الإشارات الضوئية التي تلعب دورا فعالا في المساعدة على الملاحة البحرية وتحديد نقطة التحول على اليابس. علاوة على هذا الدور الذي تلعبه المنارة الحمراء، تحولت أيضا إلى مقصد حقيقي للعائلات خلال فصل الصيف من أجل الاستمتاع بالنسيم العليل والخروج من الروتين.

وفي سياق متصل، تحصي مديرية السياحة بعنابة توافد نحو 20 ألف زائر للمنطقة سنويا بعد تهيئتها وتعبيد الطريق الذي يربط البرج مباشرة بمنطقة فيفي، إلى جانب توفير الأمن لتعزيز استقرار المصطافين، ناهيك عن فتح فضاء خاص يطل على البحر للتمتع بجمال طيور النورس والقوارب الراسية التي تذكر البعض بأهاليهم في ديار الغربة أو بأبنائهم الذين توجهوا نحو الضفة الأخرى. ويرى العديد من المتوافدين على المنارة أن لهم قصة معها أو حكاية قد تربطهم بالماضي. وتفضل العديد من العرائس التوجه بموكبها إلى المنارة، لأن ذلك يدخل ضمن عادات وتقاليد المنطقة باعتبار المنارة قريبة وتستمد شعاعها من مزار رأس الحمراء وعين بن سلطان.

وعلى صعيد آخر، طالب الزوار بضرورة تخصيص قوارب سياحية للمتع بجمال البحر والتعرف على المكان المحاذي للمنارة الذي تحيط به الغابات الخضراء والجبال المطلة على الجهة الغربية لمزارات بونة، وهو ما يعطي للمكان سحرا وجمالا آخاذا يأخذ العقل ويطلق العنان للتفكير والتأمل فيما أبدع الخالق، خاصة أن هذه الأماكن الساحرة تحولت إلى مقصد للزوار من أبناء المنطقة وغيرها لارتشاف قهوة المساء واستنشاق الهواء العليل أو تناول بعض الأكلات الخفيفة والمثلجات في أجواء من البهجة والحبور.