رئيس فرع التريزوميا، العيد بن سديرة لـ "المساء":

من حق المصابين بمتلازمة داون ولوج عالم الشغل

من حق المصابين بمتلازمة داون ولوج عالم الشغل
  • القراءات: 821
رشيدة بلال رشيدة بلال

يواجه أطفال "متلازمة داون" بعد بلوغهم سن 18 والانتهاء من مرحلة التعلم أو التربص، صعوبات جمة في الحصول على فرصة عمل. وعلى الرغم من أنهم حائزون على شهادات تؤهلهم للعمل في مجالات مختلفة، غير أن الجهات المعنية لا تمنحهم فرصة إثبات الذات؛ الأمر الذي جعل العيد بن سديرة، رئيس فرع التريزوميا للجنة الحرفيين المنضوية تحت لواء الجمعية الوطنية للتجار والحرفيين، يقترح إحياءً لليوم العالمي للمصابين بمتلازمة داون الموافق لـ 21 مارس، عددا من الحلول، التي يرى أنها الأنسب لإدماج هذه الشريحة، وتسهيل ولوجها إلى عالم الشغل، والتي يُنتظر أن تُرفع إلى الجهات الوصية للنظر فيها.

يحمل أولياء الأطفال المصابين بمتلازمة دوان، على عاتقهم عبءا كبيرا؛ فبعد التكفل بتعليمهم ومرافقتهم لسنوات وتمكينهم من بعض التكوينات والتربصات التي تستغرق في بعض الأحيان مدة من الزمن حتى يكتسبوها، يجدون ـ حسب بن سديرة في تصريحه لـ "المساء" ـ "الرفض من المجتمع؛ إذ يصعب عليهم الحصول على منصب عمل يمكنهم من الشعور بالمسؤولية وإثبات الذات؛ الأمر الذي يصيب الأولياء بإحباط شديد، لعدم قدرتهم على مد يد العون أكثر لأبنائهم"، مضيفا: "ليس من السهل تمكينهم من محل ليمارسوا فيه النشاط الذي تعلموه أو الحرفة التي اكتسبوها".

ويوضح: "انطلاقا من كل هذا بادرنا بإنشاء فرع للتريزوميا بلجنة الحرفيين التي ترأسها السيدة نزيهة بن علي، التابعة لجمعية التجار والحرفيين، لاقتراح جملة من الحلول التي نرى أنها كفيلة بمساعدة هذه الفئة على ولوج عالم الشغل، والمتمثلة في تمكينهم، في المقام الأول، من الحصول على قروض؛ شأنهم شأن غيرهم من الأشخاص العاديين، لتمويل مشاريعهم تحت إشراف ذويهم، أو من خلال تمكينهم من بعض المحلات، ليتمكنوا من مزاولة نشاطهم"، مؤكدا في السياق، أن المراكز التي يؤمنها القطاع العام لا تؤهل المصاب بمتلازمة داون لولوج عالم الشغل، والجمعيات هي التي تلعب هذا الدور إلى جانب دعم الأولياء من المقتدرين ماليا، الذين يتكفلون بمرافقة أبنائهم لتعلم بعض المهن.

وعلى صعيد آخر، أوضح المصدر أن طفل التريزوميا لا يحق له الحصول على بطاقة حرفي، ولا سجل تجاري بحكم أنه معاق ذهنيا. والسؤال المطروح: لماذا يتم مرافقتهم وتكوينهم إذن؟ فمن جهة يتم الاعتراف بأنهم مؤهلون للحصول على تكوينات وقادرون على الاندماج في المجتمع، ومن جهة أخرى يتم حرمانهم من بعض الحقوق من منطلق أنهم معاقون ذهنيا، في الوقت الذي يقدم المجتمع نماذج ناجحة، تمكنت من اقتحام عالم الشغل، وتكفلت بتكوين غيرها من المصابين بمتلازمة داون؛ "الأمر الذي يدعونا إلى المطالبة بإعادة النظر في طريقة التعامل مع هذه الشريحة خاصة في مجال التوظيف"، يقول المتحدث.