الأولياء يتحركون عشية افتتاح دورة أكتوبر:

من حق المصاب بالتوحد الحصول على تكوين

من حق المصاب بالتوحد الحصول على تكوين
  • القراءات: 554
رشيدة بلال رشيدة بلال

جدد رئيس جمعية التوحد لولاية البليدة، رشيد رحال، نداءه لمديرية التكوين والتعليم المهنيين، من أجل السماح للمصابين بالتوحد، بالاستفادة من تكوينات مهنية على مستوى مراكز التكوين المهني، بمناسبة افتتاح السنة التكوينية، برسم السنة الجديدة دورة أكتوبر 2023 /2024، وحسبه، فإنه من غير المعقول أن يحرم المصاب بطيف التوحد من حقه في الحصول على تكوين ميداني، يؤهله لممارسة نشاط، يسمح له بالاندماج في المجتمع، خاصة أن التجارب في بعض الولايات، مثل بلدية بني ورتيلان في ولاية سطيف، أثبتت إمكانية تكوينهم في بعض المهن اليدوية.

قال رئيس جمعية التوحد لولاية البليدة، في تصريح خص به "المساء"، بأن أطفال التوحد صغار السن، لا يطرحون مطلقا إشكالا، لأن هذه الفئة يمكن إدماجها في الجمعيات وروضات الأطفال، للتكفل بها ومحاولة تعليمها وإكسابها بعض المهارات الحياتية، غير أن الإشكال الكبير يطرح بالنسبة للبالغين، الذين يصلون إلى مستوى معين من العمر، 18 سنة فما فوق، وتظهر الحاجة لأن يكتسبوا مهنة معينة، تسمح لهم بالحصول على الاستقلالية المالية، بعد تمكينهم من بعض المهن اليدوية، وحسبه، فعلى الرغم من أن جمعية التوحد لولاية البليدة أبرمت اتفاقية مع مركز التكوين المهني بني تامو، لمدة خمس سنوات، غير أن مديرية التكوين والتعليم المهنيين بالولاية، رفضت فتح أبوابها لفائدة المصابين بالتوحد، الأمر الذي تعذر بموجبه، تمكينهم من تكوينات، لافتا إلى أن "إمكانيات الجمعية لا تسمح لهم بالإشراف على تكوين هذه الفئة بالذات، بسبب افتقار الجمعية لمقر، وعدم وجود العدد الكافي من المختصين على عملية التكوين والمرافقة".

من جهة أخرى، أكد المتحدث بأن الوعي بأهمية مرافقة أطفال التوحد منذ صغر سنهم، لدى الأولياء، موجود، وهو غاية في الأهمية، خاصة أن البعض منهم قادرون على الاندماج والنجاح في بعض الأنشطة الرياضية، يقول "فمثلا هذه السنة، استقبلت الجمعية 47 طفلا مصابا بالتوحد، منهم 33 في قائمة الانتظار". مشيرا إلى أن السبب هو  صغر المقر، الذي تعذر معه استقبال كل الأطفال والتكفل بهم، رغم إلحاح أوليائهم. يقول: "حيث اضطررنا إلى وضعها في قائمة الانتظار، فضلا على نقص اليد المؤهلة لمرافقة هؤلاء الأطفال، كون الجمعية غير قادرة على توظيف عدد كبير، في الوقت الذي كانت  فيما مضى، تحوز على المورد البشري المتخصص، من مصالح النشاط الاجتماعي، غير أنه تم التخلي عن هذه الآلية، الأمر الذي صعب مهمة الجمعيات، رغم أنها شريك فعال في التكفل بمثل هذه الفئات من المجتمع، من حيث تعليمهم وتكوينهم".

على الرغم من الصعوبات المالية وقلة المورد البشري المؤهل، يقول رئيس الجمعية، رشيد رحال، "غير أن الجمعية تمكنت من تكوين ثلاث دفعات من المصابين بالتوحد، وتأمل تزامنا والدخول المهني لهذا الموسم، أن يعاد النظر في هذه الفئة، ويمنح لها الحق في الحصول على مقعد بمراكز التكوين المهني، يسمح لهم بالحصول على تكوينات في بعض المهن، مثل "السيراميك"، التي يمكن أن ينجح فيها المصاب بطيف التوحد، وبالمناسبة، يردف المتحدث: "نقترح كجمعية، أن يتم فتح ملقحة تابعة للتكوين المهني، يؤطرها طاقم بشري متخصص، يشرف على تكوين المصابين بالتوحد، خاصة أن هذه الفئة يزاد عددها سنة بعد أخرى، أو أن يمنح لنا كجمعية، فضاء يتم تحويله إلى مركز للمساعدة على العمل، وهي التجربة التي سبق وأن تم تنفيذها في بني ورتلان، بولاية سطيف، حيث أصبح للمصابين بالتوحد، القدرة على ممارسة نشاط تربية الحيوانات وبيع ما تنتجه، مثل البيض. ويختم رئيس الجمعية بالقول "توجد على مستوى الجزائر، خمس مراكز متخصصة فقط، وهو عدد غير كاف لمرافقة هذه الفئة، وأن عدد المصابين بالتوحد في ولاية البليدة كبير، فعلى مستوى الجمعية، يتم إحصاء 57 طفلا مصابا بالتوحد".