فتيحة تين حرفية في صناعة الزربية
من ترميم الزرابي إلى إعادة إحيائها

- 2777

أخذت الحرفية فتيحة تين، من ولاية تيبازة، على عاتقها مهمة الحفاظ على الزرابي التقليدية، بعد أن لفت انتباهها زوال عدد من الأشكال والرموز التقليدية التي تعود إلى أزمنة غابرة، بمناسبة إشرافها مؤخرا على ترميم الزرابي العتيقة الموجودة على مستوى المتاحف.. التقتها "المساء" بمعرض الإنتاج الوطني في قصر المعارض، وحول شغفها بالزربية التقليدية، عدنا لكم بهذه الدردشة.
لم تول الحرفية فتيحة اهتماما خاصا لزربية معينة، على غرار ما يفعله بعض الحرفيين من منطلق الحفاظ على موروث الولاية، وإنما اختارت أن تتخصص في كل أنواع الزرابي المعروفة في الوطن، حيث تنسج زربية "القرقور" السطايفية وزربية "بابار" بمنطقة خنشلة وزربية "معاضيد" وزربية القلعة وبني سنوس وزربية شرشال وزربية برج بوعريرج، وتعتمد في عملها اليدوي على الطريقة التقليدية، أي المنسج الخشبي اليدوي، لأن كل ما هو تقليدي لابد أن يصنع بالطريقة التقليدية، كي يحافظ على أدق التفاصيل، حسب فتيحة.
ولعل أهم ما يميز الزربية التي تشرف الحرفية فتيحة على نسجها؛ اهتمامها الخاص بالرسوم والرموز القديمة، وهذا ما جعلها تعزف عن الاستعانة بالآلة، لأن هذه الأخيرة ـ حسبها ـ لا يمكنها مطلقا تشكيل الرموز التقليدية، وعلى الرغم من صعوبة العمل اليدوي، غير أن الورشة الصغيرة التي تعمل فيها مكنتها من المساهمة في الحفاظ على هذا الموروث التقليدي الذي يعتز به عدد من العارفين بالبعد الثقافي لهذه التحف.
وفي ردها على سؤالنا حول أهم الصعوبات التي تواجهها كحرفية اختارت الاهتمام بكل أنواع الزرابي، جاء على لسانها أن المشكل الرئيسي الذي تعاني منه هو شح المادة الأولية المتمثلة في خيوط الصوف، إذ يصعب علينا تقول: "الحصول على الصوف الحر الذي يستخرج من صوف الكباش، وأمام هذا الإشكال، تطلب الأمر منا تكليف بعض النساء بصنع هذه الخيوط على مستوى المنازل حتى يتسنى لنا التفرغ لنسج الزربية، غير أن هذا لم ينه مشاكلنا، وإنما طرح مشكل آخر تمثل في عدم وفرة الألوان التي ترمز إلى منطقة المغرب العربي، مثل الأحمر والأخضر، والتي تعتبر مهمة في تشكيل روح الزربية التقليدية بكل ما تحمله من دلالات اجتماعية".
وحول تجربتها في مجال الترميم، قالت الحرفية فتيحة ؛"خبرتي في مجال نسج الزرابي التقليدية تزيد عن 18 سنة، وحدث أن اقترُح علي بمناسبة مشاركتي في معرض بالعاصمة، من طرف الوكالة الوطنية للصناعات التقليدية، التكفل بترميم بعض الزرابي الممزقة الموجودة على مستوى بعض المتاحف، مثل متحف "الباردو"، في تلك الأثناء اهتديت إلى فكرة نقل كل الأشكال الموجودة في الزرابي التقليدية التي تكاد ملامحها تختفي بسبب قدمها وإعادة إحيائها في الزرابي التقليدية التي أقوم بنسجها، ولم أكتف بذلك، بل قررت البحث في الزربية التقليدية لتكون كل منسوجاتي ذات بعد ثقافي، وهي الفكرة التي لقيت استحسان العارفين بهذا الموروث العريق".