ملاذ الباحثين عن السكينة

مليوني زائر للشريعة في 2017

مليوني زائر للشريعة في 2017
  • القراءات: 2360

تستقطب منطقة الشريعة في ولاية البليدة، مع نهاية كل أسبوع، آلاف الأشخاص من مختلف ولايات الوطن، من الراغبين في التمتع بالطبيعة الساحرة التي تُعانق فيها خضرة أشجار الأرز الضباب والسحاب، بأعالي الأطلس البليدي، لتتراجع زحمة الوافدين والزائرين خلال باقي أيام الأسبوع، فتتحول الشريعة إلى ملاذ أمثل للباحثين عن الراحة، بعيدا عن صخب المدينة.

عبر مسار الطريق الوطني رقم 37، أو عن طريق محطة النقل بالمصعد الهوائي من البليدة إلى أعالي الشريعة، أو قدوما من الطريق الولائي رقم 35 (تباينات- بابا علي) تستقبل منطقة الشريعة زائريها يوميا، لتصل ذروة الإقبال عليها في نهاية كل أسبوع، مع حلول فصل الشتاء، لاسيما إذا كان الأمر يتعلق بجو مشمس مزين بالثلوج التي تضفي على المكان مسحة من السحر والجمال.  

زحمة سير «لا تطاق»

تتحول كل الطرق المؤدية إلى الشريعة في موسم تساقط الثلوج، إلى وجهة لآلاف الزوار الذين يجدون أنفسهم في زحمة سير «لا تطاق»، حسب تعبير العديد منهم، فالكل يقبل في نفس التوقيت على نفس المكان، لتبدأ معاناة الوصول والعودة من أعالي الشريعة، وهو ما يدفع بالكثيرين في منتصف الطريق إلى التراجع عن فكرة الوصول إلى القمة، تفاديا لتضييع المزيد من الوقت في الطوابير التي تشكلها  المركبات في منعرجات الشريعة، فيكون البديل، عندما تحين أفضل فرصة لركن المركبة في مكان مناسب من أجل قضاء سويعات بين أحضان أشجار الأرز.

تبدو عربات المصعد الهوائي (البليدة-الشريعة) خلال الأسبوع، شبه خاوية من زبائنها مع بداية اليوم، قبل أن تتغير الأمور تدريجيا بمرور السويعات، فمنذ الوهلة الأولى من ركوب عربة المصعد الهوائي، يتمتع الزائر بمنظر يبتعد  تدريجيا عن صخب المدينة، بالمرور فوق سكنات ما يعرف بـ»حي بن عاشور»، قبل أن تظهر في الأفق ملامح مدينة سيدي الكبير (البليدة) بكل جماليتها، حيث يبرز ملعب «مصطفى تشاكر» واضحا للعيان، لتلوح بعدها في الأفق مدينة القليعة والجزائر العاصمة من بعيد، فيما يعانق جبل شنوة في تيبازة، السماء بكل شموخه.

اقبال قياسي للزوار

في هذا السياق، أكد مدير الحظيرة رمضان دهال، أن تعداد الزوار الذين قصدوا الحظيرة الوطنية للشريعة (مشكلة من ثلاث مقاطعات هي؛ حمام ملوان والشريعة والحمدانية بولاية المدية) فاق خلال السنة الماضية (2017) عتبة المليوني زائر، وكان لمنطقة الشريعة النصيب الأكبر من الزوار، باستقبالها  لأزيد من مليون زائر، وتصل ذروة الإقبال على هذه المنطقة حسب اختلاف المواسم، والمعروف أن الشريعة في فترة تساقط الثلوج، تتحول إلى قبلة لقاطني ولايات الوسط وحتى الولايات الداخلية، فيما يزداد الإقبال على منطقة حمام ملوان خلال فترة الصيف، كما هو الحال أيضا بالنسبة لمنطقة الحمدانية.

شهدت الشريعة خلال العطلة المدرسية الشتوية الأخيرة، إقبالا قياسيا للزوار، حسب السيد دهال، حيث وصل تعداد الزوار إلى أزيد من 10 آلاف زائر في اليوم، متحدثا عن وفود من المركبات والحافلات بلغت في بعضها 11 حافلة قادمة من ولاية  غليزان، و50 حافلة من ولاية بسكرة لوحدها، موضحا أن العدد الهام من الزوار، يتمثل غالبا في قاطني ولايات الوسط،   خاصة المجاورة منها للبليدة.

تبقى الشريعة في انتظار قاصديها فيما تبقى من عمر فصل الشتاء، بينما ينتظر الزوار تهاطل المزيد من الثلوج للعودة إليها والتمتع بأجواء المنطقة. أما من يرغب في الهدوء والسكينة بالنسبة لمحبي الطبيعة، فيقصدون الشريعة طيلة السنة بحثا عن أجمل أماكن الاسترخاء والراحة.

ق.م