تشتهر مدينة قيصري، عاصمة إقليم الأناضول بتركيا، بجبالها البيضاء المغطاة بالثلوج، وتتميز بأنها مدينة ذات تاريخ عريق وحضارات قديمة، وعاداتها وتقاليدها تتشابه كثيرا مع عادات وتقاليد الكثير من الشعوب العربية، على غرار الجزائر، باعتبارها من أكثر المدن التركية المحافظة.

في هذا الصدد، حدثتنا كوبرا سيمسيك كاراناتلي، مديرة الاتصالات في كاي قيصري إرجياس «محطة التزلج بالمدينة» قائلة، إن المدينة التي تبعد بـ 50 كيلومترا عن المدينة الشهيرة كابادوكيا، المعروفة بمناطيدها، جذابة وتفخر بجبلها الشامخ «ارجياس»، التي تستقطب السياح خلال فصل الشتاء من ربوع العالم، للاستمتاع بمحطة التزلج ذات المعايير العالمية، فتلك المدينة تسحر السياح، لما تملكه من إمكانات سياحية وتنوع طبيعتها، وهي مدينة كانت على مدى التاريخ، من أهم مراكز التجارة في الأناضول، التي تجذب السياحة الداخلية والخارجية على حد سواء، ويشكل الأتراك أكثر السياح المتوافدين عليها بأكثر من 65 في المائة، فضلا عن سياح آخرين من جنسيات أخرى، مثل اليابان والصين والهند، وتوفر المدينة باقة متنوعة من الفنادق بمختلف المستويات، تقول كوبرا.

أضافت المتحدثة أن السائح اليوم، يبحث في السنة، عن تغيير الوجهة والأنشطة الممارسة خلال تلك العطل، سواء مع الأصدقاء أو العائلة، فلم يعد الفرد يربط موسم عطلته بفصل الصيف فقط، للذهاب إلى الشواطئ أو الاستجمام على رمالها، بل للفصول الأخرى أيضا جمالها الفريد، ويمنحها الراحة أكثر بفضل أجواء الطقس، وقد تكون أقل إرهاقا من الصيف.

تعد المحطة، حسب كوبرا سيمسيك كاراناتلي، واحدة من المناطق الأكثر جاذبية في منطقة قيصري (760 كم جنوب إسطنبول، وتبعد بحوالي ساعة و20 دقيقة بالطائرة من إسطنبول)، تجتذب ما لا يقل عن مليوني سائح كل عام خلال فصل الشتاء، الذي يمتد من نوفمبر إلى نهاية أفريل، وهي محطة لا تشهد التوقف بفضل شاحنات نثر الثلج الاصطناعي، حيث يتم بتحميل المياه، ونثرها في الجبال، وبفعل درجات الحرارة المنخفضة يتشكل الثلج، وهو ما يجعل السائح لا يضيع برنامجه في حال لم تتساقط الثلوج طبيعيا، مما يجعلها مكانا فريدا لكل الرياضات الشتوية، مشيرة إلى أن العديد من السياح الجزائريين يكتشفون هذه الوجهة الجديدة للخروج من روتين العطل الكلاسيكية، لاسيما أن المدينة ترتبط بمدينة اسطنبول من خلال 11 خطا جويا في اليوم الواحد.

تستفيد جبال قيصري من أحدث البنيات التحتية الضرورية لممارسة الرياضات الشتوية، يشير مراد كاهيد سيينغي، رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لشركة محطة التزلج، فغالبا ما تحتضن بطولات خاصة بالتزلج والتزحلق على الثلوج، مما يجعلها تستقطب عشاق تلك الأنشطة من ربوع العالم، حيث تحتوي منطقة التزلج على 34 مسارا على مسافة 102 كم، بها العديد من المنحدرات المختلفة، يمكن للهاوي أو المحترف التزلج على مسارات بها مستويات مختلفة من الصعوبة؛ من الأسود، الأحمر والأزرق، والتي تتراوح من 2200 متر فوق مستوى سطح البحر إلى 3400.

الجدير بالذكر أن المنطقة احتضنت وبفضل المعايير الدولية التي تتوافق معها البنية التحتية لمحطة التزلج هناك، كأس التزلج على الجليد الأوروبي الذي نظمه الاتحاد الدولي للتزلج «فيس»، لمدة ثلاث سنوات متتالية، فضلا عن كأس العالم للكرة الطائرة على الثلج، و»ريد بول» المتجمد والعديد من المهرجانات الأخرى ذات المقاييس الدولية.