حمّام عين السخونة بسعيدة

ملجأ العائلات للعلاج والاستجمام

ملجأ العائلات للعلاج والاستجمام
  • القراءات: 985
ح.بوبكر ح.بوبكر

تستقطب الحمامات المعدنية بولاية سعيدة أعدادا كبيرة من الزوار من كل حدب وصوب، فرغم حرارة الطقس إلا ّأن الكثير من المواطنين يقبلون عليها من أجل الاستحمام والعلاج بمياهها المعدنية، ومن أبرز هذه الحمامات وأشهرها حمام عين السخونة  الذي يقع على بعد 85 كلم عن مقر الولاية، والذي يتميز بالهدوء والمنظر الطبيعي الخلاب، وبمياهه الطبيعية الغنية بالعناصر المعدنية التي تصل درجة حرارتها إلى 50 بالمائة، بنسبة تدفق 8ل/ثا.

تعالج مياه عين السخونة عدة أمراض كالروماتيزم والأمراض الجلدية؛ ما يجعلها مقصد المرضى من مختلف الولايات. وفي هذا الصدد أكد عبد الكريم من ولاية تيارت، أنه يفضّل الاستحمام فيه رفقة عائلته في كل عطلة قصد العلاج والتدواي من أمراض البرد والحساسية وغيرهما، موضحا أنه تعافى من آلام الظهر التي لازمته منذ أمد طويل بعد أن فشل العلاج الطبي في علاجه، كاشفا أنه اعتاد زيارة الحمام منذ 8 سنوات بدون انقطاع. أما الحاجة خيرة من ولاية غليزان، فأكدت أن الاستحمام في حمام عين السخونة له نكهته الخاصة التي تميزه عن الحمامات المعدنية الأخرى بالهدوء والمناظر الطبيعية الخلابة، ويتوفر على أماكن للراحة التي تبعث على الطمأنينة وراحة البال. كما تتميز عين السخونة بمناظر طبيعية ساحرة وسط عدد كبير من الحقول والبساتين الخضراء، بالإضافة إلى الغابات الكثيفة التي تغطي المرتفعات المحيطة بها، فضلا عن هوائها العليل ومياهها الطبيعية  العلاجية وجاذبية التنوع البيولوجي، أبرزها انتشار العيون  الباردة في المنطقة، وتنوع الطيور النادرة والحيوانات. كما توجد بها أحواض لتربية الأسماك المفيدة للعلاج، والمتمثلة في سمك «تيلابيا» ذي الخصائص العلاجية، لاسيما الأمراض الجلدية، إذ يُعد من أهم الاكتشافات النادرة في الطب السياحي، حيث يدخل الزائر الحوض الذي يحتوي على هذا النوع من السمك الذي يقوم بمهاجمة المرض.

وحسب سكان المنطقة، فإن هذا النوع من الأسماك لا يتواجد إلا في منطقتين عين السخونة والثانية بتركيا. كما توجد بالقرب من الحمام بحيرة تصنع فرحة الشباب خلال هذه الأيام الحارة، فضلا عن تواجد زاوية عين السخونة، وهي قطب علمي وحضاري هام يقصده طالبو العلم وحفظة القرآن الكريم. ويُعد الحمام الموجود  في منطقة رطبة مصنفة عالميا، من بين الحمامات الأكثر شهرة بالجهة الغربية للبلاد، ويشهد هذا المرفق توافدا كبيرا للعائلات والزوار من مختلف ولايات الوطن في الوقت الذي يعرف نقصا فادحا في مرافق الاستقبال، ونوعية الخدمات المقدمة وفضاءات الترفيه بالنسبة للأطفال والشباب، مما يتطلب، حسب آراء الكثير من زوار المنطقة، ضرورة التكفل العاجل والاهتمام به من طرف وزارة السياحة من جهة، والسلطات الولائية بولاية سعيدة من جهة أخرى.