"ساحة الشهداء"

ملاذ العائلات من الغلاء

ملاذ العائلات من الغلاء
  • القراءات: 752
❊أحلام.م ❊أحلام.م

شهدت ساحة الشهداء بالعاصمة، حركة دؤوبة في البيع والابتياع لأزيد من شهر، تحضيرا للدخول المدرسي، حيث كان المواطنون على موعد مع المعروضات التي اختار التجار الموسميون أو أصحاب المحلات والطاولات، أو من بسطوا سلعهم على الأرض، أن تكون وفق احتياجات العائلات التي وجدت فيها ملاذا، لضمان شراء المستلزمات الدراسية من ملابس ومآزر بأسعار معقولة يستجيب لها جيب المواطن، خاصة ضعيف ومتوسط الدخل، ولا تزال عملية عرض المستلزمات قائمة من قبل التجار، خاصة أن ثمة عائلات ترجي عملية شراء الأدوات بعد استلام القوائم من المدارس.

خلال الجولة التي قادت "المساء" إلى ساحة الشهداء وسوقها المغلق ومحلاتها الكثيرة، لاحظنا الإقبال الكبير للعائلات رفقة أبنائها التي على المكان، للاستفادة من مزايا انخفاض الأسعار التي مازالت تحافظ عليها المنطقة لسنوات، فهي ملاذ المواطن ضعيف ومتوسط الدخل في الكثير من المناسبات الدينية، كعيد الفطر أو الأضحى، والاجتماعية المتعلقة بالأفراح والدخول الاجتماعي، حسبما أكدته لنا سيدة في عقدها الرابع، كانت رفقة طفليها، تختار لهما مآزر جديدة، تقول "بالنسبة لي، ساحة الشهداء متنفس حقيقي للهروب من الغلاء الذي تعرفه المحلات الأخرى، فشخصيا أقصدها في كل مناسبة، لطالما وجدت أن الأشياء التي تباع هنا هي نفسها التي تباع في المحلات من حيث النوعية والتصميم، لكن للأسف، يكمن الاختلاف في الأسعار، فكثيرا ما وجدت فارق السعر كبيرا، قد يصل إلى 500 دينار في القطعة، وأحيانا أكثر، لهذا آخذ كل وقتي في التسوق، حيث أجوب الأزقة والمحلات والطاولات وأختار الأجمل والأنسب لأبنائي ولنفسي، فمثلا هناك مآزر ذات نوعية جيدة وجميلة بيعت في المحلات بسعر 1600 دينار، وجدتها هنا بسعر 1100 دينار، وهناك أنواع أخرى متوسطة بسعر 900 دينار أو 800 دينار، في حين بلغ سعر أبسط أنواعها 600 دينار، وهو ما يسمح باقتناء الأنواع حسب قدرة الفرد الشرائية، وهو ما لا تؤمّنه أماكن أخرى".

لاحظنا اختلاف أشكال وأنواع وطرز المآزر المعروضة للإناث والذكور، إذ  منها البيضاء والوردية والزرقاء بتدرجات اللون خاصة بالذكور، بكمين  وبدونهما، إذ أشار بائع بإحدى الطاولات إلى أنه عرض منها المئات، وقد بيعت كلها، موضحا في السياق، أن الأدوات المدرسية التي يبيعها على طاولة مشتركة مع صديق له، شهدت إقبالا كبيرا للمواطنين من داخل وخارج الوطن، وأضاف أن الكثير من العائلات المغتربة اختارت اقتناء الأدوات المدرسية، خاصة الماركات الجيدة المعروفة بسعرها المرتفع بأثمان جيدة من ساحة الشهداء، التي قال إنها تحتضن الغني والفقير، في إشارة إلى أنه ليس كل من يقصدها ضعيف الدخل. مضيفا أن أسعار الكراريس كبيرة الحجم 228 دينارا، وكارتونية الغلاف بيعت بسعر 140 دينارا، ومنها ما وصل إلى 200 دينار في المحلات، حسبما أكده البائع، حيث أشار إلى أن هناك فرق 50 أو 25 دينارا بين المحلات والطاولة، وهو الفرق الذي يجد فيه ضعيف الدخل فرصة لاقتناء أمور أخرى.

غير بعيد عن طاولات الأدوات المدرسية، يبيع المتجولون الملابس اليومية من جينز وقمصان وفساتين وألبسة رياضية للشباب والأطفال، وكذا الأحذية الرياضية التي تتراوح أسعارها بين 1000 و1600دينار، حيث التف الآباء لاقتناء ما ينفع أبناءهم، كما أشار إليه السيد "محمد.م" الذي قال، إنه باقتناء المشتريات من ساحة الشهداء، تمكن من شراء بعض المستلزمات التي يحتاجها أبناؤه الثلاثة المتمدرسون، ويقول "هنا يمكنك أن تتفاوض مع البائع الذي يتعاطف معك أحيانا، على خلاف المحلات التي تكون الأسعار فيها ثابتة، وهو ما ساعدني على شراء الأدوات المدرسية، أحذية وسراويل لأبنائي، خاصة أنني عودتهم دائما على الجديد في كل دخول مدرسي".