يبيعها "عشّابون" دون رقابة

مقويات جنسية خطيرة في الأسواق

مقويات جنسية خطيرة في الأسواق
  • القراءات: 8841
كريم. ب كريم. ب
تتواجد كميات كبيرة من الأعشاب الموجهة لتقوية المناعة الجنسية على مستوى الأسواق الشعبية، الأسبوعية واليومية، باتت تلقى رواجا كبيرا من قبل الشباب، وأصبحت أيضا تجارة لا تبور من قبل بعض العشابين الذين وجدوا فيها الربح الكثير، دون النظر إلى العواقب الوخيمة التي قد تنجر عن استهلاكها المفرط أو دون العودة إلى طبب مختص.
طرحت مؤخرا في الأسواق الشعبية لولاية بومرداس، كميات هائلة من المقويات الجنسية الخطيرة التي باتت تباع على شكل أعشاب أو مستخلص للشرب في قارورات صغيرة لا تتجاوز سعتها 20 سنتيلترا، من قبل بعض "العشابين" الذين تحولوا إلى مختصين في معالجة مشاكل الضعف الجنسي، حيث باتوا يطرحون وصفات خاصة بهم، بعد أن استخلصوا المحلول المركز من أعشاب مختلفة في سبيل تقوية المناعة الجنسية التي باتت محل اهتمام الشباب أو حتى الرجال الذين بلغوا سن اليأس، والدليل على ذلك؛ الإقبال الذين سجلناه على مستوى السوق الشعبية ببلدية تيجلابين.

عشبة "يالا"..و"كف مريم"

يقول أحد "العشّابين" الذين تحدثت إليهم "المساء"، أن مكونات المحلول السائل المقوي للقدرة الجنسية هو مستخلص لعشبة "يالا" التي تنبت بالجنوب الجزائري، وهي نبتة معروفة محليا عند "الطوارق" بالجنوب الجزائري. مشيرا إلى أن فعالية هذه النبتة مؤكد، بتأكيد من عدد كبير من زبائنه الذين جربوها ويعودون في كل مرة لاقتناء كميات جديدة منها، مؤكدا في معرض حديثه أن "هذه الوصفات مجربة ولها فائدة كبيرة وسعرها معقول جدا، فلا يوجد أحسن من الأعشاب الطبيعية". مضيفا أن الجنوب الجزائري مليئ بالأعشاب الطبيعية ذات المنفعة الكبيرة، ومن بين هذه الأعشاب المعروفة محليا؛ عشبة "تاكروايت" التي تزيد من القدرة الجنسية للرجل، "حيث ندرس كيفية استخراج المواد السامة منها، واستغلال المواد النافعة لوحدها على شكل مستحضر يضمن فائدته، أما بالنسبة للزبائن فأكثرهم من الشباب والبقية كهول بلغوا سن اليأس"، مؤكدا في معرض حديثه "إن عشبة ‘كف مريم’ أيضا من أنواع الأعشاب التي تساعد على تقوية القدرة الجنسية عند الرجل، غير أن أغلبية مستهلكي هذه المادة هم شباب لا يبحثون أصلا عن مكونات المحضر، لأن الأهم بالنسبة إليهم هو رفع القدرة الجنسية، وهذا ما قدر يضر إذا تناول الشخص الواحد كمية كبيرة منها.
وتابع "العشّاب" في معرض حديثه بأن كل هذه المقويات أصلها أعشاب طبيعية، ليس لها أية أعراض سلبية، شريطة أن تستهلك بالكمية المطلوبة، فلا يمكن الإفراط في تناولها، لأن الإكثار منها يسبب الإجهاد والأرق أيضا.

عواقب وخيمة

العدد الكبير من الزبائن الذين أثار انتباههم "العشّاب" خير دليل على الاهتمام الواضح بهذه المقويات الجنسية التي تقدم على أساس أنها خلاصة أعشاب طبيعية، ذات فاعلية كبيرة، لكن وإن كانت هذه المقويات الجنسية ذات فاعلية في الوقت الراهن، فإنها ستعطي نتائج وخيمة خلال الفترات اللاحقة، غير أن جهل العديد بمدى خطورة هذه المواد الاستهلاكية، وجهل مصدرها الحقيقي، يبقى العديد منهم ضحية البحث عن متعة جنسية أفضل، وبين عواقب صحية وخيمة، بالنظر إلى الخلط الذي يعتمد في استخلاص مستحلب العشبة الطبيعية، أو حتى بالنسبة لعدد الجرعات التي يتناولها الشخص الواحد وكذا عدم تشخيص وضعية المريض بشكل جيد.