بحيرة فتزارة بعنابة

مقصد العائلات خلال الربيع

مقصد العائلات خلال الربيع
  • القراءات: 817
سميرة عوام سميرة عوام

تتنافس هذه الأيام، العائلات العنابية على تحضير حلوى ”البراج” أو ”المبرجة” احتفالا بقدوم الربيع، حيث سبقت التحضيرات هذه السنة أوانها، وتم تخصيص مساحات من الطبيعة لقضاء بعض الوقت مع الأهل والجيران، وهو ما تعرفه الحدائق والمناطق الجبلية الممتدة على طول بلديات سرايدي، تريعات، برحال، الشرفة والعلمة.

تصنع بحيرة فتزارة التميز والتفرد، من خلال عرض لوحاتها الطبيعية الجميلة  التي تزينها الطيور بمختلف أشكالها وألوانها، وهو ما زاد المنطقة بهاء، وعليه تحولت البحيرة وما يحاذيها، إلى مقصد عشرات العائلات التي تجلب معها ”قرصة” الربيع و«المبرجة” والقهوة، ويمضي أفرادها كل الوقت عند نهاية الأسبوع في البراري والطبيعة متمتعين بالشمس الساطعة والسماء الصافية، مع كسر الرتابة السنوية والابتعاد عن ضجيج المدينة.

حسب بعض الأمهات اللواتي التقينا بهن في إحدى المروج القريبة من بحيرة فتزارة، فإن الجو ملائم لأبنائهم من أجل الراحة والاستعداد لامتحانات الفصل الثاني، وعليه بُرمج يوم خاص للنزهة.

في سياق متصل، نظمت المدارس بعنابة خلال هذه الأجواء الربيعية، خرجات ميدانية للتلاميذ، وتم توجيههم إلى بحيرة فتزرة والجبال للتعرف على طابع المنطقة الإيكولوجي، يرافقهم في هذه النزهات، أخصائيون وأساتذة يعرّفونهم بهذه المحميات الطبيعية التي تعتبر مناطق جذب اقتصادي وسياحي بامتياز، مع تقديم شروح حول كيفية الحفاظ على البيئة، ومعرفة أنواع الطيور التي تقصد المناطق الرطبة خلال فصلي الشتاء والربيع.

من جهة أخرى، طالبت العائلات بتهيئة مساحات خاصة، يتم ربطها بالمرافق الضرورية من أجل تسهيل حركة الزوار، منها إنجاز مراحيض ووضع كراس وأكشاك ومطاعم تقليدية، مما يساهم في التعريف بالمنطقة التي تتوفر على موروث شعبي وتقليدي قديم، سواء فيما يخص الأكل أو الطرز وغيره.

على صعيد متصل، اعتبر مرتادو هذه المناطق السياحية، أن خرجاتهم إلى الطبيعة خلال فصل الربيع لا تخلو من حلوى ”المبرجة” والقهوة، التي تعطي حميمية للأصدقاء والأهل، حيث يتبادلون الحديث ويتذكرون الماضي الجميل، حسب إحدى العائلات، فإن هذه القعدات تكون مصحوبة بالفطور والغداء، لأنها تمتد إلى غروب الشمش، ويتجدد اللقاء عند كل خرجة إلى الطبيعة مع كل زائر وعاشق لبونة الجميلة.