يواجه مشكل التسويق

معمر فراجة يبدع في الحلويات التقليدية القسنطينية

معمر فراجة يبدع في الحلويات التقليدية القسنطينية
  • القراءات: 1014
❊ ز. زبير ❊ ز. زبير

قرر الشاب معمر فراجة ولوج عالم الحلويات التقليدية الذي يختص به غالبا النساء. ورغم المرض الذي أدخله المستشفى فتح ورشة لصناعة الحلويات التقليدية بقسنطينة، للتعريف بأهم الحلويات التي تشتهر بها عاصمة الشرق الجزائري، والتي يكون سعرها في متناول الأسر بسيطة الدخل، بعيدا عن الحلويات الباهظة على غرار البقلاوة والقطايف و«طمينة اللوز.

رغم غياب الإمكانيات قرر معمر فراجة المدعو الشاف ألدو، رفع التحدي، وجعل مطبخ منزله الصغير ورشة لصناعة مختلف الحلويات التي تزين موائد القسنطينيين في شتى المناسبات؛ سواء حفلات الزفاف أو مناسبات ازديان مولود جديد أو حتى مناسبات الختان؛ إذ يختار لكل مناسبة ألوانا مميزة وأشكالا مناسبة تستقطب الزبائن.

وأكد معمر في دردشة مع المساء على هامش مشاركته في صالون اليد الذهبية المنظم هذه الأيام بدار الثقافة محمد العيد آل خليفة، أكد أن عشقه هذه المهنة منذ الصغر جعله يتعلق بها. وقال إنه كان يتابع حصص تقديم الحلويات التقليدية عبر شاشة التلفزيون التي كانت تقدمها المؤسسة العمومية في برامجها الموجهة للعائلات، على غرار حصة مسك الليل. واعتبر أن هذا العشق لصناعة الحلويات هو الذي جعله يلج قطاع التكوين المهني والتمهين كمتربص سنة 2006، ويتحصل، بعد سنتين من الدراسة، على شهادة في هذا التخصص. كما استنجد به أحد مراكز التكوين المهني بحي دقسي عبد السلام، للمساهمة في تأطير المتربصين، وتقديم دروس في صناعة الحلويات العصرية والحلويات التقليدية طيلة 10 سنوات كاملة.

ويرى الشاف ألدو أن الاهتمام بكل ما هو تقليدي، يساعد على الإبداع، وأنه كقسنطيني، لا يستطيع إهمال صناعة الحلويات التقليدية، مضيفا أنه استخدم بعض الحلويات التقليدية المشهورة بعاصمة الشرق، على غرار الصابلي و«الغريبية وكذا المقرقشات، وحافظ على نفس المكونات مع العمل على تغيير الشغل والديكور بما يتوافق مع كل مناسبة، في إطار تطوير الحلويات التقليدية وإدخال لمسة من العصرنة. وكشف معمر فراجة لـ المساء، عن إعجاب الزبائن بهذه الحلويات التقليدية، وقال إن هذا الإعجاب لم يكن بقسنطينة فقط وإنما كان عبر مختلف ولايات الوطن التي زارها في إطار المعارض المنظمة، مضيفا أن قسنطينة غنية في هذا المجال، وهناك حوالي 30 نوعا من الحلويات التقليدية التي يمكن صناعتها والافتخار بها. ويرى محدثنا أن توفر المادة الأولية لصناعة الحلويات التقليدية ساعده كثيرا، خاصة أن هذه المواد متوفرة بشكل كبير في السوق المحلية وبأسعار مقبولة، وهو الأمر الذي مكنه من التنويع في منتجاته في ظل وجود المواد المستعملة في الديكور. وقال إن توفر المادة الأولية يساعده أيضا في وضع أسعار مقبولة للحلويات التي يقوم بصنعها. ويبقى التسويق من النقاط السوداء التي يعاني منها الشاف ألدو؛ فخارج المعارض التي يشارك فيها من حين لآخر، يجد هذا الشاب نوعا من الصعوبة في تسويق منتجاته في ظل عدم امتلاكه محلا لعرضها، موجها نداء إلى مختلف الجهات المعنية من أجل مساعدته في إيجاد محل، ضمن الصيغ التي توفرها الدولة لدعم تشغيل وإبداعات الشباب.

وطلب الشاب معمر فراجة من السلطات الاهتمام أكثر بالحرفيّين، الذين باتوا يقدمون خدمات جليلة من أجل الحفاظ على الموروث الثقافي المادي الجزائري عبر مختلف الولايات؛ من خلال دعوتهم إلى المشاركة في مختلف المعارض من جهة، ومن جهة أخرى بتمكينهم من الحصول على مقرات أو محلات تسهّل لهم تسويق منتجاتهم، في ظل القرارات الأخيرة التي تبنّتها الدولة لتوزيع عدد معتبر من المحلات على الشباب الطموحين.