عرض منتوجات راقية

معرض الصناعات التقليدية ينبئ بمستقبل زاهر

معرض الصناعات التقليدية ينبئ بمستقبل زاهر
  • القراءات: 4854
 نور الهدى بوطيبة نور الهدى بوطيبة
شهدت الدورة الـ19 لصالون الصناعة التقليدية الذي جاء تحت شعار «الصناعة التقليدية في موعدها»، إقبالا ملحوظا من قبل المتذوقين وهواة الحرف اليدوية، خاصة الفنية منها. هذا ما لمسناه عند زيارتنا للصالون الذي توزع هذه السنة على ثلاثة أجنحة بقصر المعارض، نظرا لعدد  الحرفيين المشاركين الكبير، سواء من داخل أو خارج الوطن.
عرف الصالون هذا العام مشاركة كبيرة، حيث حضر العديد من الحرفيين من جميع ولايات الوطن، حاملين معهم صناعات تقليدية تعبر عن بصمة مناطقهم وولاياتهم. فصناعة النحاس، مثلا، احتلت الصدارة إلى جانب الخزف والسيراميك والزرابي وغيرها من منتوجات حرفية جديرة بالإعجاب.
وقفت «المساء» هذه المرة على نوعية راقية من المعروضات، خاصة الصناعة الخزفية التي قطع فيها حرفي والعاصمة أشواطا كبيرة، إلى جانب حرفيين من ولاية المدية، عرضوا تشكيلة فسيفسائية من الأواني والأباجورات والمزهريات وغيرها من قطع الديكور التي استحسن جمالها زوار المعرض.
أما الحرف النحاسية، فمثلتها قسنطينة في هذه الطبعة أحسن تمثيل، حيث عرض الحرفيون تشكيلة واسعة ومتنوعة من المصنوعات النحاسية. ورغم الصعوبات التي تواجهها هذه الحرفة تحديدا بسبب ارتفاع سعر المادة الأولية، إلا أن روادها نجحوا في تحدي الصعاب والإبداع فيها والمحافظة عليها باعتبارها موروثا ثقافيا أصيلا.
وعرض حرفيو جنوب الوطن الكبير أعمالهم العريقة، ومنها الزرابي والأفرشة والملابس التقليدية من ورقلة، غرداية والأغواط وبشار.. في حين عرضت ولايات الجلفة والوادي وبسكرة «القشابية» الوبرية الخاصة بالرجال، وأخرى خاصة بالأطفال، هذه الأخيرة لفتت انتباه النساء اللواتي اقتنينها لأبنائهم، خاصة أننا في فصل الشتاء.
كما شهدت أجنحة المعرض ألوانا من الصناعات الحرفية واليدوية الأخرى مثل صناعة الجلود، والملابس التقليدية الخاصة بالمناسبات التي اختصت فيها مجموعة مختلفة من الجمعيات النسوية من ربوع الوطن.
الفخار التقليدي كاد يكون القاسم المشترك بين الولايات، حيث عاد إلى هذه المصنوعات بريقها من جديد وبقوة، مما ينبئ انتشارها في الحياة اليومية، خاصة بعد التأكد من جودتها وسلامتها على الصحة، مما قد يقلل نوعا ما من استعمال الأواني الأقل جودة، خاصة البلاستيكية والحديدية وغيرها من الأواني التي ما انفك الأطباء وعلماء البيئة يحذرون من استخدامها لخطورتها على صحة المستهلك.
ويمكن القول بأن ما عرض من مختلف الصناعات اليدوية والحرفية وبالذات التقليدية الفنية، يدل على تطور متميز جعل الجزائر تقطع خطوات معتبرة بفضل العناية التي باتت تليها الدولة لهذا القطاع، والتشجيعات التي بات يلاقيها المبدعون، خاصة عبر التكوين المتواصل والمنافسة الكبيرة التي يعرفها القطاع، وهو أمر ينبئ بمستقبل مزدهر للصناعة التقليدية في بلدنا، خاصة أن هذا الصالون صار حدثا وطنيا ودوليا يترقبه المعنيون، خاصة عشاق الفن والحرف اليدوية، ومع ازدياد تطور هذا القطاع بالتوازي مع تطور الحركة السياحية، سيجد السائح الأجنبي حتما ضالته وسيعود بتذكار ثمين، خاصة إذا عرفنا أن منتجاتنا التقليدية ما تزال تراعي انخفاض الثمن مقارنة بمثيلاتها الأجنبية.
من جهة أخرى، سجلت الدول الشقيقة والأجنبية حضورا، وأكثر ما أثار استحسان زوار المعرض؛ دول الجنوب الإفريقي التي تتميز بمنتجاتها الخشبية ذات الجودة العالية، التي يتفنـن صناعها في نحتها على العديد من الأشكال، إلى جانب المنتجات الجلدية الخالصة والمتمثلة في الحقائب اليدوية وحافظات النقود وغيرها.