روّج له مؤثرون عبر صفحاتهم
معرض الزهور بالبليدة.."الوريدة" تبهج زوارها

- 74

لا يزال معرض الزهور بساحة الحرية بقلب مدينة الورود البليدة، يشهد إقبالا كبيرا من داخل الولاية وخارجها، لاقتناء ما تم عرضه من نباتات وأزهار مختلفة، وهو الأمر الذي استحسنه العارضون من أصحاب المشاتل الذين عبروا عن فرحتهم الكبيرة للاهتمام الذي أصبحت توليه العائلات في السنوات الأخيرة للنباتات بعدما غزت إلى وقت غير بعيد الأزهار البلاستيكية المصنعة المنازل .
تشهد ساحة الحرية منذ انطلاق فعاليات الربيع البليدي، توافدا غير مسبوق عليها من عشاق نباتات الزينة والنباتات العطرية، وحتى لو لم تكن غاية بعض الزوار الاقتناء، فإن الاكتفاء بالتقاط الصور ومقاسمتها على صفحات التواصل الاجتماعي أسهم بشكل كبير في استقطاب الزوار لاكتشاف ما تتمتع به البليدة من تقاليد راسخة سواء في غرس النباتات المثمرة والمزهرة أو في استخلاص الزيوت العطرية والطبية وتقطير الزهور، حيث عرف المعرض توافد طلاب المدارس وسياح أجانب من الولايات المتحدة الأمريكية ومن بعض المؤثرين العرب.
والملاحظ حسبما جاء على لسان عدد من العارضين الذين تحدثت إليهم "المساء"، فإن الإقبال كبير خاصة من النساء اللواتي يتدفقن بشكل كبير يوميا على المعرض للسؤال عن شروط العناية بالنباتات التي يرغبن في شرائها واختار بعض الزوار عددا منها لتقديمها كهدايا في مناسبات مختلفة، وحسب العارضين، فإن الاهتمام الكبير بالنبات يعكس مدى تمسك المجتمع البليدي وحتى الزوار من خارج الولاية بإعادة الحياة إلى منازلهم ولو باقتناء نبتة واحدة ووضعها في المنزل أو تزيين الشرفات بها، مؤكدين بان معرض الزهور سنويا يشكل أيضا فرصة تجارية لأصحاب المشاتل من أجل إنعاش نشاطهم والتواصل المباشر مع محبي الزهور والورود.
وحسب بالحاج سيد علي، الذي لديه تجربة في غرس الأزهار تزيد عن 30 سنة، فإنه ومن خلال وجوده في المعرض منذ انطلاقه، تبين له بان الاهتمام بكل ما ينبض بالحياة في شكل نبتة أصبح كبيرا لدى العائلات، وهو ما يعكسه الإقبال الكبير خاصة من النساء على تظاهرة "الربيع البليدي". وحسبه فإن ما يبعث على الارتياح هو تردد النسوة للسؤال عن بعض الأنواع التي لم تعد موجودة والتي اندثرت ما يعكس احتفاظ الذاكرة بما كانت تعبق به منازلهم خاصة بحي الدويرات العريق من أزهار ونباتات الزينة، لافتا إلى أن الأنواع التي يتم عرضها مطلوبة سواء ما تعلق منها بـ"الفل"، "العذرة" ، "الياسمين"، "مسك الليل" ، "المنيقشة"، "القطيفة" ، "العطرشة"، "خديوجة" أوغيرها.
وحسب المتحدث فإن اهتمام المقبلين على اقتناء النباتات، يختلف من امرأة إلى أخرى، فهناك من يحب النباتات المنزلية، وهناك من يحب النباتات المزهرة، ومنهم من يختار النباتات الخارجية والعطرة، والمؤكد هو الاجتماع عند زيارة المعرض على الشراء ولو نبتة واحدة، مشيرا إلى ان تظاهرة الربيع البليدي، أسهمت بشكل كبير في إعادة بعث تقاليد البليدة التي تمثلت في حرب الورود والتي تعود إلى الحقبة الاستعمارية حيث كان يتم تزيين العربات بالأزهار والطواف بها في المدينة ونثرها في مختلف الشوارع والأحياء.
وفي السياق أشار المتحدث انه اختار من خلال مشاركته في المعرض الترويج لنوع مميز من النباتات وهي النباتات الشوكية المنزلية ولكن في نماذج صغيرة، استجابة لطلب بعض عشاق النباتات المنزلية من الذين يحبون كل ما هو صغير يأخذ شكل التحفة، كما يتم تزيين النبات بوضعه في إصيص ينبع منه الماء أو في شكل لوحة فنية تزيد من جمالية المنزل وهو ما تميل إليه بعض النسوة، لافتا بان الأسعار جدا معقولة حتى يتسنى للجميع اقتناء ما يرغبون فيه من نباتات مختلفة.