باتت تنتشر في مختلف ساحات العاصمة..

معارض الصناعة التقليدية.. متاحف فنية في الهواء الطلق

معارض الصناعة التقليدية.. متاحف فنية في الهواء الطلق
  • القراءات: 3170
نور الهدى بوطيبة نور الهدى بوطيبة

تحولت العديد من الساحات بالعاصمة والبلديات المجاورة لها إلى متاحف فنية حقيقية على الهواء الطلق، إذ أصبحت تلك المساحات تشهد تنظيم معارض للصناعة التقليدية على مدار السنة، بفاصل زمني بين معرض وآخر لا يتجاوز أحيانا أسبوعا واحدا، الأمر الذي رآه منظمو تلك المعارض وسيلة فعالة لتنشيط الحركة بالعاصمة وبعث «روح سياحية» على مدار السنة فيها.

إن المتجول بالعاصمة لا يمكنه تغاضي ملاحظة تلك الساحات التي أصبح الحرفي يحط فيها رحاله، لعرض ما جادت به أنامله في صناعة مختلف القطع الحرفية اليدوية التي تعكس جانبا من الثقافة والأصالة الجزائرية، تمثل بذلك هوية المجتمع، يحافظ عليها الحرفي بكل ما لديه حتى لا تزول.

في ساحات عديدة، أهمها ساحة البريد المركزي وساحة حسيبة بن بوعلي المحاذية لمكتب البريد، وساحة أول ماي بالقرب من مدخل المستشفى الجامعي «مصطفى باشا»، أو ساحة خليفة بوخالفة «ميسونيي»،  وغيرها من الساحات الأخرى، كل تلك المساحات تمثل أماكن «جذب» لعشاق الصناعات التقليدية، إذ تكثر الحركة في تلك المناطق نتيجة الإقبال الشديد للمواطنين على اقتناء منتجات تقليدية.

وقد ارتأت السلطات المحلية من خلال تنظيمها تلك المعارض وبالتحديد في تلك الساحات، الترويج للصناعة المحلية،  بهدف تنمية الاقتصاد الوطني وامتصاص البطالة بإدماج الشباب في هذا النوع من الصناعة من جهة. ومن جهة أخرى،  تنشيط الحركة بالعاصمة وإحياء عطل نهاية الأسبوع، مما يجعل الحركة في مختلف البلديات دائمة ومتواصلة.

وحول هذا الموضوع، كان لـ«المساء» جولة استطلاعية بين بعض تلك المعارض، اقتربنا خلالها من بعض الحرفيين الذين أوضح عدد منهم أن السياسة التي انتهجتها السلطات من خلال تلك المعارض كانت لها نتيجة إيجابية في جذب عدد كبير من السياح المحليين والأجانب، حيث أصبح البعض منهم بمثابة زبائن أوفياء، كما أن العاصمة أصبحت تتسم بحركة أكثر.

من جهة أخرى، أوضح لنا الحرفي محمود، مختص في تربية النحل وصناعة العسل، أن المساحات التي يختارها منظمو  المعرض ليست عشوائية، بل بالعكس هم يحسنون اختيار الأماكن الإستراتيجية التي تكثر على مستواها الحركة، ليس بغرض الترويج للمنتج المحلي فقط، وإنما أيضا لدفع المواطن إلى تبني ثقافة التجول في العاصمة بكل أريحية وإيجاد ضالته وسط الصناعات اليدوية التقليدية.

من جهتها خديجة، بائعة الحلي التقليدية القبائلية، قالت بأن تلك المساحات التي تحتضن المعارض ضمن خيمات بيضاء تقليدية تزيد العاصمة جمالا، حيث تضفي عليها لمسة تقليدية أصلية، تجعل من البلدية التي تحتضنها بمثابة متحف فني في الهواء الطلق، يمكن للمواطن التجول فيه دون اضطراره إلى  اقتنائها، وإنما يمكنه الاستمتاع بجمال تلك القطع التقليدية الجميلة التي أنجزها الحرفي وأتقنها بفضل حبه لتلك المهنة وأبدع فيها.

تمثل تلك المعارض، حسب المواطنين الذين مسهم استطلاعنا،  وسيلة فعالة لجذب السياح، فالحرفي ببساطته وتواضعه نجح في استقطاب المواطنين على مدار السنة، إذ أن الحرفي عادة ما يرحب بالزبون لإطْلاعه على منتجه ولا يرغمه على اقتناء البضاعة، لتتحول بذلك المعارض إلى متاحف تروي لنا تاريخنا من خلال قطع فنية بسيطة في غاية الجمال.