تزامنا وإحياء اليوم العالمي لذوي الهمم

مطالب برفع نسبة إدماج ذوي الإعاقة في مناصب الشغل

مطالب برفع نسبة إدماج ذوي الإعاقة في مناصب الشغل
  • القراءات: 350
نور الهدى بوطيبة نور الهدى بوطيبة

ثمّن موهوب بوسكسو، رئيس جمعية ابتسامة لمساعدة ذوي الاحتياجات الخاصة، محتوى المشروع التمهيدي لمراجعة القانون المتعلق بحماية الأشخاص المعاقين، مشيرا إلى أن هذه الإرادة الحكومية مهمة لترقية هذه الفئة الهشة من المجتمع، وتعزيز إدماجها في مختلف المجالات، موضحا على هامش مداخلته "الإعاقة بين الواقع والقانون" بمناسبة اللقاء التحسيسي والتوعوي الموسوم بالمعاق في ظل الجزائر الجديدة بين الواقع المعيش وتطبيق القانون، أن تفعيل القوانين الموجودة على أرض الواقع أمرٌ بالغ الأهمية؛ من أجل رفع الغبن عن هذه الفئة في مختلف مجالات الحياة.

أكد رئيس الجمعية أن هذه الفئة لاتزال تعاني الكثير في ظل التهميش، معتبرا أن القوانين التي تحميها، موجودة، لكنها غير مفعّلة على أرض الواقع، خاصة في مجال الشغل، موضحا أن ضمان عمل للمعاقين في حدود إمكاناتها وحركتها، كفيل بتحقيق استقلالية مادية، تساعدهم في دعم حاجتهم لدعم مادي من عائلاتهم أو محيطهم، خاصة أن هذا في بعض الحالات يسيء لكرامتهم.

وأضاف المتحدث أن إدماج 1 ٪ من ذوي الاحتياجات الخاصة في مناصب شغل لدى المؤسسات العمومية، غير كاف، ولا يغطي، أبدا، النسبة الكبيرة لهذه الفئة، والباحثة عن استقلال مادي، يساعدهم في التحرر، وتحمّل تكاليف حاجياتهم اليومية، وتغطية نفقات مستلزماتهم.

وقال: "إن الحركة الجمعوية لها دور فعال في نقل انشغالات هذه الفئة؛ باعتبارها همزة وصل بين ذوي الهمم وبين الجهات المسؤولة. كما إنّ للجمعيات دورا فعالا في تقديم خدمات لمساعدة ذوي الإعاقة". وأردف موهوب بوسكسو، قائلا: "إن اهتمام بعض الجمعيات بتكوين هذه الفئة يمكن أن يكون انطلاقا للعمل بالتنسيق مع أصحاب مشاريع لإدماجهم في العمل"، موضحا أن لهذه الفئة إمكانات كبيرة، يمكن صقلها؛ من خلال إعطائها الاهتمام الذي تحتاجه.

كما شدد، بالمناسبة، على أهمية تكييف المدارس على حسب احتياجات المعاق اعتمادا على مبدأ "تفريد التربية" وليس إدماج المعاق في مدارس أخرى، وهذا ليشمل التكفل بالمعاقين، نظام المزارع العلاجية، الذي يُعد نموذجا اشتهرت به الجمعية؛ باعتبارها السباقة في تطبيقه.

واغتنم بوسكسو الفرصة للحديث عن مركز الجمعية "الابتسامة"، الذي فتح أبوابه لفئة المعاقين الذين تتراوح ما بين 16 و18 سنة، ليأتي بعدها دور المزارع العلاجية لاستمرارية التكوين في الفلاحة، أن يسمح لذوي الاحتياجات الخاصة بالاستمرار في التكوين والاندماج في الحياة العملية. وتتم العملية على مستوى مزرعة، يتم فيها تعليم المنخرطين أساسيات الفلاحة، بمساعدة مختصين وأشخاص لهم خبرة في التواصل مع ذوي الاحتياجات الخاصة.

وقال المتحدث: "الجدير بالذكر أنه تم تحويل 2500 متر مربع من مساحة المركز ببني ورتيلان بمدينة سطيف، إلى مزرعة بيداغوجية، تم تكوين أكثر من 15 مختصا في المجال؛ لمساعدة تلك الفئة داخل المزرعة، ومساعدة الأطفال المنخرطين من ذوي الهمم في الانضمام لعالم الشغل مستقبلا بكل سهولة".

وفي الأخير، دعا المتحدث إلى تفعيل النصوص التشريعية المتعلقة بتعزيز مكانة ذوي الاحتياجات الخاصة، وإدماجهم في المجتمع؛ بهدف رفع الغبن الذي يتخبطون فيه، ومساعدتهم على الاندماج في المجتمع، واستغلال طاقتهم كقوى فاعلة في التنمية الاقتصادية.