رغم صدور قرار ولائي باستحداث مصلحة للمساعدة الاجتماعية تتكفل بالأشخاص بدون مأوى بتيارت، إذ اختير المقر القديم لمديرية النشاط الاجتماعي للولاية كمقر لها، إلا أن الأمور لا تسير كما تم الإعداد لها بدليل بقاء المقر مغلقا لا يقوم بالمهام المنوطة به. فعلى الرغم من تجهيزه بالوسائل والمعدات الضرورية لاستقبال الأشخاص بدون مأوى الذين يفترشون العراء في هذه الظروف المناخية القاسية، حيث وصلت درجة الحرارة إلى خمس تحت الصفر، مما يتطلب من الجهات المسؤولة أخذ المبادرة للتكفل بهم في أحسن الظروف.

وأمام هذا الوضع الغامض للمقر، فإن مبادرات الحماية الاجتماعية للأشخاص بدون مأوى، تجري منذ أيام على عاتق الهلال الأحمر الجزائري مدعوما بمصالح النشاط الاجتماعي ومصالح الصحة والحماية المدنية، الذين يقومون بدوريات ليلية عبر شوارع وأزقة المدينة للتكفل بتلك الشريحة وتقديم لها الأفرشة والأغطية ووجبات ساخنة، وتحويل البعض إلى مراكز الشيخوخة أو الطفولة المسعفة. لكن الإشكال القائم هو رفض العديد من الأشخاص بدون مأوى، الذهاب إلى تلك المراكز لأسباب يعرفونها هم، ناهيك عن التصرف العدواني وغير المنظبط للبعض، وتأثيره السلبي على بقية المقيمين بتلك المراكز، مما يتطلب التفكير بجد في إيجاد حل نهائي لهم في فترة الشتاء، وهو إيجاد مركز خاص بهم، كما تم الإعداد له بفتح مصلحة للمساعدة الاجتماعية التي بقيت مغلقة، ما جعل أحد المحسنين يضع تحت تصرف الهلال الأحمر الجزائري مؤخرا، جناحا بأحد المراقد يتكفل بالأشخاص بدون مأوى ويوفر لهم بعض الضروريات؛ كالتدفئة والأغطية وغيرها في انتظار تدخّل المصالح المختصة لفتح المصلحة وتوفير كل الإمكانيات المادية والبشرية لتسييرها.

❊ ن. خيالي