أرجعها المختصون إلى العامل البشري

مصالح الشرطة تحصي 162 ألف حادث مرور عبر الوطن

مصالح الشرطة تحصي 162 ألف حادث مرور عبر الوطن
  • القراءات: 769
رشيدة بلال رشيدة بلال
عرضت إطارات الحماية المدنية ومصالح الشرطة والدرك الوطني، حصيلة حوادث المرور التي تحصدها الطرقات يوميا، بمناسبة الاحتفال باليوم الوطني للوقاية من حوادث المرور المنظم في المركز الثقافي بحسين داي، حيث أجمعوا على أن العامل البشري هو المتسبب الرئيسي في  تفاقم الحوادث.
عرف المركز الثقافي بحسين داي توافد عدد كبير من الأطفال للاطلاع على مختلف المعارض التي تم تنظيمها للتحسيس بمخاطر حوادث المرور، حيث تم نصب أجنحة للتعريف بمختلف الخدمات التي تقدمها مصالح الشرطة والدرك الوطني والحماية المدنية للحد من إرهاب الطرق التي تعرف وتيرة متصاعدة، بالنظر إلى الأرقام المسجلة. وفي هذا الصدد، قال أمين سعد رئيس فرع الأنشطة التربوية والاجتماعية التابعة لديوان مؤسسة الشباب لولاية الجزائر، المشرفة على تنظيم النشاط التحسيسي في حديثه لـ"المساء"؛ "تعتبر حوادث المرور من الآفات الخطيرة التي ينبغي محاربتها، لذا ارتأينا تنظيم هذا اليوم لتوعية أفراد المجتمع عموما والأطفال خصوصا بمخاطر هذه الحوادث، وضرورة التحلي بأبجديات قانون المرور واكتساب ثقافة مرورية واسعافية"، مشيرا إلى أن الديوان سطر، إلى جانب توزيع المطويات وتنظيم ورشات للرسم، محاضرات يقدمها أهل الاختصاص لإعطاء صورة موضحة عما يقع في طرقنا من حوادث خطيرة ناجمة عن تصرفات غير مسؤولة.
وعمد النقيب طارق زياني من سرية أمن الطرق للدرك الوطني في الجزائر، إلى التعريف أولا بالخدمات التي تقدمها مصالح الدرك الوطني كجهاز أمني، ومنه شرح أهم أسباب الحوادث المتمثلة في العامل البشري الذي يتسبب في 86 بالمائة من الحوادث، إلى جانب عوامل أخرى لها علاقة بالمركبة والمحيط، موضحا أن مصالح الدرك الوطني تعتمد في سياستها الرامية إلى التقليص من هذه الظاهرة على الوقاية والتوعية المدعومة بالتوجيه والاعتماد على أسلوب الردع لقمع المخالفين. وبلغة الأرقام، فإن حصيلة حوادث المرور تعرف وتيرة متصاعدة بالنظر إلى الأرقام المسجلة، حيث تكشف الإحصائيات الخاصة بسنة 2014 إلى غاية شهر أكتوبر، عن تسجيل 1178حادث مرور، منها 75 حادث قتل على مستوى العاصمة، حسب المتحدث.

نتوقع تسجيل حوادث أكثر
من جهته، استعرض النقيب عبد المالك من الحماية المدنية لولاية الجزائر في مداخلته، المهام التي تباشرها مصالح الحماية المدنية منذ اللحظة التي يقع فيها الحادث إلى غاية نقل الضحية إلى المستشفى. وأوضح في تدخله أن تجربة الحماية المدنية في مجال الإنقاذ تؤكد بأن العامل البشري هو السبب الأول وراء حوادث المرور التي عرفت هذه السنة ارتفاعا، حسبما تشير إليه الأرقام التي تكشف عن تسجيل خلال سنة 2014، حسب مصالح الحماية المدنية، 12827 تدخل إلى غاية شهر نوفمبر على مستوى العاصمة، وبالمقارنة مع السنة الفارطة 2013، تم تسجيل 11807 تدخل ، مما يعني أن احتمال تسجيل حوادث أخرى وارد، لاسيما أنها تتزامن ورأس السنة الميلادية. وتحدث المتدخل عن أهمية تحلي المواطنين من جهة بثقافة مرورية، وثقافة إسعافية، مؤكدا أن درجة الوعي حول التدخل لتقديم الإسعافات تعرف تحسنا في المجتمع الجزائري، بدليل الإسراع إلى التبليغ عن الحوادث والمبادرة إلى تقديم الإسعافات الأولية إلى غاية وصول فرق الحماية المدنية.

مهمتنا تطبيق القانون في جانبه الردعي والوقائي
ركز الملازم الأول للشرطة، الغلام قلعنب، في تدخله على مخاطر حوادث المرور من خلال استظهار شقين أساسيين في عمل الشرطة؛ الأول يتعلق بالوقاية ويدخل في إطار المشاركة في الأيام التحسيسية لتوعية المواطنين بمخاطر حوادث الطرق الناجمة عن بعض التصرفات غير المسؤولة، كالتجاوز الخطير، الإفراط في السرعة وعدم احترام إشارات المرور، والثاني يتعلق بالجانب الردعي لوضع حد أمام المخالفين.
وحول الإحصائيات التي تم رصدها خلال سنة 2014، أشار المتدخل إلى أن مصالح الأمن على مستوى ولاية الجزائر، سجلت 162020 حادث مرور عبر كامل التراب الوطني، خلفت 7052 قتيل و189142 جريح، فيما أحصت ولاية الجزائر وحدها 39 قتيلا و1181 جريح، وهو عدد كبير يستدعي تحلي المواطنين بمزيد من الوعي المروري.
وأرفقت المداخلات التي تمت برمجتها بعرض بعض الصور الحائطية التي رصدتها كل من مصالح الشرطة والدرك الوطني والحماية المدنية، تكشف عن أخطر حوادث المرور التي تم تسجيلها،  لترهيب المواطنين وحملهم على أخذ الحيطة والحذر، فيما اقترح بعض المشاركين بأشغال اليوم التحسيسي، على غرار عبد المطلب روينة رئيس رابطة  الشباب العالمي المشرف على جناح الرسم،  أن يتم تزويد الطرق بكاميرات مراقبة، والاعتماد على المروحيات لرصد المخالفين، معتبرا أن التحسيس بالاعتماد على المطويات غير كاف لوضح حد أمام هذه الظاهرة الخطيرة.