تستقطب مليوني زائر سنويا

مشاريع تنموية هامة لبعث المشهد السياحي بحظيرة الشريعة

مشاريع تنموية هامة لبعث المشهد السياحي بحظيرة الشريعة
  • القراءات: 794
رشيدة بلال رشيدة بلال

تستقطب الحظيرة الوطنية بأعالي جبال الشريعة بالبليدة، عديد الزوار من داخل الولاية وخارجها وكذا من خارج الوطن خلال العطلة الصيفية للاستمتاع بظلال أشجارها وهوائها المنعش، غير أن افتقارها لعدد من المرافق الخدماتية والترفيهية وحتى ذات الجذب السياحي، أثر عليها كفضاء سياحي هام يعتبر القلب النابض للسياحة الجبلية بولاية البليدة، الأمر الذي دفع بمصالح البلدية الشريعة إلى المسارعة لبرمجة عدد من المشاريع الهامة التي تلعب دورا بارزا في إعطاء وجه جديد لغابة الشريعة.

تشير الإحصائيات المستقاة من مصالح بلدية الشريعة، إلى أن الحظيرة الوطنية للشريعة يزورها ما لا يقل عن مليوني زائر خلال السنة، حيث يرتفع عدد زوارها خلال فصل الشتاء للاستمتاع بمناظر الثلوج، وفصل الصيف من أجل التخييم فيها والاستمتاع بجوها المنعش  وظلال أشجارها، غير أن هذا الكم الهائل من الزوار يخلق بالمكان  واحدا من أكبر المشاكل التي تعاني منها الغابة والمتمثل في الرمي العشوائي للفضلات في أعماق الغابة، الأمر الذي يتعذر معه تنظيفها أمام قلة اليد العاملة ،وأمام هذا الانشغال الذي أضحى يسيئ إلى هذا المكسب البيئي ويتسبب في اندلاع بعض الحرائق، بادرت مصالح بلدية الشريعة، حسب رئيسها سمير سماعيلية، إلى وضع مخطط يهدف إلى محاربة كل أشكال الرمي العشوائي للنفايات بهذه الغابة التي تتربع على مساحة 80.2 كلم 2 الذي يعتمد على توزيع أعوان النظافة بالغابة للقيام برفع مخلفات الزوار باليد بسبب صعوبة استعمال الشاحنة داخل الغابة، مشيرا في السياق، إلى أنهم  طالبوا برفع اليد العاملة المكلفة بتنظيف الغابة من أجل  تغطية مساحتها الشاسعة وحتى يتسنى لهم التوغل في أعماق الغابة".

حاويات صديقة للبيئة ومرافق ترفيهية للأطفال

من بين البرامج التي تصب في محاربة كل أشكال النفايات بالحظيرة الوطنية للشريعة الشروع  في تبني فكرة مشروع حاويات صديقة للبيئة، وهي الفكرة حسب رئيس البلدية التي اقترحها عليهم أحد المواطنين والمتمثلة في توزيع عدد من الحاويات التي تحوي على أبواب تسهل على الزائر التخلص من نفاياته في هذه الحاويات التي تم صنعها بطريقة تخدم البيئة، تم توزيعها عبر عدد من النقاط داخل الغابة في انتظار أن يتم تحضير حاويات أخرى تبعا لما تسمح به ميزانية البلدية، مشيرا في السياق إلى أن مصالح بلدية الشريعة  ترحب بكل الأفكار التي من شأنها  المساهمة في إعطاء وجه جديد للغابة وتنعش الساحة الجبلية.

من جهة أخرى، أشار المتحدث إلى أن الحظيرة الوطنية للشريعة، تفتقر إلى بعض المرافق الترفيهية للأطفال، حيث يجد أبناء العائلات صعوبة في اللعب بالغابة لعدم وجود المرافق، الأمر الذي يدفعهم الى الإساءة لبعض النباتات أو الأشجار، وأمام هذا تم الشروع في برمجة مرافق للتسلية موجهة للأطفال توزع عبر أربعة أماكن على مستوى الغابة، حيث تدخل العملية في إطار إعادة إحياء المشهد السياحي بأعالي جبال الشريعة، حيث تم اختيار المكان الأول من أمام محطة التلفيريك، بينما النقطة الثانية على مستوى المكان المسمى "القسطل "أما المكان الثالث، فيتمثل في مخيم الإيمان مدخل الشريعة، أما النقطة الرابعة فتتمثل في القرب من محطة التلفريك الثانية، إلى جانب العمل أيضا على إعادة تهيئة  المساحات الخضراء على مستوى المكان المسمى "ساحة النكاتين" التي تطل على ولاية البليدة  وتعكس مناظر خلابة، ارتأينا يقول " كتجربة اولى أن يتم تنصيب مناظير تمكن الزوار والسياح من مراقبة جمال مدينة الورود و المتيجة من خلال المنظار مقابل دفع مبلغ رمزي.

مخيمات صيفية وكاميرات مراقبة لحراسة التلفيريك

استقبلت بلدية الشريعة عددا من الطلبات من مؤسسات خاصة وعمومية من أجل كراء المخيمات الصيفية المتواجدة بالغابة، هذه الأخيرة التي توقفت خلال العشرية السوداء واليوم يجري حسب رئيس البلدية، إعادة بعثها وترميمها لتمكين العائلات من التخييم بها في إطار الخدمات الاجتماعية التابعة لبعض المؤسسات التي أجرت المخيمات، مشيرا إلى أن إعادة بعث المخيمات من شأنه أن يجعل السياحة دورية على مستوى الشريعة، حيث لا تقتصر فقط على موسم الصيف والشتاء وإنما تمتد إلى باقي الفصول الأخرى كالربيع، ولعل ما يحفز على فكرة التخييم هو أن الحظيرة الوطنية تعززت مؤخرا، بوحدة للحماية المدنية، الأمر الذي يعتبر محفزا للعائلات من أجل التخييم بسبب توفر عنصر الأمن الذي تحققه مصالح الحماية المدنية في حال وقوع بعض الحوادث التي تتطلب التدخل العاجل لتقديم الإسعافات الأولية في ظل غياب الوحدات الصحية، إلى جانب استفادة بلدية الشريعة من شبكة إنارة واسعة كلها عوامل أعادت إنعاش هذا الفضاء السياحي.

وردا على سؤالنا حول الإجراءات المتخذة لتوفير النقل لا سيما وأن خط التلفيريك معطل بعد تعرضه لأعمال تخريب، أشار المتحدث إلى أنه على الرغم من وجود دوريات لمراقبة أعمال الشعب إلا أن التخريب يقع وبالنتيجة تعطل العمل بالتلفريك الذي يعتبر من وسائل النقل الحيوية على مستوى الأطلس البليدي، ولمحاربة الظاهرة تم اقتراح تنصيب كاميرات مراقبة للقضاء على مشكل التخريب بصفة نهائية" لافتا "بان خط التيليفيريك في شقه الأول تم إصلاح العطب إلى غاية المحطة الأولى على مستوى بني علي، يبقى الشق الرابط  للمحطة الثانية  ينتظر إصلاحه خاصة وأنه غير مرتبط بعمل تخريبي وإنما هو عطل ميكانيكي".

وعلى الرغم من أهمية خط النقل الجوي التيليفيريك، خاصة وأنه يمثل نقطة جذب سياحي كون أن عددا كبيرا من الزوار يقصدون أعالي جبال الشريعة لتجربة هذه الوسيلة والاستمتاع بمناظر الأطلس البليدي من السماء، غير أن الحاجة أصبحت ملحة لتعزيز الحظيرة الوطنية للشريعة بوسائل نقل أخرى خاصة وأن التليفيريك لا يمكن الاعتماد عليه أمام ما يتعرض له من أعطاب وأعمال تخريب وتوقف على العمل أيام الريح، وحسب ذات المسؤول "فإن المساعي جارية من أجل إقناع  مديرية النقل بتأمين خدمة النقل عبر حافلات ايتوزا  لفك العزلة على الحظيرة الوطنية  خاصة وان الخواص يرفضون العمل بهذا الخط بسبب صعوبته و قلة  المقيمين فيه من سكان البلدية.