تعتمد أساليب حديثة أوصى بها الخبراء

مستثمرة "دهبية" بالجلفة نموذج في الزراعة البيولوجية

مستثمرة "دهبية" بالجلفة نموذج في الزراعة البيولوجية
  • القراءات: 693
ع. م ع. م

تشكل المستثمرة الفلاحية لمعصرة زيت الزيتون "دهبية"، الكائنة بمنطقة وادي لمبارك في بلدية بنهار، شمال الجلفة، نموذجا "رائدا" يحتذى به في الولاية من حيث ترقية الزراعات البيولوجية، وعدم استعمال الأسمدة الكيميائية بتاتا، في تحقيق إنتاج ذي نوعية وبكميات معتبرة، كما يؤكده القائمون عليها.

على هامش عملية الجني المبكر لمحصول الزيتون، الذي يحرص عليها صاحب هذه المستثمرة، حكيم عليلش، مع بداية كل موسم فلاحي، أكد أن مستثمرته "تعتمد على أساليب حديثة" يوصي بها خبراء عالميون في إنتاج الزيتون، بدون استعمال الأسمدة مطلقا، ولا رش المبيدات في المساحات المزروعة.

وفي مقابل استغناء المكلفين بالمستثمرة عن الأسمدة الكيميائية، يلجأون إلى تعويضها بأسمدة عضوية، ويشكل لهم ذلك "عناء وجهدا إضافيا" طيلة الموسم الفلاحي، ويبدأ ذلك بجمع مخلفات المواشي والأبقار، لاستعمالها كأسمدة تغذي أشجار الزيتون، بعد أن يتم تخميرها خلال السنة.

يؤكد السيد عليلش، اعتماد هذا التوجه كخيار نوعي لزيادة المحصول، وتحقيق جودته من أجل بلوغ مستخلص زيت الزيتون بمواصفات ومقاييس عالمية، وهو ما أثبتته النجاحات التي حققتها علامة "دهبية" في كثير من المحافل العالمية، كما قال.

يذكر أن علامة زيت الزيتون "دهبية"، احتلت مراتب أولى بمجموع 21 تتويجا في محافل دولية باليونان وإيطاليا والمملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الأمريكية والبرتغال وإسبانيا واليابان، ويرجع صاحبها ذلك، إلى كون جودة المنتوج شكل هدفه الأول عند بداية نشاطه بالمستثمرة منذ 20 سنة خلت.

أشار ذات المستثمر، الذي حظي بالتكريم من طرف رئيس الجمهورية في الجلسات الوطنية للفلاحة، المنظمة شهر فيفري الفارط، إلى أن التقنيات الحديثة الخاصة باقتصاد الماء وتدوير مخلفات المعصرة واستعمال الحشائش كسماد عضوي، جعله يحقق هذه النجاعة، حيث ناهز معدل إنتاج الشجرة الواحدة من صنف الشملال القنطار ونصف القنطار من الزيتون.

ومن أجل بلوغ نوعية ذات جودة في مستخلص زيت الزيتون، تكون البداية بالجني المبكر للمحصول خلال شهر نوفمبر والدخول مباشرة مرحلة عصر حبات الزيتون، بحيث لا تتجاوز فترة بقاء المنتوج على حاله كمادة أولية ساعة على الأكثر، وهو الأمر المتعلق بنقلها فقط من غابة الأشجار باتجاه وحدة المعصرة الموجودة بنفس المستثمرة الفلاحية.

اعتماد واسع على الزراعات البيولوجية بالجلفة

اعتبر المهندس الفلاحي، سعيد سعيد، مسؤول مكتب الإرشاد الفلاحي بمديرية المصالح الفلاحية بولاية الجلفة، أن الاهتمام بالزراعات البيولوجية أضحى متزايدا بشكل كبير في هذه الولاية، التي ارتقت في كثير من الشعب الفلاحية، لاسيما شعبة الزيتون، بفضل مواكبة الفلاحين لأساليب حديثة والاعتماد على نظم تحقق الإنتاجية، ولا تهمل الجودة والنوعية.

وأشار إلى أن مستثمرة "دهبية" وغيرها من المستثمرات الفلاحية، في عدد من المناطق، أصبحت نموذجا يحتذي به للعمل بشكل منتظم في استغلال نظم، تراعي استعمال المواد العضوية كبديل للأسمدة الكيميائية، والمكافحة بالمبيدات غير موصى بها في المنتوجات ذات المقاييس العالمية.

وأكد ذات المهندس، أن مسألة استعمال مادة عضوية كسماد، هو تقليد معمول به لدى الفلاحين منذ أمد، لكن ما نجحت فيه مستثمرة معصرة "دهبية"، هي اعتمادها بشكل كلي على هذه الأساليب وبطريقة حديثة وممنهجة.

ونوه المهندس سعيد بما بلغته شعبة الزيتون، التي أصبحت فيها ولاية الجلفة، رائدة من حيث المساحات المخصصة لها ونوعية الإنتاج، ناهيك عن صيتها في المحافل الدولية للمهرجانات العالمية، مشيرا إلى أن المساحة الكلية لأشجار الزيتون تفوق 10700 هكتار، منها 9537 هكتار هي حيز الإنتاج.