في لإعادة الاعتبار للموروث

مسابقة الطبخ التقليدي تستقطب الشباب

مسابقة الطبخ التقليدي تستقطب الشباب
الطبخ التقليدي ❊ رشيدة بلال
  • القراءات: 1979
❊ رشيدة بلال ❊ رشيدة بلال

تسعى جمعية حورية المرأة في إطار برنامجها الذي يهتم بالمرأة، إلى المبادرة لاستغلال كل المناسبات التي يمكن أن يكون لها فرصة الظهور والاحتكاك بالجمهور. ولأن الجزائر عاشت مؤخرا على وقع الاحتفال بدخول السنة الأمازيغية، بادرت عضوات الجمعية إلى تنظيم مسابقة في الطبخ التقليدي، إذ تفننت النساء المشاركات في تحضير مختلف الأطباق التقليدية، التي استقطبت إليها اهتمام الشباب بدرجة كبيرة، للتذوق والتعرف عليها.

تنافست المشاركات في المسابقة التي نظمت بفضاء مصطفى كاتب، على تحضير نوعين من الأطباق التقليدية المالحة والحلوة، حيث أبدعن في تحضير ما لم يعد جيل اليوم يسمع عنه، أو يتذوقه إلا في بعض المناسبات القليلة، كالأعياد أو الولائم.

من بين الأطباق التي دخلت بها المشاركات في المسابقة، نذكر؛  المفور، تيكربابين، الكسكسي بسبع حبوب، المردود بالأعشاب والخضر، العصيدة، الشخشوخة، الرفيس الشاوي، الرفيس العنابي باللوز والجوز، كسرة الرخسيس، المبرجة، المسفوف والبغرير”.

وحسب رئيسة الجمعية السيدة دليلة حسين، فإن أكثر ما شد الانتباه إلى هذه المسابقة، الإقبال الكبير للزوار على تذوق كل الأطباق التي تم عرضها من أجل المنافسة، بعد أن قامت لجنة التحكيم بعملها المتمثل في تذوق أطباق 20 مشاركة ، مشيرة إلى أن مثل هذه المسابقات، كشفت مدى تعطش جيل اليوم ، خاصة الشباب، لتذوق مثل هذه الأكلات التقليدية، تقول وهو ما لمسناه من خلال الأسئلة التي طرحت علينا، طلبا لمعرفة أسماء بعض الأطباق التقليدية وجهات الوطن التي تشتهر بها، بينما راحت أخريات يسألن عن طريقة تحضير بعض الأطباق التقليدية”.

و عن أهم المقاييس التي تم اعتمادها من طرف لجنة التحكيم لاختيار الأطباق الفائزة، أشارت محدثتنا إلى أنها تتمثل في الذوق بالدرجة الأولى، أي البنة، وشكل التقديم الذي يشترط أن يحافظ على طابعه التقليدي، حتى من حيث الصحون التي يجري التقديم فيها، ناهيك عن وجوب أن يكون الطبق تقليدي يعكس موروث منطقة معينة، أي قيمته التاريخية، لأن العبرة من المسابقة حسبها إعادة بعث أطباق الجدات وربط جيل اليوم بهويته، لأن الأكل التقليدي تقول يظل شكلا من أشكال التراث، يعكس هوية شعب وانتمائه”.

عادت المرتبة الأولى في الأطباق التقليدية المالحة، حسب رئيسة الجمعية، إلى المفور الذي تفننت في تقديمه سيدة ماكثة في البيت، مهتمة بالطبخ التقليدي، بينما عادت المرتبة الأولى بالنسبة للطبق التقليدي الحلو إلىالرفيس العنابي، موضحة أن فكرة المسابقة كانت في سبيل تمكين النسوة من الحصول على فرصة لعرض ما يمكنهن القيام به من أنشطة، بما في ذلك الطبخ التقليدي، والكشف عما تزخر به الجزائر من موروث يجهله الكثيرون، بسبب تخلي بعض العائلات عن تحضيرها والجري وراء كل ما هو أكل سريع ساهم في تضييع هويتنا.

حول تطلعات جمعية حورية للمرأة من أجل مساعدة النساء حتى يكن فاعلات في المجتمع، أشارت محدثتنا إلى أن برنامج الجمعية مع انطلاق السنة الجديدة، يسير إلى البحث في مختلف السبل التي تمكن المرأة من إنشاء مؤسستها المصغرة، لتستقل ماليا وتصبح قادرة على إثبات وجودها ولو بأفكار بسيطة، مردفة أن مشروع من صنع يدي الذي سبق أن أطلقته الجمعية، أثبت نجاحه، وهو ما عكسه إقبال النساء الكبير، خاصة الماكثات في البيت، على الجمعية طلبا للمرافقة، لأن بعضهن يملك مؤهلات مختلفة، غير أنهن يجهلن كيفية استثمارها والاستفادة منها، مشيرة إلى أن الجمعية من خلال احتكاكها بهن، تنطلق دائما من الإجابة على سؤالين هامين هما؛ ما هي احتياجاتهن؟ وما الذي يمكنهن القيام به، ومن ثمة، يجري تسطير الآلية التي تسير عليها بعد دعمها، لتشق طريقها.