فيما تحولت عين القطارة وبنت السلطان إلى شاهد حقيقي على الذاكرة الشعبية

مزارات عنابة مقصد السياح وقبلة عشاق البحر

مزارات عنابة مقصد السياح وقبلة عشاق البحر
  • القراءات: 2926
 هبة أيوب هبة أيوب

تحولت مؤخرا بعض المواقع السياحية بعنابة إلى مقصد سياحي بامتياز بعد التوافد القوي للمصطافين لأخذ صور تذكارية في هذه الأماكن، أو التعرف عليها أو التبرك حتى ببعض المزارات المعروفة، منها مزارة عين القطارة المطلة على البحر، وهي ينبوع ماء يتدفق من الصخور الموجود على حافة البحر، أين يلتقي ماؤها العذب مع مياه البحر المالحة. وحسب بعض المؤرخين بعنابة، فإن القطارة سميت بهذا الاسم نسبة لامرأة كانت تخرج مع كل غروب شمس تشبه حورية البحر، تجلس لتتعبد في هذا المكان حتى الفجر، ثم تختفي عن الأنظار. قصة هذه المرأة دخلت الذاكرة الشعبية وبقيت راسخة في أذهان سكان بونة الذين يفضلون التردد على القطارة لإشعال الشموع والطلب من الله عزوجل بتحقيق آمانيهم، وعليه تعتبر القطارة الفضاء السياحي المميز خاصة بالنسبة للمغتربين. 

وحسب بعض زوار القطارة، فإنهم يجدون راحتهم خاصة بعد الغروب في هذا المكان الهادئ الذي تتزواج مياهه العذبة مع البحر. وأشارت الحاجة زهيرة التي قدمت من مدينة قسنطينة رفقة بناتها في معرض حديثها إلينا، أنها ترعرعت بعنابة ولا تزال تحن لمزاراتها، منها القطارة التي تعتبرها ملاذا عندما تشعر بالحزن والقلق.

ومن عادات سكان عنابة عند التوافد على القطارة، أخد مائها لخلطه بالحنة بالنسبة للعازبات أو من قبل كل من يتمنى تحقيق الحاجات والمبتغيات وهناك من يأتي بالعروس لزيارة المكان قبل دخولها البيت الزوجية بيوم، وهذا يدخل ضمن تقاليد المنطقة. وغير بعيد عن القطارة تمتد الروايات الشعبية لتشمل كذلك المنطقة السياحية، وهي عبارة عن مزار يقع في الصخور المقابلة للبحر، اسمها عين بن سلطان، تقبع إلى جانب مزار الولية الصالحة رأس الحمراء، وحسب الروايات فإن قصة هذه الأخيرة تبدأ مع ظهور ثلاث نساء في هيئة عروس البحر واحدة اسمها لالة رحيلة، والثانية عين عشير، والثالثة بنت السلطان التي تقصدها السيدات من أجل الزواج أو الإنجاب.