الأخصائية في العلاج النفسي مرسيلينا شعبان حسين لـ "المساء":

مريضات السرطان ينكرن الألم لتمجيد الجسد

مريضات السرطان ينكرن الألم لتمجيد الجسد
  • القراءات: 436
رشيدة بلال رشيدة بلال

وصفت الدكتورة مرسيلينا شعبان حسين، أخصائية سورية في العلاج النفسي التحليلي، مرض السرطان عموما وسرطان الثدي خصوصا بـ "المرض المضاد للأنوثة"؛ كونه يدفع بالمريضات إلى البحث في الأساليب التي تمكنهن من إخفاء التشوهات التي  يتسبب فيها علاج المرض؛ كتساقط الشعر وإزالة الثدي أكثر من اهتمامهن بالألم في حد ذاته، الذي بلغ حدّ إنكار الألم لتمجيد الجسد.. التقتها "المساء" على هامش مشاركتها مؤخرا في ملتقى في العاصمة، وعن إشكالية الجسد وإنكار ألم مرض السرطان كان هذا اللقاء.

بداية، حدثينا عن التأثير النفسي للجسد على مريضة السرطان؟

❊❊ اضطراب سلوك الجسد عند مريضات السرطان يُعد من المواضيع التي تحتاج إلى عناية بالنظر إلى التأثير الكبير الذي يحدثه الجسد على المريضة، وانطلاقا من هذا وجّهت دراستي لمناقشة الموضوع؛ في محاولة للحد من التجربة المريرة التي يعانين منها، ولتحفيزهن على التركيز على العلاج أكثر من العناية بالجسد لإخفاء التشوهات، وغض الطرف عن الجانب الجمالي.

حول ماذا انصبت دراستك؟

❊❊ دراستي كانت عبارة عن مقارنة بين النساء المتزوجات والعازبات اللواتي ابتلين بهذا الداء، والهدف منها تحديد البنية النفسية لكلا الحالتين؛ في محاولة لبناء استراتيجية علاجية تستجيب للحالة المرضية لكلا الطرفين، حيث يتم استهداف بعض العوامل، ومنها نسبة الطموح والإنجاز لكلا الفئتين إن كان ذلك يجعلهما في مناعة أكثر، وكذا الوسط الاجتماعي الذي يعشن فيه ومدى تأثيره عليهن.

في رأيك، أيّ العوامل يلعب دورا بارزا في محاربة الأثر النفسي؟

❊❊ بحكم تجربتي وتعاملي مع المريضات، أعتقد أن الحاجة اليوم كبيرة للتوعية بما يتعلق بالمساندة الاجتماعية، التي  يتم المراهنة عليها لإنجاح العملية العلاجية؛ لكون الألم الفردي ينبغي أن لا يعالَج بعيدا عن الوسط الجماعي، ولأنّ صورة الجسد وما يعانيه تؤثر على المريضة من الداخل والخارج؛ ما يجعلها في أمسّ الحاجة لدعم محيطها، وبالتالي قوة الجسد تحتاج إلى تعزيز من الآخرين، وهو ما نعمل عليه، خاصة أن النظرة إلى مريض السرطان في الدول العربية لازالت مبنية على الشفقة.

ما النتائج التي توصلت إليها من خلال دراستك؟

❊❊ تظل التجارب المتحصل عليها من خلال الدراسة تجارب شخصية تمس كل مريضة على حدة، ولكن على العموم ثبت لي أن هناك إنكارا للمرض من المصابات، إذ نجدهن يقاومن، وهذا يؤخّر العلاج، فمثلا السيدة غير المتزوجة لديها مشكلة كبيرة في عدم التوافق النفسي مقارنة بالمتزوجة، فمن خلال الدراسة ترفض تساقط الشعر والعلاج الكيماوي، وكل همها شراء الشعر الطبيعي والقيام بعمليات تجميل لإخفاء التشوّهات أكثر من السيطرة على الألم، وهو ما يعزّز الشعور باضطراب صورة الجسد عند العازبات أكثر من المتزوجات.

إلام يرجع اختلاف صورة الجسد عند العازبة أكثر من المتزوجة؟

❊❊ يبدو لي أن العازبة تركز أكثر على مظهرها الخارجي؛ لعلمها بمدى تأثيره عند الطرف الثاني، وهو الرجل مقارنة بالمتزوجة. وانطلاقا من هذا الفرق الجوهري نلمس وجود اضطراب للجسد عال عند العازبات؛ لأن مرض السرطان خاصة سرطان الثدي مضاد للأنوثة، لهذا ترفضه المريضات، ويؤثر كثيرا على نفسيتهن.

كلمة أخيرة؟

❊❊ أنصح العازبات والمتزوجات بالاهتمام أكثر بصحتهن من خلال المبادرة بالكشف والتشخيص الدوري. وعلى الهيئات الصحية المعنية الاهتمام أكثر بالبرامج الصحية الموجّهة للنساء، وعدم إهمال الاستشارات النفسية التي تخفف الكثير من الانفعالات، خاصة بالمؤسسات الاستشفائية.