الأخصائي في الجياتري محمد ميهوبي لـ«المساء”:

مريض السكري والضغط أكثر عرضة لـ’’آزهايمر”

مريض السكري والضغط أكثر عرضة لـ’’آزهايمر”
الأخصائي في الجياتري محمد ميهوبي أحلام. م/ الدين
  • القراءات: 992
❊ أحلام محي الدين ❊ أحلام محي الدين

اختار الدكتور محمد ميهوبي، طبيب ممارس لسنوات، أن يتوسع في طب الجياتري، أي أمراض المسنين، فبعد سنوات قضاها في دراسة الخرف أو آلزهايمر، تكوّن مؤخرا في تغذية المسنين وتوصل إلى اكتشاف أسباب جديدة وراء سعال الكبار المزمن، الناتج عن الطريقة الخاطئة في مضغ المسن للطعام وبلعه، ومنه دخوله القصبة الهوائية بدل الجهاز الهضمي، ليعاني بعدها من التعقيدات التي تودي بحياته. كما فصل الأخصائي في هذا اللقاء الذي جمع المساء به، عن طرق معرفة إصابة المتقدم في السن  أو المصاب بالخرف بالوراثة من غيره من أمراض المخ، وما يجب القيام به لحماية مرافق المريض، للخروج من حالة الاكتئاب بعد فقدان الشريك المسن.

أكد الدكتور ميهوبي الذي كان يرأس جمعية مرضى ألزهايمر لسنوات خلت، أن الخرف مرض يصيب الذاكرة، ومن أعراضه نقص في وظائف الحواس، على غرار الشم والذوق وفقدان الذاكرة القريبة، أي أن المريض يتذكر الأشياء القديمة فقط، ويرويها بسلاسة، لكن لا يتذكر شيئا من الأمور القريبة، مثل؛ ما تناوله بالأمس أو أين ذهب، كما يقوم بتكرار السؤال مرات عديدة.

عطب في الشرايين الدماغية

أوضح الدكتور ميهوبي وجود أسباب أخرى لـ«آلزهايمر، من بينها عامل السن الذي يبدأ من 65 سنة فما فوق، وأحيانا حالات وراثية يفقد على إثرها الأربعيني الذاكرة، يقول الأخصائي في وسط المخ يوجد جهاز يعمل مثل المسجلة وهو الذاكرة، فإذا كانت جيدة تسجل الأشياء بصورة واضحة وجيدة، وعندما يكون هناك خلل على مستواها لا تسجل الكثير من المعلومات الجديدة، لكنها تحتفظ بالقديمة منها في المخ.

يواصل الأخصائي في عد الأسباب التي أكدها العلم والدراسات الحديثة قائلا ومن بين إصابة الشخص بالخرف أيضا، العطب في الشرايين الدماغية التي تتدخل فيها أمور أخرى، على غرار مرض السكري والضغط  الدموي، إلى حانب الأشخاص العاملين في الألمنيوم.   

أوضح الأخصائي أن ملاحظة المريض تتم من خلال الأعراض التي تظهر عليه، كاضطراب السلوك، العصبية الزائدة، حدوث انهيار عصبي، عدم قدرة المسن على ربط حذائه أو التشكيك في أن هناك من يريد أن يسرق ماله، والتهيأ بوجود من يريد قتله خلال فترة مكوثه بمفرده في البيت.. إلى غيرها.

أشار الدكتور ميهوبي إلى أن مرض آلزهايمر مثل كل الأمراض المزمنة سببه أكسدة في المخ، كما يحدث الخلل فيه على مستوى هرمون البروتين تو الذي يرتفع لدى الشخص، إذ يمكن إجراء فحص على الصغار الذين لديهم تاريخ وراثي مع الخرف، لمعرفة إذا كان الشخص مصابا به من خلال تحليل عينة من النخاع الشوكي، موضحا أنه موجود عند الجميع، لكن بنسبة قليلة ومستقرة، وفي حالة ارتفاعه، فإنه يهدد صاحبه بالخرف.

العيش في جماعات أفضل

نبه الأخصائي إلى أهمية عدم ترك المسن وحيدا في البيت، لأن المضاعفات ستزداد، وقد ضرب مثلا بمسن في القرية وآخر في المدينة، فقال في مجتمعنا، يمكث كبار السن في المدن لوحدهم في البيوت، يشاهدون التلفزيون، بسبب انشغال ذويهم بالعمل والدراسة، وهو ما يعرّضهم للاضطرابات العصبية. بينما المسنون الذين يعيشون في جماعة بالقرى، يكونون في وضع أفضل، لأنهم في تواصل دائم مع الآخرين.

أوضح الأخصائي أن هناك أمراض عصبية تشبه آلزهايمر، لكنها بعيدة كل البعد عنه، ويمكن الشفاء منها، ضاربا مثلا بحالة مسن كان يعاني من اضطرابات في الذاكرة ونسيان، وبعد الفحوصات والقيام بعملية المسح بجهاز أي آر ام، تبيّن أنه يعاني من امتلاء غشاء المخ بالماء، وكان يضغط على الذاكرة، وبعد خضوعه لعملية على مستوى مستشفى زميرلي، شفي وارتاحت زوجته من التعب الذي كانت تعانيه جراء مراقبتها المستمرة له وخوفها عليه.

أشار الدكتور إلى أن نقص هرمون أسيد كولين يعد سببا آخر في ظهور آلزهايمر، وهو ما يترجمه تغير الطباع والعادات أحيانا، يقول وهنا تعمد بعض العائلات إلى أخذ المريض إلى أخصائي في الأمراض العقلية، لكن الأصل في العلاج أن يتم الاتصال بالطبيب العام الذي يقوم بتجارب الذاكرة للتشخيص، وهي سهلة للغاية، تعتمد على كلمات سهلة على المريض حفظها، ثم نطلب منه القيام بعملية الحساب، وبعدها نعيده إلى الكلمات الأولى لنعرف إذا كانت ذاكرته تحتفظ بالأمور البسيطة أم لا، لكن هذا الأمر يستدعي قيام الطبيب بتكوين في مرض آلزهايمر، بالتالي يوجّه المريض إلى اختصاصي في الأمراض العصبية

أكد الأخصائي أن نسبة المسنين في تزايد في المجتمع الجزائري، مما يستدعي الاهتمام بهذه الشريحة التي مرت بظروف صعبة خلال العشرية السوداء، بتخصيص مستشفى للمسنين، مضيفا أن العلاج المتاح يوفر حالة استقرار للمريض. كما يوصى الأخصائي أفراد عائلة مريض متوفى، إحضار الزوج أو الزوجة لعلاجه بجرعة السعادة وتخليصه من الاكتئاب الذي يصاحب موت الشريك.

أضاف الأخصائي أنه في نهاية حياة مريض آلزهايمر تحدث معه مضاعفات ويصبح لا يحسن كيفية بلع الطعام، ويصاب على إثرها بأمراض صدرية، مشيرا إلى أن معظم الأطباء يعتقدون أنه زكام، لكن في الحقيقة سعاله ومرضه ناتج عن تعقيدات في عملية البلع.