سعاد المصالي رئيسة جمعية "أنيت":

مركز للتكفل بالمصابين بالتريزوميا.. طريقنا للإدماج

مركز للتكفل بالمصابين بالتريزوميا.. طريقنا للإدماج
سعاد المصالي رئيسة جمعية "أنيت" للتكفل بالأطفال المصابين بمتلازمة دوان
  • القراءات: 2853
❊رشيدة بلال ❊رشيدة بلال

تكشف سعاد المصالي رئيسة جمعية "أنيت" للتكفل بالأطفال المصابين بمتلازمة دوان لـ "المساء" في هذا الحوار، عن الجهود التي تبذلها الجمعية في مجال التكفّل بهذه الفئة، والتي كان آخرها فتح أول مركز متخصص لمرافقة المصابين بالتريزوميا بعد سن 18 سنة، بهدف تمكينهم من حرفة تسهل إدماجهم في المجتمع.

بداية، حدثينا عن أهم المشاكل التي تكفّلت بها الجمعية؟

❊❊ في الحقيقة، الجمعية ومنذ تأسيسها في سنوات التسعينات، أخذت على عاتقها أهم انشغال يواجه أولياء المصابين بمتلازمة داون، وهو التمدرس، وتمكنا كأولياء أطفال مصابين بالتريزوميا قبل أن نكون أعضاء بالجمعية، من أن نرفع التحدي؛ لتمكين هذه الفئة من ممارسة حقها كغيرها من الأطفال العاديين، وبالتالي شعورنا بما يشعر به كل الأولياء، جعلنا نرفع التحدي لولوج عالم التمدرس من بابه الواسع.

كيف كان إدماج هذه الفئة بالمدارس العادية؟

❊❊ لم يكن من السهل الحصول على قسم بمدرسة عادية لهذه الفئة، خاصة أنها تحتاج إلى تكفّل خاص من حيث الطاقم المشرف على التعليم، إذ ينبغي أن يشرف عليهم معلم مختص ومرب، ومع هذا تمكنا بعد جهد جهيد، من تمكينهم من بعض الأقسام، خاصة أنّ القسم ينبغي أن لا يتجاوز به  12 طفلا، وهي خطوة نصفها بالناجحة؛ لأنها تمكنت من تسهيل إدماج بعض الأطفال، حيث تمكنا من الحصول على 50 قسما بالمدارس العادية على مستوى العاصمة في انتظار الظفر بمدارس أخرى بعدما كان لدينا قسم واحد فقط.

فيم تتمثل الصعوبات المطروحة للحصول على قسم لفائدة هذه الشريحة؟

❊❊ وصول طفل التريزوميا للحصول على حقه في قسم عادي يعني أنه قطع شوطا هاما في مجال المرافقة والمتابعة من أخصائي أرطفوني ومختص نفساني وبيداغوجي، وأنه أصبح مؤهلا ليستفيد من الاندماج في قسم عادي؛ أي أنه يملك المؤهلات المعرفية والعلمية التي تجعل من حقه التواجد في قسم عادي، يبقى العائق الكبير هو تأمين القسم؛ إذ نواجه عند حلول كل موسم دراسي جديد، صعوبة في إلحاق عدد منهم مؤهلين بالمدارس العادية، ونصطدم بعدم وجود هذه الأقسام في بعض المؤسسات رغم أننا نملك العدد الكافي لتكوين قسم، الأمر الذي يجعل الأولياء يضغطون على الجمعية، ويدفعوننا إلى التفكير في حلول سريعة لحل هذا الإشكال. وبالمناسبة نطالب كجمعية، بأن تُعطى لهذه الفئة الأولوية، وأن تحظى بالاهتمام؛ لأنها تستحق  أن تمارس حقها في التمدرس كغيرها من الأطفال العاديين.

من يتكفل بتعليم هذه الفئة؟

❊❊ بعد مشكل قلة الأقسام يواجهنا إشكال من نوع آخر، وهو قلة المعلمين المشرفين على تعليم هذه الفئة، حيث يقع على عاتق الجمعية بعد الحصول على قسم، تأمين معلم ومربّ تتكفل بهما من حيث التكوين وحتى من الناحية المالية؛ إذ يقع على عاتقها دفع أجرهما، لكن ما إن يحصلا على منصب عمل قار يغادرا؛ الأمر الذي يجعلنا نطلب من وزارة التربية أن تأخذ على عاتقها مهمة تكوين أساتذة موجهين لهذه الفئة لوضع حدّ لهذا الانشغال؛ حتى يكون لهم الحق في قسم ومعلم، خاصة أن لهم برنامجا تربويا خاصا ونظاما تعليميا مكيَّفا.

فيم تتمثل أهم المكاسب التي حققتها الجمعية منذ تأسيسها؟

❊❊ إلى جانب أنها تمكنت من التكفل بعدد كبير من أطفال التريزوميا سواء قبل أو بعد المرحلة التحضيرية وعملت على توجيه ومرافقة الأولياء حول كيفية التكفل بأبنائهم، أشرفنا لأول مرة، على فتح أول مركز للتكوين المتخصص، لنجيب على السؤال الكبير الذي تطرحه العائلات عند بلوغ طفل التريزوميا 18 سنة، وهو: "أين يذهب ابني؟"، وهي، في الحقيقة، مبادرة من أحد المحسنين، الذي قدّم لنا المركز الذي أشرفنا على تهيئته، ويتكفل اليوم بحوالي 100 طفل كبداية في انتظار أن يتم فتح مراكز أخرى.

وما هي أهم التخصصات التي يؤمّنها المركز؟

❊❊ من جملة التخصصات التي يؤمّنها المركز والتي تم برمجتها لتستجيب وإمكانيات وقدرات وميولات واحتياجات هذه الفئة، الطبخ والرسم على الزجاج والفخار في انتظار إدراج تخصصات جديدة.

هل من كلمة أخيرة؟

❊❊ نتطلع من خلال الجهود التي نبذلها لبلوغ هدف واحد، وهو تمكين هذه الفئة من الاندماج في المجتمع، خاصة أنهم يملكون المؤهلات التي تجعلهم يعيشون حياة عادية، غير أن الهاجس الأكبر الذي لايزال يشكل تحديا بالنسبة لنا هو المجتمع الذي يأبى أن يعطينا فرصة لنتمكن من قطف ثمار جهودنا.