استقبلت العيادة المتنقلة لتشخيص داء السكري التي فتحت أبوابها أمام المواطنين مؤخرا بساحة المركب الرياضي الجواري الشهيد بوسدرة عثمان بعاصمة الولاية معسكر، أكثر من 500 شخص من الجنسين ومن مختلف الأعمار قدموا إليها من شتى مناطق الولاية وبعض الولايات المجاورة، للاستفادة من الخدمات الصحية المجانية المقدمة، والمتعلقة بتشخيص المضاعفات الرئيسة لداء السكري بمبادرة من وزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات بالتعاون مع فرع المخبر الصيدلاني الدنماركي بالجزائر «نوفو نورديسك» المختص في إنتاج المواد الأولية لصناعة الأنسولين ومديرية الصحة بالولاية.

وأوضح أحد إطارات مديرية الصحة بمعسكر أن العيادة المتنقلة التي فتحت المجال أمام آلاف المواطنين طيلة عشرة أيام، أمّنت التشخيص المجاني للأشخاص غير المصابين بالسكري والذين يفوق سنهم 35 سنة. وبالنسبة للمواطنين المصابين بالداء فقد تمكنوا من الاستفادة من مجموعة هامة من الاختبارات الصحية المجانية، التي تهدف إلى تشخيص المضاعفات الرئيسة المتعلقة بالداء.

الأهمية في مثل هذه التظاهرات «نادرة التنظيم» بالولاية، تتجسد في الخدمات الصحية «المجانية» التي مكنت الآلاف من المواطنين؛ أطفالا ونساء ورجالا من العائلات ضعيفة الدخل، من إجراء التحاليل والتشخيصات الطبية اللازمة التي لم يتمكنوا من إجرائها من قبل عند الخواص؛ بسبب غلاء أثمانها أو لغيابها عن المصالح الاستشفائية العمومية.

مجموعة من النساء المصابات بالسكري، وأغلبهن قادمات من مختلف المناطق الريفية بالولاية اللواتي كن ينتظرن دورهن في حديثهن إلى «المساء»، أشرن إلى أن غلاء التحاليل والفحوصات الطبية عند الخواص هو ما دفعهن إلى قطع المسافات الطويلة والبحث باكرا على وسيلة نقل للتنقل إلى غاية عاصمة الولاية، للاستفادة من هذه الخدمات الصحية المجانية التي لازالت، وللأسف، «حلم» العديد من المرضى الفقراء. حيث كشف في هذا الجانب إطار بمديرية الصحة، أن التحاليل الطبية التي يجريها مرضى السكري لدى الخواص تكلفهم أكثر من 3 آلاف دج، فيما يتجاوز هذا المبلغ 8 آلاف دج إذا أضفنا مصاريف الفحوصات الطبية، وهو ما يرفع الستار عن السبب الرئيس الذي دفع بالمواطنين، وعلى وجه الخصوص مرضى داء السكري، إلى التوافد وبأعداد هائلة، على موقع العيادة المتنقلة لتشخيص داء السكري.

من جهته، أعلن مصدر من جمعية المصابين بداء السكري بمعسكر، أن الولاية تحصي أكثر من 12 ألف مصاب بداء السكري المزمن، من بينهم ما يفوق 250 طفلا لا تتجاوز أعمارهم 15 سنة، العشرات منهم أقل من 4 سنوات.

وطالب العديد من مرضى داء السكري مديرية الصحة بمعسكر، بإجراء تظاهرات مماثلة بالمناطق النائية التي يعاني بها الكثير من المواطنين، وعلى وجه الخصوص، الفقراء من مضاعفات الداء وغلاء التحاليل والفحوصات الطبية.