نموذج ناجح يراهن على بلوغ الأسواق الخارجية

مربي النحل فوزي بورحلة: الجودة مضمونة والتسويق مازال افتراضيا

مربي النحل فوزي بورحلة: الجودة مضمونة والتسويق مازال افتراضيا
مربي النحل فوزي بورحلة
  • 823
رشيدة بلال رشيدة بلال

لا تزال حرفة تربية النحل من الحرف التي تستقطب أعدادا كبيرة من الشباب، من أجل الاستثمار فيها وتحويلها من مجرد حرفة لجمع العسل وبيعه، إلى مؤسسات منتجة، تسعى إلى الرفع من معدل الإنتاج، والمراهنة على النوعية، لبلوغ التصدير إلى بعض الدول العربية، وحتى الغربية، والعينة كانت لشاب طموح ابن مدينة البليدة، تمكن بفضل التكنولوجيا، من إيجاد مكان له في السوق المحلية والخارجية.

يقول الشاب فوزي بورحلة، في تصريح خص به "المساء"، أن اهتمامه بتربية النحل بدأ مبكرا، بسبب انتمائه إلى عائلة توارثت هذه الحرفة أبا عن جد، بالتالي كان لزاما عليه أن يتعلمها، على الرغم من أنه إطار جامعي متخرج، ولديه تخصص تقني سامي، وحسبه، فإن ولوجه عالم تربية النحل أراده أن يكون بصورة مختلفة عن الصورة النمطية التي اعتمد عليها والده وجده، من خلال استغلال التكنولوجيا، خاصة في جانبها الترويجي والتسويقي، بعدما أصبحت التجارة، وفق تصوره، يطلق عليها اسم التجارة الإلكترونية، بالتالي اختار أن يرسم رحلة إنتاج العسل وتربية النحل وتعليب المنتج خطوة بخطوة، عبر صفحته على مواقع التواصل الاجتماعي، وصولا  إلى التسويق الذي يتم عبر كل ولايات الوطن، مع ضمان التوصيل، مما أدى إلى إنعاش تجارته، وكسب تحدي توزيع العسل في كل أسواق الوطن.

من جهة أخرى، أشار المتحدث، إلى أن أهم شيء ارتأى التركيز عليه في تسويق منتجه، إلى جانب المراهنة على النوعية التي لا يعلى عليها فيما يخص العسل الجزائري، الذي يعد من أجود الأنواع، هو طريقة عرض المنتج، أي طريقة التغليف، موضحا بقوله: "ارتأينا أن تكون طريقة التغليف احترافية وراقية، تساعد على استقطاب اهتمام المستهلك الذي أصبح لديه وعي استهلاكي، حيث يولي اهتماما كبيرا لمثل هذه التفاصيل، وحتى تسمح لنا أيضا من تسويقه خارج الوطن"، مضيفا: "تمكنا من إيصال منتجنا إلى بعض دول الجوار، وكسبنا رهان النوعية وجودة المنتج"، مشيرا بالمناسبة، إلى أن شعبة تربية النحل، لا تزال من الشعب التي تحتاج إلى المزيد من الاهتمام من الجهات المعنية، خاصة أنها أصبحت في السنوات الأخيرة، تستقطب الكثير من الشباب وحتى الحرفيات، لاستغلال كل ما تنتجه النحلة  في مجالات مختلفة، مثل صنع مواد التجميل والمواد العلاجية للبشرة والجسم.

اعتبر المتحدث أن أكبر تحد يواجه مربي النحل في الجزائر؛ التغيرات المناخية من جهة، وما يتبع تربية النحل من متاعب لبلوغ إنتاج العسل، خاصة أنه يجري نقل خلايا العسل إلى مناطق متفرقة من الوطن، من أجل إنجاح الموسم، مشيرا إلى أن ما يجري العمل عليه خلال مختلف المعارض، التي يشارك فيها هو "إعادة بناء الثقة مع المستهلك، ولعل أهم توصية أرغب في التأكيد عليها للباحثين على العسل الحر، تكون باستهداف مربي النحل خاصة"، يوضح المختص، مضيفا أنه "لا يمكن بأي حال من الأحوال، التمييز بين العسل الحقيقي والمغشوش، إلا بإخضاعه للتحاليل" مردفا: "بالتالي، فإن شعارنا نحن كمهنيين، هو المراهنة على صفتنا كمربين للنحل لسنوات، وعلى منتجنا الذي تمكن من إيجاد مكان له في الأسواق المحلية بكل ولايات الوطن"، مؤكدا في السياق، أن الأسعار تبقى دائما نسبية، تختلف حسب المواسم، وتتحكم فيها عوامل مختلفة، كتوفير بعض الأنواع ونقصها "ومع هذا، نعمل على محاولة إرضاء كل الزبائن، من خلال بيع علب عسل صغيرة الحجم، وبأسعار  معقولة"، يختم المتحدث.