بعدما شاعت بين الشباب والأطفال
مراهقات يخترن حلاقة "القزع" ويتمردن على القصّات التقليدية

- 1375

امتدت ظاهرة حلق بعض الشعر و الإبقاء على بعضه الآخر أو ما يُعرف بـ"القزع"، إلى الجنس اللطيف. ومسّ شريحة من المراهقات بعدما كان هذا النوع من الحلاقة يستهوي الكثير من الشباب، وخاصة المراهقين؛ إذ تَفنن الحلاقون والحلاقات في تصميم بعض القصات، التي أدخلوا عليها بعض الخطوط والرموز والإيحاءات، وأصبحت تحمل بعض الدلالات التي تعبّر عن مشاهير أو شخصيات غربية، وهي الظاهرة الغريبة التي أصبحت تستهوي المراهقات، اللواتي اخترن التمرد عن الحلاقة التقليدية.
وقفت "المساء" لدى تجولها ببعض أحياء البليدة وتحديدا ببلدية العفرون، على اختيار بعض المراهقات اللاتي لا تتجاوز أعمارهن 15 سنة، قصات شعر غريبة؛ إذ يتم حلق أسفل الشعر بصورة دائرية بينما يتم الإبقاء على الشعر الذي يغطي أعلى الرأس. وأكثر من هذا، حتى تبدو الحِلاقة واضحة، يتم رفع كل الشعر إلى الأعلى، ليظهر التصميم الذي أرادت الفتاة إظهاره. وهي الظاهرة التي استنكرها بعض المواطنين الذين استجوبتهم "المساء"، واعتبروها من الظواهر الدخيلة عن المجتمع، يجري الترويج لها عبر منصات التواصل الاجتماعي، وما يتم عرضه من نماذج منحرفة، يسارع المراهقون في غياب الرقابة الأبوية، إلى تقليدها تحت عنوان مواكبة الموضة والعصرنة. وحتى بعض المسلسلات التلفزيونية العربية، هي الأخرى تبنت الممثلات فيها ـ على حد قول مواطنة ـ هذا النوع من الحلاقة، الذي فتح باب التقليد، مع الإشارة إلى أن صاحبات محلات الحلاقة مدعوات إلى التحلي بالوعي، وعدم قبول هذا النوع من القصات التي لا تمتّ بأي صلة لعادات المجتمع الجزائري، وتهدد قيم المجتمع، وتفتح باب الانحراف.
الإمام الخطيب أيمن بن شعبان: الظاهرة خطيرة جدا
وصف الأستاذ أيمن بن شعبان، إمام خطيب، الظاهرة بالخطيرة؛ لكونها امتدت لتمس الفتيات والمراهقات، بل حتى البالغات منهن، اللائي يقبلن على حلق شعرهن بطرق غريبة ومنحرفة؛ الأمر الذي يستوجب أخذ الحيطة والحذر، مرجعا السبب إلى الانفتاح والغزو الثقافي عبر منصات التواصل الاجتماعي، ومؤكدا أن الغرب، اليوم، يعمل على فكرة جديدة، وهي بناء الفرد العالمي؛ بحيث يؤسسون لأفراد يقومون جميعا على نفس الأفكار، والعادات، والمظهر؛ بهدف القضاء على قيم المجتمعات الإسلامية. ويشجعون على الانتماء إلى عوالم لا تمتّ بصلة لا لدين، ولا قيم أو مبادئ؛ قال: "هو أمر خطير، خاصة إن كان يتعلق بالمرأة التي تُعد عماد المجتمع".
وحسب المتحدث، فإن مثل هذه الأفكار التي يجري الترويج لها، لا بد من التفطن لها؛ لأخذ الحيطة والحذر منها؛ لأن هذه السلوكات التي تستهدف المظهر والتي بدأت بالترويج لوضع الأقراط في مناطق مختلفة من الجسم وامتدت، أيضا، لتمس الرأس، وتفسد مظهر المرأة؛ بحثها على الابتعاد عن الفطرة التي فطرها عليها الله. ومن هنا ينبغي التوجه، حسب الأستاذ أيمن، "إلى التوعية والتحسيس حول مثل هذه المظاهر، خاصة من طرف المؤسسات المسجدية؛ حتى لا تنتشر، ويصبح من الصعب محاربتها أو التحكم فيها".
ومن جهة أخرى، أشار المتحدث إلى أن حلق بعض الشعر والإبقاء على بعضه أو ما يُعرف بـ«القزع"، نهى عنه النبي، صلى الله عليه وسلم، فما بالك بالمرأة؛ لأن فيها مخالفة للفطرة. وهذا غزو ثقافي، يستهدف تحطيم المرأة، والقضاء على ما تبقّى لها من أنوثة؛ على اعتبار أنها عماد المجتمع، مشيرا بالمناسبة، إلى أن الأسرة مدعوة للانتباه إلى مثل هذه التصرفات؛ من خلال مراقبة منصات التواصل الاجتماعي التي تروّج لمثل هذه الأفكار، التي لها انعكاسات كثيرة، توحي بأن الفتاة أصبحت حرة، ولها أن تفعل بمظهرها ما تشاء. وهو انسلاخ خطير، ينبغي الحذر منه.
وختم المتحدث قائلا: "لا بد للحلاقات أن لا يساهمن في الترويج لمثل هذه الحلاقات بغض النظر عن ثمنها، وأن يعملن، بدورهن، على محاربة الظاهرة؛ لأن المال الذي يتم جنيه من وراء مثل هذه القصات، حرام؛ لكونه يساهم في الترويج لعادات الغرب، التي تضرب قيم المجتمع، وتشجع على الانحطاط".