لتحفيز المواطنين على التبرع بالدم

مراكز حقن الدم تستنجد بالمتطوعين

مراكز حقن الدم تستنجد بالمتطوعين
  • القراءات: 1092
رشيدة بلال رشيدة بلال
لا تزال المصالح الاستشفائية، رغم حملات التوعية والتحسيس المستمرة، تشتكي قلة المتبرعين بالدم، هذه الثقافة التي لا تزال محصورة بين أفراد الأسر وفي نطاق ضيق، من أجل هذا أضحت مراكز حقن الدم تستجيب لدعوات بعض المتطوعين من الذين يبادرون بالقيام بأيام إعلامية لتحفيز المواطنين على التبرع، وهو ما قامت به مجموعة "دير الخير" مؤخرا ببلدية القبة.
تقول المتطوعة ابتسام لعلوشي إن "دير الخير" عبارة عن مجموعة من الطلبة المتطوعين تنشط منذ حوالي 3 سنوات تقريبا في مجالات مختلفة تتعلق بتقديم المساعدات لكل شرائح المجتمع على غرار حملة تنظيف المساجد التي تحولت إلى تقليد يقوم به الذكور من الأعضاء في الجانب المخصص للرجال، بينما تتكفل البنات بالجانب المخصص للنساء، وحملات أخرى ترتبط ببعض المواسم كالدخول الاجتماعي. وفيما يتعلق بحملة التبرع بالدم، فهي تعتبر من بين الأنشطة التي يحرص عليها أعضاء المجموعة بالنظر إلى تدني ثقافة التبرع بهذا العنصر الحيوي في مجتمعنا وحاجة المصالح الاستشفائية لكل زمرات الدم، من أجل هذا نتصل بالمستشفيات حتى تزوّدنا بشاحنات حقن الدم والفريق المشرف على عملية أخذ الدم، فيما نتكفل نحن بتحفيز المواطنين على التبرع من خلال توعيتهم، أي نكون بمثابة همزة وصل بين المواطن والطاقم الطبي المكلف بأخذ الدم.
وفي ردها عن سؤالنا حول مدى تجاوب المواطنين مع الحملة، أكدت محدثتنا أن المواطنين بحكم التجربة الميدانية لمجموعة "دير الخير" لا يفتقرون لثقافة التبرع بالدم، وإنما  تلهيهم الأشغال اليومية على التنقل إلى المستشفى للقيام بهذا العمل الإنساني، بينما يحمل آخرون معلومات خاطئة حول التبرع بالدم في حد ذاته، من أجل هذا نقوم بتوعيتهم حول أهمية الإقدام على هذه الخطوة كعمل خيري، كما نستغل الفرصة من أجل التعريف بنشاطات المجموعة ومساعدة أكبر عدد ممكن من المحتاجين في مجالات مختلفة".
اقتربت "المساء" من الطاقم الطبي بشاحنة حقن الدم، وفي رده على سؤالنا حول مدى استحسانه لمثل هذه المبادرات الناجمة عن متطوعين، قالت الدكتورة واكلي، العاملة بمصلحة حقن الدم "إن مثل هذه المبادرات في غاية الأهمية كونها تساهم بنسبة 100 بالمائة في جلب متبرعين وتشجيعهم على التقرب من مصالحنا لإعطاء القليل من دمهم، لأن ثقافة التقرب من المؤسسات الاستشفائية قليلة جدا، ولا تزال محصورة في الضرورة المرتبطة بأحد أفراد العائلة، لذا نرحب بكل المبادرات الخيرية التي من شأنها أن تؤمن لنا ولو عدد قليل من المتبرعين، ولا أخفيكم ـ تعلق ـ :«الدم يعتبر من العناصر الحيوية التي لا تباع ولا تصنع، لهذا تكون حياة الكثير ممن هم في حاجة إلى الدم معلقة على أمل وجود حس بالمسؤولية تجاه كل من في إمكانه التبرع".
التبرع بالدم خطوة صحية وتعكس مدى الوعي المجتمعي، حسب الدكتورة أوكلي، وتقول "نتمنى لو يبادر كل الأفراد من الذين تزيد أعمارهم عن 18 سنة بالتبرع على الأقل مرة أو مرتين في السنة فيفيدون من هم بحاجة إلى الدم ويستفيد المتبرع الذي  يعتبر عملية التبرع فرصة لتجديد دمه واكتساب معلومة جديدة حول أهمية عملية التبرع الصحية والدينية والدنيوية".