"قطار سريع" للالتحاق بمناصب الشغل

مراكز التكوين المهني الفرصة المثالية لاستدراك التحصيل العلمي

مراكز التكوين المهني الفرصة المثالية لاستدراك التحصيل العلمي
  • القراءات: 1913
نور الهدى بوطيبة نور الهدى بوطيبة
توفر مؤسسات التكوين المهني المنتشرة عبر مختلف ولايات الوطن، حصصا تكوينية  تتعدد مراكزها أحيانا داخل نفس البلدية لتشتمل عدة اختصاصات، وتعطي الفرصة للذين لم تتسن لهم إمكانية مواصلة دراستهم في الثانويات أو الجامعات، بغية الحصول على مهارات تأهيلية، ولا يقتصر الأمر على الشباب والدارسين أو الجامعيين، وإنما يمتد إلى بعض الموظفين في مؤسسات عمومية، من أجل نيل شهادات أخرى مختلفة عن الشهادة الجامعية.
انطلقت «المساء» في عمل صحفي ميداني، جبنا من خلاله بعض المؤسسات التكوينية للإطلاع على خيارات الشباب في الالتحاق بدروس تكوينية تؤهلهم لعالم الشغل، كانت وجهتنا الأولى الجامعة المركزية ‘يوسف بن خدة’، اقتربنا من بعض الطلاب لمعرفة مدى اهتمامهم بالحصول على شهادة تقني سام إلى جانب شهادتهم الجامعية، فقال طالب بمعهد الصيدلة بأن الفكرة راودته كثيرا، إلا أن ضيق الوقت لم يسمح له بالالتحاق بالمعاهد التكوينية، وأردف قائلا: «رغم أن اختصاصي المتمثل في الصيدلة يمكّنني من الالتحاق بعالم الشغل دون الحاجة إلى تكوين إضافي، إلا أنني أرغب في نيل تكوين تأهيلي إضافي يمكّنني من أن أصبح شخصا متعدد الكفاءات»، وأوضح أن هناك عدة مجالات على الفرد إتقانها، لاسيما الإعلام الآلي واللغات الأجنبية.
من جهتها، لم تخفِ ماريا، متخرجة من معهد الحقوق، كانت بالجامعة المركزية للالتحاق بقسم اللغات التي توفره الجامعة على شكل دروس تدعيميه، بأنها ستقبل قريبا على تسجيل نفسها ضمن أحد المراكز التكوينية، إلا أنها لم تقرر بعد أي اختصاص، وأنها تتردد بين الإعلام الآلي أو فنان في الرسم «غرافيست».
ولا يعتبر عاملا العمر أو المستوى الثقافي معيارا للالتحاق بتلك المؤسسات التكوينية، هذا ما تأكدنا منه عند اقترابنا من طلاب المركز التكويني المتخصص في الإعلام الآلي ببلدية المحمدية، مراهقين، شباب، رجال ونساء من مختلف الأعمار التحقوا، بعد الساعة الرابعة مساء، على مركز التكوين المهني والتمهين في المحمدية للالتحاق بمختلف التخصصات التمهينية وعدم تفويت فرصة تلقي مهارات تكوينية.
ومن أهم تلك التخصصات، قاعدة المعلوماتية وشبكة المعلومات كلها تتعلق بالإعلام الآلي، أساتذة ومختصون أكفّاء جعلوا من هذه المؤسسة ذات السمعة الحسنة المركز المثالي للراغبين في نيل شهادات إعلام آلي تعطي لحامليها إمكانية الالتحاق بمناصب شغل بشكل سريع، بفضل المستوى العلمي الذي توفره تلك المؤسسة.
وحسب مصدر مطلع من المركز، فإن رغبة الالتحاق به في تزايد مستمر، وللالتحاق بمقاعده لابد على الراغب أن يكون له مستوى الثالثة ثانوي، وهناك أقاويل تروج بأن الالتحاق به في السنوات اللاحقة يستدعي شهادة البكالوريا، الأمر الذي يجعل الطلب عليه يتضاعف مع كل دخول اجتماعي.
وأضاف نفس المصدر أن الالتحاق بمراكز تكوينية لم يصبح مقتصرا على الذين لم تتسن لهم فرصة أو إمكانية مواصلة مسارهم الدراسي سواء المتوسط أو الثانوي، وإنما يخص حاملي شهادة البكالوريا أو شهادة الليسانس أو أية شهادة مشابهة، خصوصا أن الكثير من المؤسسات العمومية تبحث في السنوات الأخيرة على شهادة التقني السامي لشغل مناصب عديدة في تخصص معين، مما يجعل الأفراد يقبلون عليها بشدة لضمان الالتحاق بمناصب شغل بعد التخرج.
وفي المركز اقتربنا من طالبين ليسا كباقي الطلاب، في سنتهما الثانية، السيد كريس والسيدة حياة زملاء عمل وزملاء قسم، حيث يعمل كلامهما في أكاديمية المؤسسات التربوية. أشارا إلى أن قرار التحاقهما بهذا المركز التكويني كان بعد تشاور طويل خلال السنة التي سبقت التحاقهما، خصوصا أن خلال تلك الفترة كانت المؤسسة تمنح ترقيات للذين لهم شهادات تعليمية مختلفة، الأمر الذي دفعهما إلى الانضمام إلى هذه المدرسة. وفي السياق، قالت حياة: «تطلب منا الأمر عزيمة قوية خصوصا في مرحلتنا العمرية هذه، فضلا عن رزنامة العمل التي لا تمنحنا إلا وقتا ضيقا، مما دفعنا إلى الالتحاق بدروس الفترة المسائية فقط، أي من الساعة 16 إلى غاية الساعة 19، رغم أن الأمر يبدو مرهقا إلا أننا اعتدنا عليه وأصبح يوفر لنا متعة حقيقية، حيث أن اكتساب معارف وثقافات جديدة غير محدد بعمر معين».
والشيق في الأمر، حسب الطالبين، أنه بعد انتهاء مدة الدراسة النظرية تكون للطالب فرصة الالتحاق بتربص ميداني في مؤسسة حسب اختياره، وهي فرصة الشاب الذي لم يعمل من قبل، اكتشاف عالم الشغل ومحاولة الاندماج فيه لتسهيل مستقبله العملي.
وعلى صعيد آخر، كانت لنا وجهة ثانية نحو مركز التكوين المهني بحي إسماعيل يفصح بدائرة الدار البيضاء، وهو في نوع آخر من التخصصات، حيث يحتضن خصوصا النساء الراغبات في تعلم أصول الحلاقة والطبخ والخياطة، هي المجالات التي يشتد عليها الطلب من طرف الفتيات الراغبات في شغل وقت فراغهن وتعلم حرفة تكسبهن صنعة يسترزقن منها، وكانت المستويات، حسب أستاذة من المركز، لا تتطلب شهادة التعليم المتوسط أو الثالثة ثانوي وإنما بعضها اكتفت بالسنة الأولى متوسط وأخرى الثانية ثانوي، في حين كانت تخصصات أخرى تستدعي القراءة والكتابة فقط.
إلى جانب ذلك، يقترح المركز التكويني دورات تكوينية في مجال المحاسبة وتربص مكتبي، وكذا الإدارة وهي تخصصات تستقطب خاصة الشباب الراغبين في الالتحاق بمناصب شغل إدارية.
وفي نفس المركز، كان لنا لقاء مع الشاب رمزي الذي قدم بحثا عن تخصص إدارة الموارد البشرية، إلا أن مديري المركز التكويني وجهوه نحو مركز آخر لعدم توفرهم على ذلك التخصص، وأوضح لنا أنه عاطل عن العمل منذ سنتين، فبعد فشله في نيل شهادة البكالوريا بعد ثلاث محاولات، قرر أخيرا الالتحاق بمركز تكويني لتلقي دورات في إدارة الموارد البشرية، وهو التخصص الذي يفتح أمامه فرصا عديدة للشغل، خاصة أن لكل المؤسسات العمومية والخاصة فرع خاص بالمؤسسة لإدارة الموارد البشرية.