سواء في البحر أو المسابح

مراقبة الأطفال واجبة

مراقبة الأطفال واجبة
  • القراءات: 920
نور الهدى بوطيبة نور الهدى بوطيبة

شدّدت أسماء عاكري، مدربة سباحة بالمسبح شبه الأولمبي بحديقة تيتو بباب الزوار، على ضرورة تشديد المراقبة والانتباه للأطفال عند ممارستهم السباحة سواء في البحر أو في المسابح المخصّصة لذلك، خاصة مع ارتفاع حالات الوفيات الناتجة عن الغرق بين صغار السن سنويا، إذ تكلّف غفلة الثواني كارثة حقيقية منبّهة إلى أنّ الغرق من المسبّبات الرئيسية للوفاة والإعاقة الشديدة بين الأطفال والتي ترتفع إحصاءاتها كلّ سنة. 

أضافت المدربة، أنّ نسبة حالات غرق الأطفال دون الـ10 سنوات تصل إلى 90 بالمائة من إجمالي حالات الغرق بين الأطفال، بينما تصل النسبة إلى 75 بالمائة للأطفال دون الـ4 سنوات، مشيرة إلى أنّ هذا راجع إلى قلة انتباه الأهالي، حيث يكفي تشتيت انتباه بسيط لتحدث المأساة، لاسيما صغار السن دون الأربع سنوات، الذين لا يدركون تماما كيفية التعامل عند السقوط في الماء، أو جذب التيار لهم، أو مصارعتهم موجة تفوقهم حجما.

وأوضحت المتحدّثة أنّ معظم حوادث الغرق تعرفها أحواض السباحة، سواء في المركبات الرياضية أو المسابح المنزلية وأحواض الاستحمام، كما أنّ بعض حوادث الغرق تحدث في البحر، ولهذا لابدّ أن يسبح الأطفال تحت أعين أوليائهم، وأن يكون كلّ طفل أو طفلين تحت مراقبة شخص بالغ، مؤكّدة أنّه في بعض الأحيان يتكفل فرد واحد بمراقبة عدد كبير من الأطفال والسباحة معهم، إلاّ أنّ هذا كذلك خاطئ وخطير، فلا يمكن مراقبتهم جميعا، ما قد يؤدي كذلك إلى تعرّض أحدهم لمشكل عند التركيز على مراقبة طفل آخر.

وأفادت عاكري بأنّ معظم حوادث الغرق في أحواض السباحة تحدث عندما يكون الآباء غير متواجدين مع أطفالهم أو عند ترك طفل أو مجموعة أطفال يسبحون بمفردهم، مشدّدة على ضرورة مراقبة الأطفال بصفة مستمرة أثناء تواجدهم بالقرب من مصادر المياه حتى في حالة إجادتهم للسباحة، أو ارتدائهم سترات النجاة حيث يحدث الغرق في صمت وخلال ثوان معدودة. وأضافت أنّه من الضروري تعليم الأطفال السباحة في سنّ جدّ متقدمة، وذلك بالاستعانة بمرشدين ومدربين، حتى بالاستعانة بحوض الاستحمام، مشيرة إلى أنّ ذلك واحدة من وصايا ديننا الحنيف "علموا أبناءكم السباحة والرماية وركوب الخيل"، وهذا دليل على أهمية هذه النشاطات للطفل، وضرورة تعلّمها خاصة السباحة نظرا لأهميتها وقد بدأت الوصايا بها.

وشدّدت المدربة على أنّ تلقين الطفل السباحة كفيل بتفادي هذا النوع من الحوادث، ولو نسبيا، لتبقى حينها المراقبة ضرورية لكن بكلّ متعة، لاسيما للأقل سنا، وذلك بالقيام ببعض التصرفات التي تحميهم من خطورة تعرضهم لمثل هكذا حوادث، مثل وضع حواجز تمنعهم من الوصول إلى مصادر الماء والتأكّد من وضع هذا الحاجز بصورة صحيحة حتى ينمو الطفل باستمرار وتزداد مهاراته، مع الحرص على ارتداء سترات النجاة عند السباحة.

وعن دروس تعلّم السباحة، تقول المدربة، إنّ السباحة تبدأ عادة من خلال تعليم الأطفال عدم الخوف من الماء، مشيرة إلى أنّه كلّما بدأت الدروس في مرحلة متقدّمة كلّما كان ذلك سهلا على الطفل، لاسيما وأن الرضيع معتاد على السباحة عندما يكون في بطن أمه، إذ يسبح حينها بقدرة الله في سائل يحميه إلى غاية ولادته، وأضافت أنّ المرحلة الثانية من الدروس تكون بتعليمهم رفع رؤوسهم وأخذ نفس ثم كيف يطفون ويتنفسون بشكل صحيح أثناء القيام بحركات اليدين للسباحة والتحرّك.  ورغم كلّ ذلك تبقى أعين الأولياء على أطفالهم خلال السباحة أمرا ضروريا، حتى وإن أتقنوا ذلك، فسوف يساعدهم في حالة وقوع مشكل إلى حين وصول الأباء، مشدّدة على أهمية اتقان المشرفين على مراقبة الطفل، عملية الإنعاش القلبي في حال تطلّب الأمر ذلك، فالطفل يفقد وعيه خلال نصف دقيقة.