محمد عمورة منسق ما بين الجمعيات:

مرافقة طفل التريزوميا منذ الولادة تسهل تمدرسه

مرافقة طفل التريزوميا منذ الولادة تسهل تمدرسه
  • القراءات: 3196
رشيدة بلال رشيدة بلال

دفعت الخبرة المهنية التي تكونت لدى السيد محمد عمورة، في مجال التعامل مع الأطفال المصابين بالتريزوميا «21»، بعد أن كان عضوا ناشطا في الجمعية الوطنية للإدماج المدرسي والمهني»انيت»، إلى التفكير في إنشاء جمعية «تريزوميا... تريزوميا الجزائر.. شعارها مدرستي مستقبلي»، للتكفل بالانشغالات التي تعانيها هذه الفئة فيما يتعلق بالتمدرس.

وقوف السيد عمورة على التقدم الذي تحرزه ابنته أسماء، البالغة من العمر سبع سنوات والمصابة بالتريزوميا، من تقدم مدرسي بمدرسة «تماني» التابعة لجمعية «ألف» بالشراقة، التي أخذت على عاتقها التكفل بتعليم هذه الفئة، دفعه إلى المساهمة من جهته في تمكين أكبر عدد من الأطفال المصابين بالتريزوميا من بلوغ هذا الحق، بالنظر إلى الصعوبات التي تواجههم وتجعل أغلبهم يحرمون من الحق في التعليم.

ينشط اليوم محدثنا كمنسق مع جمعيات من البليدة وبومرداس والعاصمة لحل انشغال واحد، وهو التمدرس، ويشرح: «أطفال التريزوميا يعانون من مشكل حقيقي، فعند بلوغهم سن التمدرس نجد أن مديرية النشاط الاجتماعي التابعة لوزارة التضامن تفتح أقساما مكيفة لهذه الفئة، لكن حتى يلتحق الأطفال بالمدرسة لابد أن يخضعوا لاختبار القبول، إن صح التعبير.

السؤال المطروح؛ هل طفل التريزوميا الذي يفترض اأنه بلغ سن التمدرس محضر لاجتياز هذا الاختبار؟ والجواب هو لا، بسبب عدم مرافقته، بالتالي يحرم في سن 6 سنوات من الحق في التمدرس فقط لأنه غير محضر، والأسباب مختلفة، فقد يصعب على بعض الأولياء وضع أبنائهم في جمعيات تتكفل بتعليمهم في المرحلة التحضيرية بسبب الاكتظاظ، فمثلا جمعية «أنيت» وحدها أخذت على عاتقها تعليم 900 طفل عبر مختلف ولايات الوطن.

كما أن بعض روضات الأطفال تملك تعليمة مفادها رفض استقبال هذه الفئة، بحجة عدم وجود مختصين للتكفل بهم، لهذا ننظر كأولياء إلى هذا الإجراء على أنه أقصى أبناءنا وحرمهم من الحق في التمدرس، مشيرا إلى أن طفل التريزوميا لا يملك مشروعا  حياتيا، ويواصل بالقول: «نحن ننوي من خلال تعليمهم، تمكينهم على الأقل من الاندماج في المجتمع،  شأنهم شأن أقرأنهم في الدول الأوربية الذين تمكنوا عن طريق المرافقة من جعل هذه الفئة تعتمد على نفسها».

يقول السيد عمورة «نعترف حقيقية بأن أطفال التريزوميا يختلفون عن غيرهم، لكن الاختلاف يتعلق فقط بحاجتهم إلى المرافقة التي ينبغي أن تبدأ منذ الولادة وإلى غاية سن التمدرس ليكونوا محضرين من أجل ولوج المدرسة، حتى وإن لم يعول عليهم في المستقبل ليكونوا إطارات نتطلع على الأقل لجعلهم قادرين على الاندماج بالمجتمع لا عالة عليه، وهذا يقودنا إلى طرح إشكالية أخرى تتمثل في عدم تكوين مختصين لمرافقة أطفال التريزوميا، وهو إشكال آخر  ساهم في حرمانهم من عدة حقوق.

تعليم أطفال التريزوميا إشكالية تحتاج إلى تدخل مهنيين ومختصين، حسب محدثنا، وفي غياب هذا لا يمكن مطلقا القول بأننا نقدم لهم يد المساعدة، بالتالي الجهات المعنية كوزارة التضامن ووزارة الصحة مدعوة للتدخل من أجل الأخذ بيد طفل التريزوميا،  ولعل أول عمل يجب القيام به هو إحصاء هذه الشريحة. مشيرا إلى أنه إلى حد الساعة لا نعرف العدد الحقيقي للمصابين بالتريزوميا في الجزائر.