عنابة

مرافقة الأبناء إلى المدرسة بالحلوى و’’طمينة الغرس”

مرافقة الأبناء إلى المدرسة  بالحلوى و’’طمينة الغرس”
  • القراءات: 1472
❊ سميرة عوام ❊ سميرة عوام

تتفنن ربات البيوت والأمهات بعنابة مع الدخول المدرسي الجديد، في إعداد حلوى الفأل التي تحضر ليلة قبل الدخول المدرسي، لتوزع على الصغار صباحا، خاصة الذين يدخلون أول مرة المدرسة، حيث يتم تجهيز الرفيس التونسي أو الطمينة المصنوعة من دقيق القمح والمكسرات، وهي حلويات تعطي طاقة بدنية وفكرية للتلميذ، كما تعتبر ـ حسب معتقد الكثيرات ـ فأل خير على المتمدرسين، حيث تكون طمينة الغرس مصحوبة ببعض الحلوى والشكولاطة، يحملها التلميذ مع وجبته اليومية، خاصة في اليوم الأول، حتى تكون دراسته سهلة.

 

في سياق متصل، تحرص الأمهات على مرافقة أبنائهن إلى مدارسهم، مع تشجيعهم على التحصيل الدراسي، وقد توسعت ظاهرة مرافقة الأبناء طيلة السنة من طرف أمهاتهم. هناك أطباء ومختصين في الطب النفسي من اعتبروا أن هذه الظاهرة تحمل معها بعض الإيجابيات والسلبيات، يخص الشق الإيجابي المتعلق بالمرافقة اليومية، مراقبة تحركات الإبن، خاصة في الطور الابتدائي، من خلال التعرف على رفقائه والتقرب من المدرسين، كل هذا يسمح للأم أن تكون المساعد رقم واحد لابنها، وتزيد من ثقته في البحث عن مواطن النجاح وتدارس كل نقاط الضعف داخل القسم.

فيما اعتبر مختصون آخرون أن المرافقة اليومية للتلميذ، تخلق منه تلميذا اتكاليا وسلبيا، خاصة من تعدى عمره مرحلة الابتدائي، كما يتعلم الطفل الكسل وعدم الاعتماد على نفسه في مواجهة المجتمع الداخلي، الذي يتمثل في  القسم والمعلم والتلاميذ، وعليه يفضل، حسب الدراسات المقدمة من طرف الأساتذة والتربويين في علم النفس والاجتماع، أن تكون مرافقة الطفل في مرحلة التحضيري وبداية الطور الأول، إلى أن يتأقلم التلميذ مع محيطه الجديد، ثم على الأولياء مصاحبته من بعيد ومرافقته في ظروف خاصة فقط،  للحفاظ على تكوينه السليم، مع زيادة الثقة في النفس.

على صعيد آخر، أكد المختصون في علم الاجتماع بجامعة باجي مختار في عنابة، أن على الأولياء التقليل من مصروف الجيب، لأنهم يرون أن المصروف الذي تخصصه الأمهات والأولياء لأبنائهم، يجب أن يكون مدروسا، لتفادي بعض المشاكل التي قد يقع فيها الطفل، منها تخصيص المصروف في شراء أشياء غير مفيدة له، مثل الدخان والأكلات السريعة وغيرها، وعليه تدخل آلية المرافقة في كيفية تدريب التلميذ على التعامل مع المصروف الجيبي، مع مراقبة عملية اقتناء حاجاته اليومية.