ليلها كنهارها

مدينة تنس قبلة المصطافين بامتياز

مدينة تنس قبلة المصطافين بامتياز
  • القراءات: 2594
م.عبد الكريم م.عبد الكريم

تُعد مدينة تنس الساحلية نقطة عبور مختلف الشواطئ باتجاه ولاية مستغانم غربا وتيبازة شرقا. زائر هذه المدينة يجد ليلها كنهارها؛ حركة دؤوبة، محلات مفتوحة ونشاطات عديدة تستمر إلى ساعات متأخرة من الليل. عائلات تتخذ من شواطئها منفذا لرسم لوحات يلتقي فيها أفرادها، ويصنع الجميع فرحة لا توصف لهذه المدينة الساحلية، التي فتحت أبوابها لضيوفها مع كل صائفة تمتزج فيها زرقة البحر بالطبيعة الخلابة الخضراء، تحاكي ليالي مدينة تنس العذراء.

 

 فمن شاطئ مرينة مرورا بالشاطئ المركزي وصولا إلى شاطئ الإنكليزية رحلة يختزلها الضيوف لقضاء أيام معدودات بهذه المدينة؛ كارتينا، تنس القديمة، سيدي مروان، جامع تنس العتيق، المناطق الأثرية التي تسخر بها المدينة، كلها عوامل كانت سببا في الحضور المكثف والزيارات المتتالية للمواطنين من كل حدب وصوب، ليلتقي الكل بهذه المدينة التي يجد فيها كل زائر سحرا خاصا؛ فأينما تقع عيناك تجد ما يروقك ويعجبك؛ محلات لبيع المثلجات وأنواع المكسرات، مقاه تقدم أجود أنواع الشاي وكأنك تعانق جنوبنا الواسع، كورنيش مدينة تنس نقطة مختلف شرائح المجتمع؛ شبابا، رجالا، نساء وأطفالا يصنعون بجلوسهم فيه ديكور مميزا، حيث الاستمتاع بحكايات من هنا وقهقهات من هناك، مزاح وعناق بين الأحباب، ألعاب مختلفة تستهوي الأطفال الذين يصنعون بأصواتهم العالية شكلا من أشكال الفرحة والطمأنينة وبراءة هذه الشريحة، لتبقى ذكرى من بين ذكريات صائفة مدينة تنس الساحلية.

وقد وجد زوار المدينة في رجال الأمن العين الساهرة على أمن المدينة وسلامة مواطنيها. وفي حديثنا مع بعض المصطافين أكدوا عشقهم للمدينة التي وصفوها بالمدينة الكريمة التي ترحب بضيوفها مع كل صائفة، حيث يدب فيها النشاط والحيوية، طبعا بدون أن ننسى تاريخها العريق الضارب في عمق حضارة ولاية الشلف، والحال نفسها قد تنطبق على باقي المناطق الساحلية الأخرى، على غرار منطقة بوشغال، بني حواء، الدومية شرقا، وادي القصب، تاغزولت، عين حمادي، المرسى، الدشرية، غربا؛ فكل شاطئ من هذه الشواطئ يروي حكاية قد تشابه حكاية مدينة تنس التي تبقى الملاذ الوحيد لسكان الولاية وحتى المدن المجاورة مع كل صائفة.