بعدما استقطبت إليها الماكثات بالبيت

مدارس الطبخ والجمعيات المختصة تستهوي الجامعيات

مدارس الطبخ والجمعيات المختصة تستهوي الجامعيات
  • القراءات: 1289
نور الهدى بوطيبة نور الهدى بوطيبة

استقطبت مدارس تعليم الطبخ والجمعيات المهتمة بعالم المرأة الماكثة في البيت، خلال السنوات الأخيرة، عددا كبيرا من العاملات والجامعيات اللواتي سعين لتعلم سبل الطبخ الصحيح، الذي أضحى فنا لا بد من التحكم في قواعده، إلى جانب تخصصات أخرى؛ كالخياطة أو الطرز، بعد أن كانت هذه التخصصات تستهوي الماكثات بالبيت أكثر، حيث إصبحت، اليوم، تشهد إقبال عدد كبير من الطالبات الجامعيات وحتى بعض العاملات، حسبما وقفت عليه المساء خلال تنقّلها إلى جمعية "الأم الناجحة" بالعاصمة.

لقد لفت انتباهنا العدد الكبير لمدارس تعلم الطبخ والخياطة، التي انتشرت خلال السنوات القليلة الماضية؛ إذ تختلف الأسعار والتكاليف حسب نوعية المدرسة؛ لتنافسها بشدة مع الجمعيات التي تقترح رسوما رمزية مقارنة بنوعية خدماتها، الموجهة، أساسا، للنساء الماكثات بالبيت، واللواتي يعانين مشاكل مالية، تمنعهن من التوجه نحو مدارس بخمس نجوم. وحسبما أفادت بذلك بعض المتربصات، يمكن أن تجد النسوة في النهر ما لا يوجد في البحر، خصوصا أنهن تربصن على أيدي مختصات في الطبخ لا يرقى شك إلى نوعية طبخهن؛ يتخصصن في الحلويات من مختلف الأصناف والأنواع الجزائرية والغربية والشرقية، فضلا عن البيتزا، والمقبلات، وأنواع الخبز. وتلقى، اليوم، تلك المدارس والجمعيات إقبالا واسعا من طرف الفتيات؛ سواء الماكثات في البيوت أو الموظفات أو الطالبات ممن لهن مستوى دراسي محدود، أو حتى ممن كن يتمتعن بمستوى راق ومتقدم في الدراسات الجامعية، ولم يتسن لبعضهن فرصة دخول المطبخ، ولا يفقهن في الطبخ؛ الأمر الذي أجبرهن على تعلم الطبخ، لمواكبة جديد هذا العالم الذي لا ينتهي.

ولقد كانت جمعية "الأم الناجحة" واحدة من تلك الجمعيات الخيرية الناشطة بالعاصمة، والتي تلعب دورا مزدوجا؛ إذ تقوم بدورات تكوينية لفتيات من مختلف الفئات العمرية، على أيدي مختصات في الطبخ بأنواعه وكذا الخياطة وتخصصات فنية أخرى، تساعد العاملات هناك، في الانخراط في عالم الشغل، وتقديم خدمة للمجتمع. وبالمقابل، يتم جمع تبرعات لمساعدة الأطفال من عائلات معوزة أو اليتامى، وتقديم إعانات لعائلات في حاجة إلى ذلك. ولم تبق التربصات في ذلك النوع من الجمعيات، حسبما لاحظت "المساء"، مقتصرة على بعض الفتيات الماكثات في البيت، اللواتي لم تسمح لهن الظروف بمواصلة تعليمهن والتخرج بشهادات عليا، لتفتح لهن آفاقا مستقبلية، وتضمن لهن منصب شغل دائم، فإنها صارت، اليوم، قِبلة حتى للمتعلمات المتخرجات من الجامعة، واللواتي يتمتعن بمستوى دراسي عال، فقط يحاولن تعلم فن الطبخ بأصوله، ومواكبة العالم الحي الذي لا ينتهي لمجال الطبخ؛ بهدف استدراك، ربما، ما فاتهن من تعلم وصفات وأطباق وحلويات تقليدية أو عصرية، حسبما أكدت بعض المتربصات هناك في حديثهن إلـى المساء.

تقول فتاة تخرجت من الجامعة حديثا، إنها حاولت بشتى الطرق، إيجاد منصب شغل لكن بدون جدوى، فقررت رفقة إحدى قريباتها، التقدم من الحصص التعليمية في الطبخ، للحصول على قاعدة، تسمح لها بالانطلاق في مجال الشغل، وفتح محل خاص ببيع الحلويات التقليدية. وفي هذا الصدد قالت إحدى أستاذات الجمعية، إن هذا النوع من الفضاءات سواء الجمعيات أو المدارس الخاصة، فتح الرغبة أمام العديد من المتربصين، من بينهم رجال يرغبون في الالتحاق بهذا النوع من المدارس، ولا يهم اليوم مستواهم الدراسي، بل تكفي رغبتهم في تعلم أساليب الطبخ لسبب أو لآخر؛ فهناك من الجامعيين الذين لم يظفروا بمنصب شغل في مجال تخصصهم، قرروا تحويل ميولهم نحو الطبخ الذي يدرّ، اليوم، أموالا جيدة، في حين يحاول آخرون تحقيق حلمهم في الالتحاق بفنادق أو مطاعم راقية، ولا يتم ذلك إلا ببلوغهم النجومية في عالم الطبخ، الذي صار مجالا تنافسيا شرسا، يفتح آفاقا عديدة إذا ما بلغ الفرد مراحل متقدمة فيه.