عبد الكريم عبيدات:

مخطط الوقاية الجوارية ومكافحة المخدرات حقق نتائج مرضية

مخطط الوقاية الجوارية ومكافحة المخدرات حقق نتائج مرضية
  • القراءات: 1472
نور الهدى بوطيبة نور الهدى بوطيبة

كشف السيد عبد الكريم عبيدات، خبير دولي ومستشار للوقاية الجوارية ورئيس المنظمة الوطنية لجمعيات رعاية الشباب، أن 6 بالمائة من سكان العالم يدمنون المخدرات، حيث أشار إلى أن مختلف دول العالم تعاني هذه الآفة بدرجات متفاوتة، مما جعل كل واحدة منها تسعى إلى طرح مخطط وقائي أو علاجي لمحاربة هذه الظاهرة، وكانت تجربة الجزائر المتمثلة في المخطط من أجل الوقاية الجوارية الذي أطلقته المنظمة الوطنية لجمعيات رعاية الشباب ناجحا مما جعل الحكومة الفرنسية تطلب عرض محتواه في قصر مجلس الشيوخ الفرنسي بلوكسمبورغ، بهدف دراسة المخطط وتجربته.

ويقوم هذا المخطط الوطني للوقاية الجوارية لمكافحة المخدرات، على مبدأ البحث عن الأسباب الحقيقية وراء تعاطي الشباب للمخدرات، ويعتبر هذا المخطط -حسب عبيدات- وقائيا أكثر منه علاجي.

ويقول عبد الكريم عبيدات في حديث مع "المساء"، أنه بعد الخبرة الطويلة له مع فئة المدمنين في المجتمع، أدرك أن الطريقة المثلى لعلاجهم هي البحث عن ميكانيزمات جديدة، تتمثل في علاج نفسي أكثر منه طبي وصحي وعلاج بالأدوية والحبوب، إذ لابد أن يتم فهم السبب الذي دفع المدمن إلى تعاطي المخدرات، "وبذلك سوف نبحث عن الحلول التي تبعده عن جذور تلك المشاكل"، يقول المتحدث.

وتتعدد الأسباب، فتنقسم بين اجتماعية، اقتصادية وأخرى تربوية، كما يعد غياب السلطة الأبوية أحد الأسباب التي تدفع بالطفل إلى التسلط والخروج إلى الشارع وتبني السلوكات السلبية.

كما أن التهميش الاجتماعي، البطالة، وغلاء المعيشة يدفعان بالشاب أو المراهق إلى البحث عن وسائل تنسيه وضعيته الاجتماعية وتبعده عن التفكير الايجابي، حسب الخبير الذي اعتبر أن أكثر من 500 ألف شاب وشابة يطردون من مقاعد الدراسة سنويا، وهو من الأسباب الرئيسية أيضا لانحراف الشاب وتعويض فراغه باستهلاك المخدرات، فغياب التوجيه وغياب الحوار مع الطفل، أضف إلى ذلك طرده من الدراسة التي تعد أهم سبل التحضر، الكفيلة بأن تبعده عن الشارع بفضل العلم والمعرفة، يدفع به إلى الانقطاع عن النظام الاجتماعي، والانتقام من المجتمع بالانحراف نحو السرقة، العنف، وتعاطي المخدرات آو الكحوليات.  

وينقسم برنامج الوقاية الجوارية إلى قسمين؛ يشمل القسم الأول مكافحة آفة المخدرات وسط الشباب عبر تنصيب ثلاث حافلات متنقلة للعلاج النفسي التقاربي، مجهزة بفرقة طبية تضم أطباء في علم الاجتماع، النفس إلى جانب أطباء عامين وخلية جوارية لمديرية الأمن الوطني، وفي هذه النقطة، أبرز مستشار الوقاية الجوارية أهمية هذه الحافلات في التقرب من الشباب وجعلهم يؤمنون بأهمية القيام بحصص علاجية لتخليصهم من السموم التي يتعاطونها.

وأشار في مقام آخر، إلى أن الحافلات المتنقلة تلعب دورا فعالا على مستوى الأحياء الشعبية، حيث توجد نسبة كبيرة من الشباب والمراهقين، وتعد هذه الحافلات التي تتوجه إلى الابتدائيات، المتوسطات، الثانويات، الجامعات ومعاهد التكوين المهني أول تجربة على مستوى البحر الأبيض المتوسط، مؤكدا بأنها أول تجربة جزائرية في مجال التقرب من المدمن وانتشاله من واقعه السلبي، حيث يتم أسبوعيا اختيار مؤسسة تربوية لتنظيم ندوات ولقاءات توعوية وترشيد الطلبة والتلاميذ حول مواضيع مختلفة منها السيدا، المخدرات، التدخين والعنف المدرسي، وقد تم تسجيل إلى حد الساعة 995 خرجة، و1230 استشارة في الميدان وسط الأحياء الشعبية والمدارس بفضل "حافلة العلاج النفسي".