أكدوا على أهمية اكتشاف المرض مبكرا

مختصون يشيرون إلى نقص المراكز المتخصصة للتكفل بالمصابين بالتوحد

مختصون يشيرون إلى نقص المراكز المتخصصة للتكفل بالمصابين بالتوحد
  • القراءات: 916
س. زميحي س. زميحي

أكد المشاركون في محاضرة "فحص، تشخيص والتكفل بالطفل المصاب بالتوحد" التي نظمها نادي "اجقوا الاماس" بدار الثقافة "مولود معمري" في تيزي وزو مؤخرا، أن الجزائر تعاني من نقص في المرافق والمراكز المتخصصة التي من شأنها أن تضمن التكفل بهذه الشريحة، خاصة أن العديد من العائلات الجزائرية التي لها أطفال مصابون بالتوحد تواجه جملة من الصعوبات التي أثقلت كاهلها فيما يخص التكفل بطفلها من كل النواحي، داعين إياها إلى عدم الاستسلام واعتبار الطفل المصاب بالتوحد معاقا، وإنما حالة تتطلب المرافقة اليومية من أجل التكفل به وتسهيل تواصله وإدماجه اجتماعيا. تطرق الدكتور لوون موال جون، طبيب نفسي بمركز التوحد في فرنسا، في محاضرته حول أهمية تواصل الأسرة مع المريض، إلى تأثير هذا المرض على الأسرة التي تحمل على عاتقها عبئا ثقيلا قائلا: "للمرض تأثير على العائلة في عدة جوانب نفسية، شعورية، اجتماعية يترتب عنها تركيز الأسرة لجهودها من أجل الوقوف إلى جانب المريض بالتوحد على حساب أطفالها العاديين، لما تفرضه ظروف مرافقة المريض يوميا بهدف المساهمة في تحسين تصرفاته التي تتصف غالبا بالعدوانية والعنف إما إزاء عائلته أو أغراضه.

وأشار المحاضر إلى أن مريض التوحد يختلف من حالة لأخرى، تترجمها التصرفات والأعراض الخارجية التي تصل إلى حد وقوع أزمات، يعبر من خلالها الطفل عما يريد، مركزا على دور الأم في تشخيص حالة ابنها كونها على اتصال دائم معه ويمكنها ملاحظة التغيّر الذي تتسم به تصرفاته، منوها بأن التشخيص قضية صعبة لأنها مرتبطة بالجسد. من جهتها الدكتورة رويشي، طبيبة بالمؤسسة الاستشفائية المتخصصة في الشراقة، أشارت إلى أن كل طفل من أصل 100 أو 150 يحملون أعراض مرض التوحد وأن بين 3 إلى 4 مصابين من الذكور وحالة واحدة من البنات، مضيفة أن ما بين 70 إلى 80 بالمائة حالة اضطرابات عقلية تتبع التوحد، وأن أغلبية الأولياء عند قيامهم بتشخيص حالة طفلهم الصحية يقصدون طبيبا عاما في حين أن مثل هذه الحالات تتطلب استشارة أطباء مختصين، لاسيما أن التشخيص يمكن أن يحدد إصابة الطفل بالتوحد من عدمه في عمر يتراوح بين 18 شهرا إلى عامين، كما أن حالة المريض تختلف من شخص إلى آخر، مؤكدة  أن الجزائر تعرف نقصا كبيرا في مجال المرافق والمراكز المتخصصة في التكفل بهذه الشريحة.

كما تطرقت الدكتورة ياسمينة بلكحلة، طبيبة بالمؤسسة الاستشفائية المتخصصة في الشراقة، إلى الصعوبات التي تواجه عائلة الطفل المصاب بالتوحد، ومنها صعوبة فهم الداء والتكيف معه وكذا نظرة المجتمع إلى هذه الحالة، إضافة إلى المشكلة العويصة والكبيرة المتمثلة في نقص الإمكانيات والمراكز المتخصصة، مما يجعل هذه العائلات تصارع الزمن من أجل التكفل بطفلها بأحسن الطرق والوسائل. كما شرحت الدكتورة خصائص مرض التوحد، أسبابه وكيفية التصرف مع الطفل المصاب، حيث قالت بأن هذه الحالة تتطلب تلقين الطفل كل شيء لأنه لا يكتسب التعليم بنفسه، كما لا يعبر بالكلام، لكن غالبا ما تراه يحتج بأسلوبه العدواني الناتج عن الغضب الطفولي، مشيرة إلى أن من جملة الأعراض التي تظهر على الطفل المتوحد؛ صعوبة في الاتصال الاجتماعي، وحدوث خلل في الاستجابات، حيث يستجيب للأشياء أكثر من استجابته للأشخاص، كما يكرر حركات معينة دون كلل أو ملل، ويضطرب دائما من محاولات التغيير في حياته، مؤكدة أن الطفل يحتاج دوما إلى الرعاية والمساعدة في كل خطوات الحياة.