كشفت الإحصائيات التي قدمها أطباء مختصون في الطب الداخلي بالمستشفى الجامعي "عبد الحكيم ابن باديس" بقسنطينة، عن أن 12 بالمائة من المواطنين الراشدين على مستوى الولاية يعانون من مرض السكري، أي ما يعادل 12 ألف مصاب سنويا بهذا الداء الصامت.

أضاف الأطباء خلال اليوم تحسيسي حول داء السكري الذي احتضنه دار الثقافة "مالك حداد" مؤخرا، تحت شعار "لأجل خلق ثقافة جديدة.. القدم السكري"، أن 50 بالمائة من المرضى لا يدركون إصابتهم بهذا المرض، حيث أكد المشاركون على ضرورة الوقاية من هذا المرض وتفادي المضاعفات، خاصة أن السكري سبب مباشر في الإصابة بما يسمى "القدم السكري"، باعتبار أن مرض السكري يؤثر على كل أعضاء الجسم. كما أن تأثيره على القدمين من أكثر المضاعفات حدوثا وخطورة، ويتسبب ـ حسب المختصين ـ في تقرحات القدم وما يتبعها من التهابات وغرغرينا وتسمم التهابي، وهي المضاعفات التي تؤدي إلى بتر كلي أو جزئي للأطراف السفلية في المراحل الأخيرة، مضيفين في نفس  السياق، أن أزيد من 70 بالمائة من حالات البتر الناتجة عن داء السكري وقدم السكري يمكن تجنبها، إذ يستوجب على مرضى السكري معرفة تلك المضاعفات وأسبابها، للحيولة دون وقوعها من خلال مراجعة الأطباء المختصين بشكل دوري.

من جهة أخرى، أجمع المختصون على أن الرياضة والحركة من عوامل الوقاية من الإصابة بمرض السكري، إلى جانب مقاومة السمنة، حيث طالبوا الأشخاص بضرورة اتباع حمية في الأكل من أجل الوقاية الأولية باجتناب أعراض المرض، باعتبار أن الإحصائيات أكدت أن ضحايا السكري لا يموتون بسبب الداء وإنما في كثير من الأحيان،  بسبب المضاعفات التي يحدثها المرض، خاصة أنه يعد من بين الأسباب الأولى في الإصابة بأمراض أخرى، على غرار "القدم السكري" التي كانت محور اليوم الدراسي، إذ أنه يعتبر السبب الرئيسي لبتر القدمين، وكذلك العمى بالنسبة للأشخاص الأقل من 60 سنة، والعجز الكلوي وأمراض القلب والشرايين... وغيرها. مضيفين في السياق، أن داء السكري بات خلال السنوات الأخيرة يعرف ارتفاعا رهيبا، حيث تعد  الجزائر من بين الدول التي تعرف تزايدا وانتشارا كبيرين لهذا الداء الصامت.

للإشارة، عرف اليوم التحسيسي حول مرض السكري، إقبالا كبيرا من طرف المواطنين الذين قصدوا دار الثقافة "مالك حداد"، للتعرف أكثر على هذا المرض، كما ضم العديد من الأطباء والمختصين في مجال الأمراض المزمنة، حيث كان المواطنون على موعد طيلة اليوم مع العديد من المداخلات الهامة، مع عرض شروحات واسعة حول المرض والتعقيدات التي قد تنجم عنه، زيادة على تنظيم عدة نشاطات تخص   التحسيس بالمرض، مع تقديم النصائح الطبية اللازمة. كما تم خلال اليوم التحسيسي الذي لاقى استحسانا كبيرا من طرف المواطنين،  العديد من الاختبارات والأسئلة التي كانت تصب في مجملها حول اختبار مدى معرفة المواطن لمرض السكري وكيفية الوقاية منه، والتعرف على التعقيدات التي يسببها، على غرار الأمراض الأخرى، أهمها "القدم السكري" التي كانت محور اليوم الدراسي.

من المنتظر أن تكون هناك لقاءات أخرى أسبوعية لتوعية المواطنين وتقديم النصائح والإرشادات، لتفادي أو التقليل من نسبة الإصابة بهذا الداء، على غرار يوم تحسيسي سيقام الأسبوع المقبل، لفائدة النساء الحوامل المصابات بالداء، يليه يوم آخر سيخصص لداء السكري وعلاقته بالعين وغيرها من اللقاءات التحسيسية الأخرى.

❊شبيلة.ح