السعادة في العمل الواقع والحلول
مختصون يبحثون عن سبل ضمان ثلاثية الصحة والسعادة والإنتاج

- 589

نشط مختصون في طب العمل والصحة النفسية والعضوية، فعاليات المؤتمر الدولي الثاني حول ”السعادة في العمل”، الذي حمل شعار ”عرض للواقع”، المنظم من طرف ولاية الجزائر ومؤسسة ”صاب” لحلول الصحة النفسية والجسدية، حيث تطرق المختصون الذين قدموا مداخلاتهم العلمية بقاعة المحاضرات لولاية الجزائر، إلى العديد من المشاكل التي تعترض حياة العامل في مجال شغله، والعلاقة بين المستخدم والعامل والأمراض الناتجة عن ضغط العمل، والتي تنوعت بين الصداع النصفي والقلق المزمن الذي يولد بدوره أمراضا أخرى، على غرار الضغط الشرياني والسرطان.
تنوعت المواضيع المطروحة للنقاش بين الوقاية والحذر، حتى يكون العامل مرتاحا في عمله، ومنه جني نتائج إيجابية اقتصاديا، مع البحث عن حلول لضمان الراحة النفسية والجسمانية للعامل، من خلال التوصيات التي خرج بها المختصون في اليوم الثاني من المؤتمر، والتي ستعرض على كل من وزارتي العمل والصحة.
المختصة النفسية صباح مراكش: نحفز التكوين في المناجمنت
أشارت السيدة صباح الإصلاح مراكش، مديرة ”صاب” للحلول وتكوين العمال ومختصة نفسية، إلى أن المؤتمر جاء لعرض مختلف الحلول من أجل تحقيق مطلب الصحة والسعادة والإنتاج الذي يخدم العامل والمؤسسات، مشيرة إلى أن مؤسستها تضمن التكوين في المؤسسات، ومن بينها التكوين التقني وكل ما هو مناجمانت، مضيفة أن أي مشروع يحمل أهدافا، و”صاب” تعمل بدورها على ملئها من خلال الالتزام بعوامل الوقت والإمكانيات المادية والموارد البشرية، وأضافت: ”حاولنا من خلال الندوة، التركيز على قيمة الشخص في العمل، لأنه عبر كل بلدان العالم طغى التفكير فى التكنولوجيا التي غيرت حياتنا في كل المجالات التي اقتحمتها، لكن ماذا عن الإنسان؟ وتجيب: ”لابد أن يكون في مركزالإهتمام، نعم لدينا قوانين في الجزائر تحمي العامل، ونحن من جهتنا نحفز على التكوين في مجال المناجمنت، ولسنا نأمر الأشخاص بأن يكونوا سعداء، لكن نساعدهم على ذلك، لأن السعادة تؤثر على مرودية المؤسسة، ومنه اقتصاد البلاد الذي يتوقف علينا جميعا، وهذا يستوجب الحفاظ على صحتنا، ففي الدول المتقدمة يعطون أهمية كبيرة لهذا الجانب. أشارت المتحدثة إلى أن ”صاب” للحلول، بصدد التحضير لإنجاز البحث عن مدى سعادة الأشخاص في أماكن العمل، وما ينتظره الشخص من فضاء عمله، وما علينا القيام به كمسؤولين وأجراء، فلكل شخص مسؤولياته ا، لكن لابد للمرء أن يعمل في أجواء يشعر فيها بالراحة، ومنه السعادة التي تساعده على العطاء.
صارة كريمية مستشارة بوزارة العمل : حياة العامل في تحسن دائم
أشارت صارة كريمية، مستشارة وزير العمل والتشغيل والضمان الاجتماعي في تصريح لـ”المساء”، إلى أن بلوغ النسب المعتبرة في الإنتاج يكون بجعل العمال سعداء، مؤكدة أن وزارة العمل والضمان الاجتماعي تسعى بكل الطرق إلى تحسين مناخ العمل في الجزائر، من خلال سعيها إلى وضع الأطر والآليات لتطبيق القوانين في الميدان، في سبيل تحسين العمل في المؤسسات، مشيرة إلى أن هناك تحسن دائم، مذكرة في السياق بوجود ورشة مفتوحة تخص قانون العمل، تنتظر نتائج وتوصيات الملتقى لأخدها بعين الاعتبار.
مضيفة أن العامل يحتاج إلى التشجيع والشكر على المجهودات التي يبذلها من قبل مسؤوله، مؤكدة أن كل الهيئات التي لها صلة بالعامل بداية من ”أونساج” و«اونجام”، مرورا بالضمان الاجتماعي والوقاية الصحية في عملها المتكامل والتشاركي، تضمن سعادة العامل وعائلته أيضا، وأشارت إلى أن كل الدراسات أظهرت أن العامل السعيد سيقدم إنتاجية كبيرة، قد تصل إلى 65 بالمائة من المرودية. أكد من جهته السيد شوقي عاشق يوسف، المدير العام للصندوق الوطني للضمان الاجتماعي للعمال غير الأجراء، في تصريح لـ«المساء”، أنه يتمنى السعادة في العمل للجميع، وهو ما دفعه إلى حضور فعاليات المؤتمر للأخد بآراء ونصائح المختصين وتفعيلها ميدانيا، مؤكدا أن سعادة العامل تكون بحصوله على الحقوق والعمل في مناخ ملائم، وأن يشعر بأنه عضو في تلك المؤسسة، ولا يحدث هذا إلا من خلال عملية الاتصال، مضيفا أن العامل لابد أن يعرف مؤسسته ليتكفل بها.
أكد الدكتور كرستيان لاك، من فرنسا، أن من بين أمراض العمل؛ الصداع النصفي، خاصة الحاد منه والمصحوب بالغثيان والتعب لمدة 24 ساعة، مشيرا إلى أنه يكلف فرنسا 3 ملايير يورو سنويا.
من جهتها البروفيسور حياة بن مسعود، أكدت أنه لابد أن تترك للعامل مساحة لشرح أفكاره وعرض مبادرته للشعور بأهميته، كما يستوجب على المستخدم الاعتراف بالجهد، وهو من أسس السعادة التي تساهم في تطور الأفراد. كما شهد اليوم الدراسي العديد من الورشات النفسية التي تم من خلالها التركيز على أهمية التواصل بين الأفراد داخل المؤسسة الواحدة وانعكاسه على الإنتاج.