“آلاء” للتنمية الأسرية تنتقل إلى تيزي وزو

مختصون نفسانيون يتكفلون بالمصدومين

مختصون نفسانيون يتكفلون بالمصدومين
  • القراءات: 1435
رشيدة بلال رشيدة بلال

اختارت بعض الجمعيات التي هبت للتضامن مع العائلات المتضررة بولاية تيزي وزو جراء الحرائق التي اندلعت فيها مؤخرا وسببت خسائر في الأرواح والممتلكات، اختارت التكفل بالجانب النفسي، خاصة أن الكثيرين أصيبوا بصدمة نفسية من حجم الحرائق التي اندلعت، وتحديدا بمنطقة الأربعاء ناث إيراثن. ومن ضمن هذه التنظيمات الجمعية الوطنية للتنمية الأسرية “آلاء”، التي سارعت إلى إيفاد مختصين نفسانيين للتكفل بالمتضررين.

أكدت رئيسة الجمعية لطيفة العرجوم في معرض حديثها مع “المساء”، أن جمعية “آلاء” كانت من السباقين إلى إيفاد قافلة مكونة من عدد من المساعدات الضرورية التي احتاجت إليها العائلات المتضررة، لا سيما أن الحرائق التي اندلعت تسببت في فقد الكثيرين منازلهم؛ الأمر الذي يتطلب تزويدهم بكل ما يحتاجون إليه؛ من غذاء ولباس وأدوية. وتشير إلى أن هذا لم يكن كافيا بعدما تلقت الجمعية نداءات بإرسال مختصين نفسانيين للتكفل بالحالات التي تعرضت لصدمات نفسية جراء هول ما عاشه الكثيرون خلال الحريق، خاصة منهم فئة النساء والأطفال من الذين عايشوا الأحداث وفقدوا ذويهم وممتلكاتهم؛ الأمر الذي تطلب، حسب مسؤولة الجمعية، “إرسال مختصين للتكفل بالحالات التي تتطلب المرافقة والمتابعة النفسية، والتكفل بعلاجهم”.

وفي السياق، أشارت المتحدثة إلى أن الجمعية إلى جانب تكفلها بالجانب المادي للمتضررين، تكفلت أيضا بالجانب النفسي؛ من خلال معاينة عدد من النساء والأطفال، الذين وجدوا صعوبة في تقبّل ما عاشوه من أحداث أليمة وما تسببت فيه الحرائق من أضرار؛ سواء على الغطاء النباتي أو الثروة الحيوانية، وحتى في الأرواح؛ إذ تم تقديم عدد من الاستشارات والمعالجات النفسية. وحسبها، فإن درجات الصدمة التي تعرّض لها البعض كانت بدرجات مختلفة؛ إذ تم التكفل ببعضهم، فيما تم التأكيد على ضرورة توجيه كل الحالات التي يُشتبه في أنها تعيش صدمة من جراء الحادث، إلى المراكز القريبة، ليتم التكفل المباشر والمستمر بهم.

وحول الأثر الذي خلّفه الحريق على نفسية الأطفال، أكدت رئيسة الجمعية أن المختصين النفسانيين أولوا اهتماما كبيرا بهذه الشريحة الصغيرة؛ إذ تم التقرب منهم، وتخصيص برنامج علاجي بالاعتماد على الطاقة، كان له أثر إيجابي عليهم. كما تم تقديم عدد من التوجيهات للأولياء، ليساهموا، من جهتهم، في احتواء أبنائهم، والتخفيف من حدة الصدمة عنهم.

وعلى صعيد آخر، قالت رئيسة الجمعية، إن الهبّات التضامنية لا تقتصر على ما هو مادي فقط، وإنما ينبغي أن يتم تخصيص جزء من هذه المساعدات، للجانب النفسي، لا سيما أن الكثيرين أصيبوا بخيبة أمل جراء ما فقدوه من ذويهم أو ممتلكاتهم. وبالمناسبة تقول: “وجّهنا نداء إلى كل من يمكنه المساعدة بالتكفل بالجانب النفسي للمتضررين، وكذا إلى مسؤولي المراكز التي تجتمع فيها العائلات المتضررة؛ من أجل الاستمرار في المرافقة”، مشيرة إلى أن هذه الخطوة لقيت استحسانا كبيرا بعدما تم إعطاء المتضررين جرعة من الأمل.