أمام تفاقم الوضعية الوبائية وتشبع المستشفيات

مختصون في الصحة يحثون على الحجر المنزلي الطوعي

مختصون في الصحة يحثون على الحجر المنزلي الطوعي
  • القراءات: 883
رشيدة بلال رشيدة بلال

استقبلت المصالح الاستشفائية بولاية البليدة، بعد عيد الأضحى، أعدادا كبيرة من المصابين بالفيروس المتحور، الأمر الذي جعل المصالح الاستشفائية على مستوى الولاية تستنجد بالعيادات  الخاصة لسد العجز الحاصل، حيث استقبل مستشفى بوفاريك،  في ليلة واحدة فقط، أكثر من 90 مريضا، فيما استقبل مستشفى الفابور أكثر من 400 مريض، الأمر الذي دفع بالمختصين في الصحة إلى التأكيد من جديد، على ضرورة التحلي بالوعي الصحي واللجوء إلى الحجر الصحي الطوعي للحد من تفشي الوباء.

وصف عبد الحفيظ قايدي، أخصائي في الأمراض المعدية بمستشفى بوفاريك، في تصريحه لوسائل الإعلام، أن الوضعية الوبائية على مستوى ولاية البليدة مقلقة، بالنظر إلى ارتفاع عدد المصابين بالوباء، وأكد بأن معظم الحالات الوافدة على المستشفى خطيرة، مرجعها حالة التراخي التي تم تسجيلها قبيل العيد، مشيرا إلى أن ارتفاع عدد الحالات المصابة دفعهم إلى الاستنجاد بالعيادات لسد العجز المسجل، والتكفل بالحالات المستعصية التي تحتاج إلى الإنعاش.

أوضح المختص في الأمراض المعدية "بأن السلالة المتحورة "دالتا" أصبحت موجودة في الجزائر، وهو ما تعكسه السرعة في الانتشار والخطورة، لافتا إلى أن ما يدعو للقلق والحث على أهمية التلقيح، أن الفئات المستهدفة فئات شابة وغير مصابة بأمراض معدية، حيث تم تسجيل وفيات في فئات شابة، الأمر الذي يدعو إلى دق ناقوس الخطر والرفع من اليقظة، لأن الموجة الثالثة أكثر شراسة وخطورة من الموجتين الأولى والثانية." ويواصل المختص قائلا: "وما ينبغي لفت الانتباه إليه؛ استمرار الخلط  لدى البعض بين أعراض الأنفلونزا والفيروس المتحور، حيث يعتقد البعض بأن بعض الأعراض الخفيفة تجعلهم يغضون الطرف على الفحص،  الأمر الذي يؤخر العلاج، في الوقت الذي ينبغي أن يسارع كل من تصيبه أعراض إلى إجراء الفحص من أجل البدء في العلاج قبل تفاقم المرض، خاصة إن كان الأمر يتعلق بحمى أو سعال أو إسهال أو حالة من الفشل".

من جهة أخرى، أوضح المختص في الأمراض المعدية "أن الخوف من احتمال الإصابة والدخول في رحلة علاج بالمستشفى، تدفع بالبعض إلى التكتم على الأعراض، وهو من المغالطات التي يجري محاربتها، لأن الإصابة بالوباء لا تعني بالضرورة الاستشفاء بالمستشفى، إنما يمكن بعد الفحص تلقي العلاج بالمنزل والخضوع للحجر المنزلي"، لافتا "إلى أنه في حال القيام بالتحاليل، وتأكد الإصابة، لابد من تجنب العلاجي العشوائي، لأن ذلك من شأنه أن يؤخر الشفاء، لذا لابد من أخذ الإرشادات من الطبيب، حتى يكون العلاج مثمرا. يعتقد الدكتور قايدي "أن تفاقم الوضع الصحي وسرعة انتشار الوباء، تتطلب العودة إلى تدابير الحجر الصحي المنزلي لحصر الوباء، وحسبه، فإن ما يقترحه كمختص في الأمراض المعدية، أن تبادر الأسر إلى ممارسة الحجر المنزلي الصحي الطوعي، من خلال التقليل قدر الإمكان من التواجد خارج المنزل، في انتظار أن تتولى السلطات العليا في البلاد اتخاذ الإجراءات اللازمة، داعيا بالمناسبة، إلى كل من هم على موعد مع مناسبة، كالأعراس أو الأفراح، تأجيلها وتغليب المصلحة العامة.