حوّلوا منصات التواصل الاجتماعي إلى فضاءات للتوعية والتحسيس

مختصون في التربية يحذّرون الأولياء من الضغط على الأبناء

مختصون في التربية يحذّرون الأولياء من الضغط على الأبناء
  • القراءات: 423
رشيدة بلال رشيدة بلال

دعا مختصون في التربية والتعليم عبر صفحاتهم بمواقع التواصل الاجتماعي، الأولياء إلى تجنب الضغط على الأبناء أو إجهادِهم بالمراجعة المكثفة، التي قد تقدم نتائج عكسية. وحسبهم، فإن الاهتمام المبالغ فيه من الأولياء بتحقيق علامات جيدة ومنه النجاح، يدفعهم إلى التأثير عليهم بصورة عكسية؛ الأمر الذي ينفّر الأبناء من المراجعة، ويخلق شخصية انتقامية تكره المدرسة والأولياء.

تحولت منصات التواصل الاجتماعي تزامنا وانطلاق فترة الاختبارات الخاصة بالفصل الأول، إلى فضاء اعتمده بعض الأساتذة والمعلمين؛ من أجل توعية الأولياء بالطريقة الصحيحة للمراجعة بعيدا عن كل أشكال الضغط وإطالة ساعات المراجعة والتكثيف من  الدروس الخصوصية، لاستدراك بعض النقائص في وقت وجيز.

ومن هؤلاء أستاذ الرياضيات في الطور الثانوي نور الدين، الذي انتقد بعض الأولياء بالقول: " من غير المعقول إلزام الأبناء خاصة في الطورين المتوسط والابتدائي بالمراجعة لمدة تزيد عن ست ساعات! الأمر الذي يدفعهم إلى نبذ التعلم، والبحث عن سبل للهروب من الدراسة إلى الهواتف الذكية ".

وحسب المتحدث، فإن الطريقة التي أثبتت نجاحها لحمل الأبناء على المراجعة بدون ضغط أو عنف، هو اعتماد أسلوب التحفيز والتشجيع، خاصة أن كل الأولياء يعرفون ما يرغب فيه أبناؤهم من أمور. وقال الأستاذ نور الدين: " إن تشجيع التلميذ ومكافأته بهدية يساعده في فهم دروسه، وتحصيل علامات جيدة. وهذا الأسلوب من أهم الطرق التي تحبب التلميذ في العملية التعليمية، وتجعله يبادر بالمراجعة من تلقاء نفسه "، لافتا إلى أن الراحة هامة جدا خلال فترة المراجعة؛ إذ يجب على الأولياء أن يتدخلوا من أجل تنظيم فترات المراجعة، وتجنب اعتماد المراجعة الليلية التي تعطي نتائج عكسية؛ بسبب الشعور بالتعب والإرهاق"، مؤكدا أن الضغط على الأبناء خلال فترة المراجعة، يولد شخصية انتقامية، تحتاج إلى تدخّل مختص لتقويمها.

ومن الأمور التي ارتأى المختصون في التربية تحذير الأولياء منها ومنهم الأستاذ نور الدين، جعل التلميذ في الطور الابتدائي يسهر إلى وقت متأخر من الليل من أجل المراجعة، ثم يستيقظ من النوم في وقت مبكر من أجل المراجعة أيضا؛ الأمر الذي يُرهق التلميذ، وينفّره من التعليم، مشيرا إلى أن الشعور بالتعب يجعله غير قادر على  الإجابة حتى وإن كان متمكنا منها، وبالتالي فمن الخطأ اعتماد أسلوب المراجعة الليلية، التي تقضي على الغاية التي أقرها المولى عزّ وجل من الليل، وهي إعطاء الجسم الوقت ليستريح، مشيرا إلى أن الأولياء مدعوون، فقط، لمرافقة أبنائهم، والدعاء لهم بالتيسير، ومراعاة الفروق الفردية والقدرات العقلية لكل تلميذ. وعلى الأبناء أن يفهموا أن العملية التربوية لا بد أن يكون التلميذ راغبا فيها لا مرغَما عليها ليحقق النجاح.