لتجنب الخلط بين الأنفلونزا الموسمية وفيروس "إيبولا"

مختصون في الأمراض المعدية يؤكدون على أهمية التوعية

مختصون في الأمراض المعدية يؤكدون على أهمية التوعية
  • القراءات: 869
 رشيدة بلال رشيدة بلال
دعا مختصون في الأمراض المعدية إلى التكثيف من الحملات التحسيسية للتعريف بمختلف الأمراض المعدية، وتحديدا فيروس إيبولا الذي يجهل عنه بعض العاملين بالقطاع الصحي وكذا عامة الناس بعض الأبجديات، الأمر الذي يقودهم إلى الخلط بينه وبين الأنفلونزا الموسمية التي تسببت هذه السنة في وفاة 15 شخصا على مستوى ولاية الجزائر.
يرى البروفيسور، أمين سالمي، رئيس مصلحة بقسم الاستعجالات بمستشفى مصطفى باشا الجامعي ـ على هامش مشاركته مؤخرا في اليوم التحسيسي حول فيروس إيبولا ـ أن الأنفلونزا الموسمية هذه السنة كانت حادة وأدت إلى تسجيل وفيات، الأمر الذي أحدث هلعا وسط عامة الناس، وخلق قلقا لدى بعض الأطباء الذين أرجعوا حالات الوفاة إلى فيروس إيبولا. ولتجنب الخلط بينها وبين فيروس إيبولا، تم تنظيم يوم تحسيسي لتوعية العاملين بالقطاع الصحي والمواطنين حول طرق انتقال هذا الفيروس الذي لم تسجل فيه أي حالة بالجزائر»، ولكن، يضيف «بحكم أن الاحتمال قائم، فإن الكل معني بمعرفة سبل الوقاية والتي تبدأ بالتعرف على هذا الفيروس الذي لا ينتقل عن طريق الهواء، وإنما يأتي عن طريق اللمس، أو عن طريق الدموع، لذا الاحتياطات اللازمة تبدأ بتجنب الاحتكاك بالمحتمل إصابتهم من أولئك الذين يكثرون من السفر ويصابون بالحمى الشديدة.. فهذه الأخيرة تعتبر مؤشرا يستدعي الاتصال المباشر بالطبيب للقيام بالفحوص اللازمة والتحاليل المطلوبة». ويواصل محدثتنا قائلا: «الخوف الذي يعيشه المواطنون بعد تسجيل وفيات نتيجة الإصابة بالأنفلونزا الموسمية  مؤشر إيجابي، حيث يعكس مدى وعيهم بالفيروسات المعدية، وهذا يدعونا إلى المزيد من التوعية بإعلامهم حول ماهيته لتجنب الدخول في معتقدات خاطئة، واطلاعهم على الاستعدادات التي قامت بها المستشفيات لاستقبال الحالات المشبوهة بالنظر إلى خطورة هذا الفيروس، مشيرا إلى أن عامة الناس ينبغي أن لا يكتفوا بالخوف، بل هم مدعوون إلى التعرف على طرق الوقاية من هذا الفيروس وكيفية انتقاله كبداية للوقاية.
من جهتها، ترى الدكتورة حسناء زروالي، مختصة في الأمراض المعدية بمصلحة الاستعجالات بمستشفى مصطفى باشا، أن المستخدمي الصحة في أمس الحاجة إلى التعرف على فيروس إيبولا بالنظر إلى أن الخطر قائم لدخوله من ناحية، و إلى سرعة تنقل المواطنين خارج الوطن بغرض العمل أوالسياحة أوللمشاركة في مختلف المنافسات الرياضية، وبالتالي فإن الخطر الذي يمثله هذا الفيروس كبير، لذا اقترح كإطار بمصلحة الأمراض المعدية أن تكون المصلحة مهيأة دائما لاستقبال أي نوع من الأمراض المعدية، لاسيما وأننا نعيش في زمن الأمراض الدخيلة».
وتدعو المتحدثة إلى برمجة الكثير من الأيام التحسيسية مع تجنب التهويل والمبالغة في إخافة المواطنين. وتضيف قائلة: «يتعلق الأمر بالأشخاص الأكثر عرضة لاحتمال الإصابة بالفيروس، حيث يتم التركيز على أولئك الذين يسافرون، إذ يقع على عاتقهم عند الشعور بوجود أعراض الحمى الاتصال مباشرة بالطبيب، وفي المقابل على الأطباء أن يركزوا على استجواب المرضى للبحث عن السبب الحقيقي للحمى مع وضع في الاعتبار  دائما أعراض الفيروس والمتمثلة في الحمى، الفشل والنزيف، إذ قد تظهر في البداية على أنها أعراض الأنفلونزا الموسمية، لذا ينبغي التمييز جيدا بينها وبين فيروس إيبولا للإسراع في تأمين تكفل صحي في أوانه وتجنب انتشار العدوى».
من جهتها، تعرف ابن عدة سامية، المختصة في علم الميكروبيولوجيا الإيبولا بأنه فيروس خطير ومعد، وتقول «إن المواطنين معنيون في حال الشعور بالحمى بالتوجه الفوري إلى الطبيب للتشخيص. وبالمقابل، يتوجب على الأطباء الإكثار من طرح الأسئلة على المرضى وتحديدا حول مسألة السفر إلى بلد أجنبي انتشر فيه المرض لدرء الشك، وهو ما نحاول تنبيه الأطباء إليه من خلال هذه الأيام التحسيسية، لأن حمى إيبولا لا تزال مجهولة عند عدد كبير من الأطباء، ومن ثمة لابد أن تبدأ التوعية بهذا الفيروس أولا في صفوف الأطباء ليحسنوا إعلام المواطنين بسبل الوقاية».