اعتقاد خاطئ عند بعض الأشخاص

مختصة تؤكد احتمال تكرار الإصابة بـ”كورونا”

مختصة تؤكد احتمال تكرار الإصابة بـ”كورونا”
  • القراءات: 738
نور الهدى بوطيبة نور الهدى بوطيبة

حذرت الدكتورة نبيلة بن دريس، طبيبة عامة ومشرفة على مخبر تحاليل بالعاصمة، من تهاون بعض الأشخاص الذين سبق وأن أصيبوا بفيروس كورونا المستجد، بعدم احترامهم تدابير الوقاية اللازمة، معتقدين أن إصابتهم مرة بالفيروس وشفاءهم منه، يعني تطور أجسام مضادة لديهم لمحاربة الفيروس، وأنهم لن يصابوا به مرة ثانية، مؤكدة أن هذا الاعتقاد خاطئ، نظرا للإصابات الجديدة المسجلة لدى نفس الأشخاص الذين سبق أن أصيبوا به قبل فترة.

أشارت المتحدثة إلى أن تكرار الإصابة بفيروس كورونا أمر محتمل، ولابد من أخذ تدابير الوقاية بنفس صرامة الأشخاص الذين لم يصابوا من قبل، تبعا للدراسات، وبعد تسجيل تكرار إصابات حول العالم، لاسيما أنه لا يمكن تحديد تماما ما إذا كانت الإصابة الثانية أقل أو أكثر وطأة من الأولى، وأضافت أنه لدينا الآن دراسات كافية، تفيد بإمكانية تجدد الإصابات حول العالم، وقد سُجل بأن فيروس الإصابة الجديدة مختلف بمقارنته مع الأول. قالت المختصة، إن واقع تجدد الإصابة نادر الحدوث، لكنه موجود، فنسبته حوالي 2 من كل 10 آلاف، وعلى هذا الأساس لابد من الإبقاء على تدابير الوقاية والحماية رغم ذلك، للابتعاد عن تلك الاحتمالية مهما كانت ضعيفة. في نفس الصدد، نوهت نبيلة بن دريس، أن احتمالية الإصابة مرة ثانية بفيروس كورونا، يشير إلى أن جهاز المناعة قوي يقضي على الفيروس ويمنع تكرار الإصابة، إلا في حالة تجدد الفيروس وأخذه صيغة شكل جديدة، وهذا ما لم تنفه الدراسات العديدة التي شكلت كورونا موضع حديثها طيلة العشرة أشهر الأخيرة.

قارنت المتحدثة بين فيروس كوفيد 19”، والأنفلونزا الموسمية، وقالت بأن الشخص يمكن أن يصاب بالأنفلونزا الموسمية مرتين إلى ثلاثة مرات في نفس الموسم، غالبية الحالات التي تلي الحالة الأولى تعرف بالانتكاسة للحالة المرجعية، وهذا في حقيقة الأمر لاختلاف شكل الفيروسين، وهو نفس الشيء بالنسبة لـ«كوفيد 19”، لذلك لابد من أخذ كل تدابير الحيطة بنفس الصرامة للتقليل من خطورة الانتكاسة، التي قد تكون أصعب من الحالة الأولى، والدليل على ذلك، تضيف، وفاة أشخاص حول العالم بسبب الإصابة للمرة الثانية بفيروس تم النجاة منه خلال بلوغه الذروة. قالت المختصة بأن الدراسات تثبت مجرد تحفيز جهاز المناعة، من خلال الإصابة، يطور ردة فعل مناعية تمنع الإصابة مجددا، لكن هذا يبقى نسبيا، حسب شدة الإصابة للمرة الأولى، ونوع المناعة التي تم تحفيزها وتطويرها خلال تلك الفترة، وهو ما قد يخلق كذلك فترة حماية تستمر عدة أشهر لم يتم تحديدها تماما على وجه الدقة، ومعرفة ردة الفعل المناعية قد تستمر لسنوات عديدة، لكن نفس الدراسات كذلك تضيف المتحدثة، توصلت إلى أن الفيروسات الشبيهة بـ«كورونا، فترة المناعة الخاصة بها 40 أسبوعا، بمعنى آخر، أن الأشخاص المصابين قد يتعرضون لنفس الإصابة مرة ثانية بعد انقضاء تلك الفترة، إلا أن في حالة كوفيد 19” لم يتم تحديد الفترة المناعية بعد، التي قد تمتد لسنوات أو أسابيع فقط.

عامل آخر قد يؤدي دورا في تكرار الإصابة، تشدد الطبيبة، وهو تحور الفيروس وتغير شكله، هذا ما يجعله من الفيروسات التي يصعب إيجاد لقاح فعال سريع له، على غرار فيروس الأنفلونزا الذي يعد أكثر سرعة في التحور من فيروس كوفيد 19”، والذي  يحتاج إلى تطوير لقاح جديد ضده كل سنة.