خلال الحجر الصحي ومكوث الاطفال بالبيت 

مخاطر ”محتويات” شاشات التلفزيون تثير قلق خبراء النفس

مخاطر ”محتويات” شاشات التلفزيون تثير قلق خبراء النفس
مخاطر ”محتويات” شاشات التلفزيون تثير قلق خبراء النفس
  • القراءات: 808
نور الهدى بوطيبة  نور الهدى بوطيبة 

أبدى العديد من الآباء خلال أيام الحجر الصحي تخوّفهم من التأثيرات السلبية للشاشات التلفزيونية والبرامج التي لا يتوافق بعضها مع سن أطفالهم، حيث أشار معظم من حدثتهم ”المساء” إلى أنّ الجلوس أمام التلفاز أصبح الهواية الوحيدة أمام بعض أطفالهم في ظل امتداد فترة الحجر الصحي ودخولهم مرحلة الملل، رغم المحاولات الجاهدة للكثيرين في تجنيب الطفل الوقوع ضحية البقاء في المنزل بالبحث عن استثمار الوقت في مهام مفيدة.

حذّر الكثير من المختصين في مجالات مختلفة مرتبطة أساسا بالطفل من التأثيرات السلبية للشاشات، في حين حذّر آخرون من محتوى تلك الشاشات التي تعرض برامج أحيانا لا تتوافق مع سن الطفل تماما، بل تهدف إلى استقطابه للرفع من نسبة مشاهدة البرنامج، الأمر الذي يهدّد الصحة النفسية والعقلية للطفل.

وأوضح العديد من الأولياء الذي مسّهم استطلاع ”المساء” أنّه بعد فترة من الحجر الصحي، أصبح الوضع يصعب التحكّم فيه، خصوصا وأنّه لم يبق أيّ عذر لم يستعمله الأولياء لإبقاء الأطفال بعيدين عن الشاشات، لكن أصبحت الوسيلة الوحيدة لإخضاعهم وتهدئتهم، لاسيما وأنّ كثيرين انتفضوا واشتكوا من صخب أطفالهم لتوتّرهم وتغيّر نمط معيشهم بعيدا عن المدارس وأنشطتهم اليومية التي اعتادوا عليها.

في هذا الصدد، قال موسى مصطفاوي خبير اجتماعي من مدينة سيدي بلعباس إنّ التلفاز يؤثّر بشكل سلبي على الأطفال لاسيما الذين تقلّ أعمارهم عن سبع سنوات، فإلى جانب العزلة التي تسبّبها الشاشات بأنواعها وتجعل الطفل ينطوي على نفسه، فإنّ محتواها قد يكون أخطر من ذلك. وأضاف المتحدث أنّ الرسوم المتحركة كانت موضوع العديد من الدراسات، التي تبيّن منها أنّ تلك الرسومات تشكّل خطرا على الطفل أكثر مما تنفعه، فمحتوى بعضها غريب وليس من ثقافتنا، تغرس في الطفل ذهنيات تتنافى وقيمنا بعضها تعرض حتى الشذوذ والعنف والدليل على ذلك الرسومات الغريبة لشخصيات الكرتون التي تجعل الطفل ينجذب نحوها، هذا ما يجعله يحمل تلك الصور على أنّها معيار قيم لديه ولا يدرك ما تحمله من مخاطر في طياتها.

على صعيد ثان، حذّر المتحدّث أيضا من المسلسلات التلفزيونية بأنواعها وأصنافها على المراهقين، لاسيما الفتيات التي تجدهن منذ صغر سنهن يجلسن جنبا لجنب مع أمهاتهن لمشاهدة مسلسلات تركية وأخرى هندية أو غيرها، فهي لا تتوافق مع سنهن خصوصا وأنّ بعضها تحمل مشاهد تغيّر نظرة المراهق للحياة فيبني أحلاما لا أساس لها من الحقيقة.

في الأخير، حذّر المتحدّث الاولياء من مخاطر محتويات الشاشات، مشيرا إلى أنّ الخطر الحقيقي يكمن فيما يستغل فيها التلفاز أو اللوحات الذكية، وهذا بمراقبة الطفل وتوجيهه نحو البرامج التي تتوافق مع سنه، فكلّما استصغر حجم الخطر كلما أثر أكثر في الطفل سلبا.